تراجعت الاحد حدة التظاهرات والإحتجاجات الى شهدتها الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى على مدى الايام الست الماضيات في وقت كشر حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، عن انيابه معلنا مضيه في انفاذ قرارات زيادة الأسعار نافياً وجود اية اتجاه للتراجع عنها وذهب إلى إشهار عزمه محاسبة 31 من قياداته رفعوا مذكرة تدعو الرئيس البشير لاتخاذ قرار بالغاء الاجراءات الاقتصادية والتى من بينها حزمة زيادة الاسعار. مظاهرات محدودة ومتفرقة خرجت يوم أمس الاحد ونفى متحدث باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم ، تسلم مذكرة لرئيس الحزب الرئيس ، عمر البشير، تدعوه للاستجابة لمطالب الشارع السُّوداني، وإيقاف حزمة الإجراءات الاقتصادية المتعلِّقة برفع الدَّعم عن المحروقات فوراً. فى وقت اعلن مسؤول اخر الاتجاه لمحاسبة موقعيها. وأكَّد المتحدث باسم الحزب، قبيس أحمد المصطفى، في تصريح صحفي، الاحد عدم تسلُّم أجهزة مؤسسات الحزب التنظيميَّة أي مذكرة من 31 قيادياً إسلامياً، على رأسهم غازي صلاح الدين وحسن عثمان رزق ، وطالب الشعب السُّوداني ومنسوبي حزب المؤتمر الوطني، بعدم الاستماع للشائعات التي تطلقها بعض الجهات. وكانت مذكرة منسوبة للقيادي بالحزب، غازي صلاح الدين، و30 آخرين من قيادات الحزب، نشرت عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، دعت لوقف الإجراءات الاقتصادية فوراً ولتشكيل آلية وفاق وطني من القوى السِّياسيَّة لمعالجة الموضوعات السِّياسيَّة المهمَّة، ومن بينها الإطار السِّياسي الذي تحل فيه الأزمة الاقتصاديَّة. وفى غضون ذلك اعلن القيادى بالحزب حسبو محمد عبد الرحمن اعتزام الحزب محاسبة ال31 الموقعين على المذكرة الإصلاحية وقال للصحفيين عقب اجتماع القطاع السياسى للحزب الاحد ان بعض الاسماء الواردة فى المذكرة نفت التوقيع عليها وتفاجؤا باسماءهم عليها ، قاطعا بان المذكرة ستلقى مصير سابقاتها . وكان 31 قيادياً فى حزب المؤتمر الوطنى الحاكم اعلنوا رفضهم ممارسات الحكومة ضد المتظاهرين منددين باطلاق الرصاص ، وطالبوا فى مذكرة معنونة الى ا لرئيس عمر البشير بتعليق القرارات الاقتصادية الاخيرة مع إسناد ملف الإجراءات الاقتصادية لفريق اقتصادي مهني وطني، يمكن تطعيمه بعناصر من القوى السياسية المختلفة، مهمته الاتفاق على وصفة للمعالجات العاجلة للأزمة في غضون أسبوعين مع إيقاف قتل المتظاهرين باعتباره مخالفاً للشريعة الاسلامية. وطبقا للمذكرة التى مهرتها اسماء ابرزها د.غازى صلاح الدين والعميد محمد ابراهيم عبد الكريم المعروف ب"ودابراهيم" بجانب الأمين العام السابق للحركة الاسلامية بولاية الخرطوم حسن عثمان رزق فان حزمة الإجراءات الاقتصادية التي طبقتها الحكومة مؤخراً أحدثت آثاراً قاسية على المواطنين دون مبررات مقنعة كما انها لم تجز من المجلس الوطني و لم تعرض عليه أصلاً رغم اشتمالها على تعديلات أساسية في بند إيرادات الحكومة . واضافت المذكرة إلتى تعد اول شرخ في جسم الحركة الاسلامية بفعل الاحتجاجات التى ضربت العاصمة والولايات منذ الاثنين الماضي "* هذه الإجراءات لم تجد قبولاً حتى من قطاعات المؤتمر الوطني " . وقدم بحسب المذكرة عدد من الخبراء والقوى السياسية بدائل لم تنل اعتباراً وأصرّت الحكومة على تطبيق الإجراءات كما هي غير مبالية بآثارها ومدى قدرة المواطنين على احتمالها. ووصفت المذكرة خطاب الحكومة عند تقديم حزمة الإجراءات عبر وسائل الإعلام بالمستفز للمواطن ولم تبد الحكومة الاكتراث اللائق لمشاعر المواطنين. ولفتت ايضا الى ان الحكومة لم تسمح للمواطنين بالتعبير السلمي عن آرائهم وفق ما يكفله لهم الدستور. و اضافت "بعدم توفر فرص التعبير السلمي تغلبت العناصر التي تستغل هذه المواقف للتعبير العنيف مما أدى إلى خراب كثير وإزهاق لأرواح عزيزة من بين المواطنين والشرطة وقوات الأمن في مواجهات استخدمت فيها الذخيرة الحيّة". ونوه القادة الموقعين على المذكرة الى ان أهم مقاصد الشريعة التى جعلتها حكومة الانقاذ شعارا تعظيم حرمة الدماء، والعدل بين الرعية، ونجدة ضعفائها، ورحمة فقرائها، وإحقاق الحقوق ومن بينها حق الاعتقاد والرأي والتعبير عنهما. واضافت "لكن حزمة الإجراءات التي طبقتها الحكومة وما تلاها من قمع للمعارضين لها أبعد ما يكون عن الرحمة والعدل وإحقاق حق الاعتقاد والتعبير السلمي." وفي سياق ذي صلة جدد وزير الإعلام السُّوداني المتحدث باسم الحكومة .أحمد بلال عثمان، التأكيد على أنَّ الحكومة لن تتراجع عن قرارها بزيادة أسعار الوقود. وقال "التراجع ليس ممكناً أبداً.. و (زيادة الأسعار) هي الحل الوحيد". وقال الوزير في حديث لوكالة فرانس برس إنَّ السُّلطات اضطرت إلى التدخُّل عندما أصبحت الاحتجاجات عنيفة، مضيفاً "هذه ليست تظاهرات.. لقد هاجموا محطات البنزين وأحرقوا نحو 21 منها". وقال عثمان إنَّ الحكومة كانت تعلم أنَّ "أعمال شغب" ستندلع إذا تمَّت زيادة أسعار الوقود، إلا أنَّ رفع الدعم عن الوقود سيؤدِّي إلى توفير مليارات الدولارات. وأضاف "لا يستطيع اقتصادنا تحمُّل استمرار هذا الدعم.. علينا أن نستمر، رغم أننا نعلم أنَّ ذلك ثقيل بعض الشيء على الناس". وشهد يوم امس الاحد هدوءا نسبياً في الخرطوم وبقية ولايات السودان وشهدت مناطق متفرقة مثل جي بري وبعض اجزاء الكلاكلة والديم مظاهرات متفرقة ومحدودة تعاملت معها الشرطة بالغاز المسيل للدموع وتمكنت سريعا من السيطرة عليها، وقال شهود عيان ل"سودان تربيون" ان مظاهرات بري انطلقت في اعقاب اقامة تأبين لقتلى المظاهرات .