قُتل 7 أشخاص وأصيب 29 آخرين، في تجدد الاحتجاجات الرافضة لإقالة والي كسلا صالح عمار لليوم الثالث على التوالي، الذي اتهم الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين السلميين. وبدأت في عدة مناطق بشرق السودان حلقة جديدة من الصراع، إثر إقالة عمار الثلاثاء الفائت، حيث يرفض مؤيدوه قرار الإقالة الصادر من رئيس الوزراء. وتناصر عمار إثنية البني عامر التي ينحدر منها إضافة إلى قبيلة الحباب وغيرها علاوة على رجل الدين واسع النفوذ سليمان علي بيتاي، فيما ترفضه قبيلة الهدوندة التي تعد جزءاً من مجموعة البجا. وقالت مصادر طبية، ل"سودان تربيون"، الخميس: "إن مستشفى كسلا استقبل 7 جثث و29 مصاب، جميعهم بالرصاص، حالة بعضهم خطرة". وقال شهود عيان، إن مؤيدي صالح عمار نظموا احتجاجات سلمية في ميدان الحرية وذلك قبل التوجه إلى مقر الحكومة المحلية. وأشاروا، خلال حديثهم ل"سودان تربيون"، إن قوات الشرطة فضت الاحتجاجات بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى. وقالوا إن قوات الشرطة طاردت المتحجين داخل الأحياء كما أطلقت الغاز المسيل للدموع داخل مستشفي كسلا. وشهدت مدينة كسلا، شرقي السودان، إغلاقاً شبه كامل للطرق الرئيسية ولسوق المدنية، بعد فض الاحتجاجات، كما سادت حالة من الذعر والخوف الشديدين وسط الأهالي. واتهم والي ولاية كسلا المقال، صالح عمار، قوات الشرطة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، داعيًا أنصاره للضغط على السُلطة لإيقاف عنفها. وقال عمار، في تدوينه على حسابه في الفيسبوك، أطلعت عليها "سودان تربيون": "الشرطة بقيادة مديرها العام عز الدين الشيخ أطلقت، الخميس، الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين، مما نتج عنه سقوط قتلى وجرحى". وأضاف: "الشرطة ومن خلفها كل السلطة هي المسؤولة عن هذا الوضع، لأنها تصادر الحق المشروع في التعبير، ولأنها كانت تتفرج على الفوضى والإعتداءات العنصرية لثلاثة أشهر ولم تحرك ساكنا". وعملت قبيلة الهدندوة مُنذ تعيين صالح عمار في 23 يوليو المنصرم، على تنظيم احتجاحات للضغط في اتجاه اقالته ضمن مطالب أخرى. كما سيرت البني عامر ومؤيدي الوالي تظاهرات تنادي بتسلمه حكم الولاية. وظل عمار متواجدا في الخرطوم، مسيرًا حكم الولاية منها، انصياعا لطلب رئيس الوزراء. وطالب الوالي المقال القوى السياسية ولجان المقاومة والمجتمع المدني ووسائل الإعلام ب"التحرك العاجل والضغط على السلطة لوقف عنفها". كما دعا جماهير ولايتي البحر الأحمروكسلا الى" ضبط النفس والالتزام بالسلمية رغم فداحة الجرح وتوحيد كفاحهم ضد السلطة". ورفض عمار، الأربعاء، طريقة وتوقيت إقالته. من جهته أعلن مؤتمر البجا المعارض على لسان رئيسه أسامة سعيد رفضه لاستخدام القوات الحكومية العنف المفرط في التصدي للمتظاهريين السلميين بالرصاص وقتلهم وهم يمارسون حق التظاهر رفضًا لإقالة عمار. وقال" كان بامكان السيد رئيس الوزراء ان ينتظر به قليلًا ليكون ضمن حزمة اعفاء كل ولاة الولايات على ضوء مقررات إتفاقية السلام". كما شدد على أن حق التظاهر يعد شرعيا وتكفله الوثيقة الدستورية وان الاستخدام المفرط للقوة في مواجهة المتظاهرين يمثل ردة لقواعد النظام البائد ومحاولة لتكميم الافواه. وأردف "لذلك نستنكر ذلك بشدة ونحمل الحكومة تبعات ما يحدث".