الخرطوم 13 سبتمبر 2012 — قال احد اعضاء الوفد السودانى للتفاوض مع دولة الجنوب ان تقدما طرا على ملفات اللجنة الاقتصادية، بينما تعكف لجنة مصغرة من طرفي التفاوض على صياغة "مرجعية للحل الأمثل" لنزاع المناطق الحدودية فيما ابتدرت لجنة خبراء افارقة تحركات لاحتواء النزاع حول الحدود. وتواصلت اجتماعات اللجان المتخصصة للمفاوضات بين السودان وجنوب السودان بأديس أبابا وعقدت امس ثلاثة اجتماعات شملت اللجنة الأمنية والسياسية واللجنة الاقتصادية ولجنة الحدود المشتركة بين البلدين .وقالت وكالة السودان للانباء ان الوسيط الأفريقي يتولى صياغة الاتفاق الاطاري حول ما توصلت اليه اللجنة الاقتصادية في مجالات الديون والتجارة والمعاشات والمتأخرات والتعاون الاقتصادي . وأكد عضو وفد التفاوض والناطق الرسمي بدر الدين عبدالله عقب الاجتماعات المكثفة التي تواصلت صباح ومساء الامس ، وجود توافق كبير ً بين الجانبين في كل المسائل التي عرضت مؤكدا عدم بروز خلافات جوهرية. وأضاف أن الوساطة الأفريقية تعكف حالياً على الصياغة النهائية للاتفاقات الإطارية النهائية فيما يختص عمل اللجنة الاقتصادية . وحول اجتماعات لجنة الحدود كشف بدر الدين عن توسط فريق من الخبراء الأفارقة بين الجانبين على أساس أن يقدم كل منهما مرافعته ووثائقه وكل ما يشمل موقفه حول المناطق المتنازع عليها وبعدها يقيم الفريق الأفريقي البيانات والوثائق لتحديد تبعية المناطق الخمس ليتخذ بعدها قرار سياسى يحل النزاع حولها . وقال إن عمل اللجنة الأفريقية يستغرق ثلاثة أشهر لإكمال أعمالها وبعدها يتخذ قرار سياسي لحل النزاع ، ولكنه أكد أن رؤية وقرار وتوصيات الفريق الأفريقي ليست ملزمة وإنما هي مساعدة من الوساطة الأفريقية عبر الخبراء لإيجاد حل سياسي أو وفاقي حولها . وقال بدر الدين إن اللجنة الأمنية اجتمعت بحضور وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين و دينق ألور وزير مجلس الوزراء بحكومة الجنوب ، وناقشت الجوانب الأمنية بين الدولتين على ان تواصل اللجنة اجتماعاتها اليوم الخميس. إلى ذلك قال عضو وفد التفاوض حول منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق؛ منير شيخ الدين، إن المفاوضات حول قضايا المنطقتين لن تتأثر بمغادرة وفد قطاع الشمال لمقر التفاوض. وأكد أن وفد المنطقتين لا يزال موجوداً وسيواصل التباحث مع الآلية الافريقية حول قضايا المنطقتين، مشيراً إلى أن الأحداث الأمنية التي تدور في المنطقتين هي محاولة من الطرف الآخر لتعزيز الموقف التفاوضي للحركة الشعبية. وشهد الملف الأمني تعثراً خلال الجولة الحالية وتبذل الوساطة الأفريقية جهوداً حثيثة للوصول لاتفاق حول القضايا الأمنية قبل انتهاء مهلة مجلس الأمن المحددة للطرفين في 22 سبتمبر الجاري. الى ذلك قطع المتحدث باسم المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان بدرالدين أحمد أبراهيم بان الوفد الحكومي لن يتنازل عن شبر واحد من أرضه لصالح دولة الجنوب وقال ان التنازل لا يعنى باى صورة التفريط داعيا مجموعة الايقاد للاعتراف بما وصفه ب(الخطأ) وليست ب(التأمر ) مع دولة الجنوب نتيجة اقحامها منطقة الميل (14) ضمن المناطق المتنازع عليها. ونفى المتحدث فى تصريحات صحفية امس تسبب وفد الحكومة السودانية فى بطء اعمال التفاوض، مشيراً تقديمه للكثير من التنازلات لأجل الوصول لتسوية تحول دون وصول الدولتين الى مجلس الامن. ونوه بدر الدين الى ان المهلة التى منحها مجلس الامن كافية لتسوية ما تبقى ما قضايا محل الخلاف حال تراضي الطرفين على ذلك وتوفرت الارادة السياسية للجنوبيين. وسخر من رهان البعض على تدخل امريكى لحسم الامر وأضاف ان واشنطون مشغولة بترتيبات مهمة تجرى فى غضون شهرين في اشارة منه إلى الانتخابات الرئاسية التي ستتم في نوفمبر القادم. ونفى ان يكون النازلات التى قدمها وفده فى اديس نتيجة ضغوط خارجية وانما موقف تفاوضى لجهة انهاء الازمة بين البلدين حتى يتمكنا من العيش فى سلام و يعم الاستقرار الاقليم.
