الخرطوم 1 أكتوبر 2020 – أعلنت حكومة جنوب السودان اكمالها الاستعداد لاحتضان حفل التوقيع النهائي على اتفاق السلام السوداني بالسبت. ووصل جوبا الخميس وفد رفيع المستوى من مسؤولي الحكومة السودانية تقدمهم نائب رئيس مجلس السيادة رئيس وفد الحكومة التفاوضي ، محمد حمدان دقلو "حميدتي". وقال رئيس لجنة الوساطة، توت قلواك، في مؤتمر صحفي، إن التوقيع سيحضره رؤساء دول وحكومات في الإقليم والعالم العربي، وممثلين للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة. وتوقع قلواك، أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمة في حفل التوقيع عبر تقنية الفيديو . وأوضح أن الأطراف سيوقعون على 6 برتوكولات لإنهاء الصراع في السودان، وشدد على أن الوساطة ستواصل جهودها لإلحاق حركة عبد الواحد محمد نور لعملية السلام عقب التوقيع مباشرة. من جهته قال رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس، إن الثالث من أكتوبر القادم "سيكون يوما عظيما في تاريخ السودان". وأوضح في تصريحات صحفية، أن إيقاف الحرب من الأشياء الأساسية التي تم الاتفاق حولها عقب ثورة ديسمبر المجيدة لتحقيق التحول الديمقراطي. وقال، "نحن على أعتاب سلام شامل يؤسس لاستقرار البلاد وتحقيق التحول الديمقراطي". وأشار إلى أن المفاوضين من الجبهة الثورية السودانية والوفد الحكومي بذلوا مجهودا كبيرا بمعاونة وساطة دولة جنوب السودان، وأبان أن العملية التفاوضية خاطبت كل القضايا الحقيقية التي ظلت حجر عثرة أمام استقرار السودان منذ الاستقلال، ومناقشتها للقضايا المرتبطة ارتباطا وثيقا بالأزمة السياسية السودانية وكل إفرازاتها المتعلقة بالحروب والنزوح ومشاكل الأراضي وغيرها من المشكلات. وأكد إدريس أن اتفاق سلام جوبا يعد شاملاً من حيث المحتوى والقضايا، وأعرب عن تطلع الجبهة الثورية عقب توقيع اتفاق السلام في الثالث من أكتوبر الجاري لانضمام بقية الأطراف حتى يكتمل السلام من حيث شمولية القضايا والأطراف. وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون السلام، جمعة كندة، في تصريحات صحفية، إن الوفود تتوالى في الوصول إلى جوبا من الخرطوم والولايات خاصة ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان باعتبارها ولايات لديها مصلحة كبيرة من توقيع اتفاق السلام بين حكومة السودان والجبهة الثورية. وتوقع كندة مشاركة واسعة في مراسم توقيع اتفاق السلام على المستوى الإقليمي خاصة دول الإيقاد والجوار والدول التي شاركت وساهمت في عملية المفاوضات في مراحلها المختلفة خاصة دول تشاد والإمارات وإثيوبيا وغيرها من الدول. وأبان أن البلاد موعودة بتوقيع اتفاقية يشهدها العالم والمجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختلفة. واعتبر الخطوة استفتاء مبكر بأن السودان سينتقل من مرحلة اللا حرب واللا سلام التي كان يعيشها بعد سقوط النظام البائد إلى مرحلة بداية عملية السلام الشامل في السودان. وأكد أن الجهود ستتواصل لاكتمال عقد السلام الشامل بانضمام بقية حركات النضال المسلح المتوقع في الأيام القادمة القلائل. وفي 31 أغسطس الماضي، وقعت الحكومة السودانية والجبهة الثورية على اتفاقية سلام بالأحرف الأولى، وينتظر أن يجرى التوقيع النهائي في 3 أكتوبر الجاري. ووصل جوبا وفد من الوزراء وممثلي قوى الحرية والتغيير وعدد من الشخصيات القومية ومندوبي المؤسسات الإعلامية. ومن المنتظر أن يغادر إلى جوبا أيضا كل من رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء. وجرى التفاوض بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية التي تضم عدد من قوى الكفاح المسلح على أساس المسارات، وهي شمال وشرق ووسط السودان، إضافة إلى مساري دارفور والمنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق). وبموجب الاتفاق، سيشارك قادة الجبهة الثورية بشكل فعال في إدارة البلاد، على مستوى المجلس السيادي ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي، إضافة إلى المشاركة في حكم موسع لإقليمي دارفور والمنطقتين.