الخرطوم 31 أغسطس 2020 – رحبت دول الترويكا (الولاياتالمتحدة، وبريطانيا والنرويج) والاتحاد الاوروبي باتفاق السلام بين الجبهة الثورية السودانية وحكومة السودان الانتقالية، كخطوة أولى في عملية إعادة بناء الأمل والاستقرار للمجتمعات المتضررة من النزاع في السودان، وحثوا الجماعات الرافضة على لحاق قطار السلام. ووقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية اتفاق السلام بالأحرف الأولى الاثنين في جوبا لكن حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو لم تكونا طرفا في هذا الاتفاق. وأكدت الدول الثلاث في بيان مشترك الإثنين، أن اتفاقية السلام تعد حجر أساس لتحقيق السلام والاستقرار المستدامين في دارفور وغيرها من المناطق المتضررة من الصراع، "وهو أمر بالغ الأهمية للانتقال الديمقراطي في السودان". وقال البيان المشترك: "نحن ندرك التنازلات التي قدمناها جميعًا لإتمام هذه المفاوضات، وندعو جميع الأطراف إلى تنفيذ الاتفاقية بحسن نية وبنفس روح الشراكة والحلول الوسط، وبطريقة تكمل المحادثات الجارية مع المجموعات الأخرى". وأشار إلى أن الاتفاق يوضح التزام الأطراف بإعطاء الأولوية للسلام على النحو الذي دعت اليه الوثيقة الدستورية في أغسطس 2019. وأكد البيان أن الاتفاق خطوة مهمة في استعادة الأمن والكرامة والتنمية لسكان المناطق المتضررة من النزاع والمهمشة في السودان، لافتاُ الانتباه إلى أنه يجب أن يُتبع الاتفاق بجهود السلام والمصالحة المحلية في المناطق المتضررة من الصراع. كما حثت الدول الثلاث في بيانها، الحكومة وشركائها على إنشاء مفوضية السلام والمجلس التشريعي الانتقالي، والبدء في تحقيق الإدارة والعدالة المسؤولة في كل السودان، مشيرةً إلى ضرورة أن تكون هناك خدمات أمنية محايدة ومهنية تحمي جميع السودانيين على قدم المساواة. وحثت كذلك الجبهة الثورية، وجماعات المعارضة الأخرى، والأحزاب السياسية على تنحية الخلافات والطموحات الشخصية جانبًا لما فيه خير بلدهم بأسره. من جهتها وصفت بعثة الاتحاد الأوروبي في السودان، الإثنين، توقيع "اتفاق السلام" بالأحرف الأولى في جوبا بالمعلم الهام في عملية الانتقال الديمقراطي، ويمهد الطريق لسلام دائم في البلاد. وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، في بيان تلقته "سودان تربيون"، "يشير اتفاق السلام الذي تم توقيعه اليوم بين الحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون في السودان، والجبهة الثورية السودانية، إلى معلم هام في عملية الانتقال الديمقراطي والاقتصادي الجارية في السودان". وأضاف، "بدور الوساطة والمساعدة التي قامت بها دولة جنوب السودان المجاورة، يمهد الاتفاق الطريق نحو إحلال سلام دائم في السودان". ونوَّه إلى أن "الاتفاق الذي يتم تنفيذه بحسن نسبة وبروح التعاون يمكن أن يفي باحتياجات وتوقعات الشعب السوداني من أجل حياة أفضل في سلامة واستقرار". ودعا الاتحاد الأوروبي، وفقا للبيان، الحركة الشعبية – شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، إلى الانضمام إلى جهود السلام لصالح المجتمعات المحلية التي تستحق الاستفادة من التغييرات الجارية في السودان. (امنستي) تطالب بالتحقيق في الانتهاكات من جهته أثنى المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية بمنطقة شرق وجنوب أفريقيا ديبروزي ميوشينا، وقال "الاتفاق يفتح كوة ضوء لملايين السودانيين في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق؛ ممن انتهكت حقوقهم الإنسانية بشكل ممنهج على يد حكومة البشير، ويمنح الامل لكل الذين كابدوا ويلات وعسف أطراف الصراع وعنفهم المروع" . وقالت المنظمة في بيان إن على حكومة السودان ضمان إجراء تحقيقات شاملة وفعالة ونزيهة في مزاعم الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، المرتكبة بواسطة أفراد القوات المسلحة والميليشيات المتحالفة معها، وكذلك الانتهاكات التي ارتكبتها جماعات المعارضة المسلحة". ورأت أن "إشراك اهل المصلحة؛ بمن فيهم النازحين ومنظمات المجتمع المدني، يضمن استنباط الحلول للتحديات المتعددة" تحايا من غوتيريش ونقل الممثل الخاص المشترك لبعثة الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة في دارفور (يوناميد)، جيريمايا مامابولو، لدى حضوره مراسم التوقيع على الاتفاق تحايا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس الاتحاد الأفريقي موسى فكي للأطراف التي أمضت الاتفاق. وقال مامابولو: "أودُّ أن اُهنئَ الشعب السوداني على هذه الخطوة الهامة وأنْ اُشيدَ بصورة خاصة بالأطراف الموقعة على تصميمهم وشجاعتهم والتزامهم في سبيل تحقيق سلام مستدام في السودان". واضاف" نأمل أن يُنظر إلى هذه الاتفاقية على أنها بداية لعملية تتضمن كل الخطوات الإيجابية نحو السلام والعدالة والوحدة الوطنية، وهذا يتضمن التحقيق الكامل لآمال وأحلام وطموحات الشعب السودان بمن فيهم الدار فوريين". كما ثمن دور الوساطة الجنوب سودانية في تسهيل المفاوضات رغم التحديات. وأعرب مامابولو عن أمله في أن ينضم الذين لايزالون خارجها إلى عملية السلام هذه، بُغية تحقيق آمال وتطلعات الشعب السوداني وأهداف ثورة ديسمبر. وتابع "تحقيقاً لهذه الغاية، تظلُ الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ملتزمَين بدعم هذه العملية حتى آخر يوم من تفويض اليوناميد".