إستقال ثمانية من الدستوريين - وزارء ومعتمدين ومستشارين- بجانب (12) أخرون من أعضاء المجلس التشريعي من حكومة ولاية شرق دارفورفي اعقاب احتدام الصراع بين قبيلتي المعاليا والرزيقات والمستمر لأكثر من عام واعلنت ذات القيادات مقاطعتها اداء القسم بعد تسميتهم في حكومة شرق دارفور قبل عدة اسابيع . 4 من ولايات دارفور الخمس تشهد نزاعات قبلية وكان منتسبون لقبيلة المعاليا اغلقوا نهاية اغسطس الماضي الدواوين الحكومية بمحليتي "ابو كارنكا" و"عديلة" واستلولوا علي عربة احد المسؤولين احتجاجا على اعلان تشكيل حكومة شرق دارفور، ومشاركة أبناء المعاليا في المناصب الدستورية وامهل رجال المعاليا قياداتهم التي اختيرت في حكومة شرق دارفور (24) ساعة لتقديم استقالاتهم من الحكومة المحلية ، علي خلفية التوترات التي عاشتها قبيلتي المعاليا والرز يقات و أفضت الي صراعات دموية ادت لسقوط ما لا يقل عن (500) شخص بين قتيل و جريح. ونقلت تقارير صحفية نشرت في الخرطوم عن ممثل ناظر عموم المعاليا العمدة أبوالحسن محمود التوم أن جميع الدستوريين وأعضاء المجلس التشريعي من أبناء المعاليا قدموا إستقالاتهم وسلموها الى الإدارة الأهلية ممثلة في ناظرها محمد أحمد الصافي كما تقرر تشكيل لجنة لتسليمها الى الجهات الرسمية في الدولة والحزب الحاكم. وأعلن التوم مقاطعتهم لولاية شرق دارفور(سياسيا وإداريا) وشدد على ضرورة فك الارتباط، مؤكدا أن جميع قواعد القبيلة وقطاعاتها المختلفة ملتزمة بقرار المقاطعة. وكان الالاف من مواطني المحليات المحسوبة على المعاليا خرجوا في احتجاجات جابت الشوارع الرئيسية منددين بتشكيل حكومة شرق دارفور ورفعوا شعارات مناوئة للتوليفة الجديدة . وشكل والي ولاية شرق دارفور احمد الطيب عبدالكريم حكومته اواخر اغسطس الماضي بعد ان عاشت الولاية فراغا دستوريا منذ تعيين الوالي في اغسطس من العام 2013، بسبب تنامي الصراع بين القبيلتين. الى ذلك أعلن مستشار الوالي للشئون التنظيمية وأمين الاتصال التنظيمي بالحركة الاسلامية حامد محمدي بشار إستقالته ومقاطعته للولاية، وأكد أن جميع الدستوريين والتشريعيين من أبناء المعاليا بولاية شرق دارفور قدموا إستقالاتهم للإدارة الاهلية ويتجهوا لتقديمها للجهات الرسمية بالحزب والدولة. وطرح ثلاث خيارات لتوفيق الأوضاع أولها قيام ولاية البترول في المنطقة وثانيها التبعية لولاية شمال دارفور وثالثها قيام وضع إداري شبيه بوضع (أبيي) . كما أعلن سعيد ضوالبيت القيادي بالمؤتمر الوطني بالولاية إستقالته من مجلس السلطة الاقليمية لدارفور مشددا على ضرورة المقاطعة لجهة أن الولاية فقدت أهم مقوماتها المتمثلة في الامن والاستقرار . أعلن نورالدائم البشرى عضو المجلس الوطني عن دائرة عديلة مقاطعته للولاية بدون رجعة وتابع قائلا(يمكن أن نتصالح ونتعايش لكن لايمكن أن تفرض علينا الولاية). وطالب الدولة بضرورة توفيق أوضاع المعاليا الذين يمثلون (40%)من سكان الولاية و(45%) من مساحتها. وشمل تشكيل حكومة شرق دارفور ثمانية دستوريين من أبناء قبيلة المعاليا في إطار محاصصة مكونات الولاية الأثنية الا ان المعاليا يرفضون مشاركة الرزيقات في إدارة الحكومة وسبق ان طالب المعاليا بالانضمام الي ولاية غرب كردفان او شمال دارفور . وفي سياق متصل بالأمر أعلن المهندس ياسر هدي القيادي بالمؤتمر الوطني وممثل قطاعاته بالمنطقة مقاطعة جميع عضوية الحزب بمناطق المعاليا للولاية، مؤكدا إلتزامهم بعضويتهم داخله شريطة أن لاتكون لهم علاقة بولاية شرق دارفور. ووصف يوسف أدم بخيت الخبير الاستراتيجي مايحدث في شرق دارفور بأنه إنهيار دستوري لجهة أن الولاية ظلت لأكثر من عام بدون حكومة الى جانب الفرز الاجتماعي الذي تم بها. وطالب الدولة بضرورة توفيق أوضاع محليات(عديلة وأبوكارنكا وكليكلي أبوسلامة) إداريا، وشدد على ضرورة وقف القتال الذي يدور بين الطرفين وتابع قائلا(لانريد تاريخ أكثر سوادا من الذي مضى). وقطع بخيت بأن المعاليا ليست لديهم إستعداد لاستخدام العنف ضد الدولة ملوحا بإستخدام خيار العصيان المدني الذي إتجهت له جماهير المنطقة في الفترة السابقة، مشددا على ضرورة توفير الحقوق الدستورية للمواطنين واصفا الصمت الحكومي تجاه مايحدث بأنه عجز تتحمل مسئوليته الحكومة. وكشف عن ألية من المعاليا ستقوم بمقابلة قيادات الدولة والحزب الحاكم تعمل على الحصول على الحقوق المسلوبة وأضاف قائلا(سقفنا مفتوح ولن نتنازل عن حقوقنا) . وفي الاثناء أعلنت قطاعات الإدارة الأهلية والشباب والطلاب مقاطعتها لولاية شرق دارفور وطالبت بضرورة توفيق أوضاع المنطقة إداريا. الى ذلك تعتزم رابطة أبناء المعاليا بالولايات المتحدةالأمريكية تنظيم وقفة إحتجاجية أمام مقر الجميعة العام للأمم المتحدة الأحد في (نيويورك) وتسليم مذكرة للأمين العام (بان كي مون) تطالبه بالتدخل لوقف مشروع الابادة الجماعية الممنهج الذي تقوم به مليشيات الرزيقات ضد المعاليا في شرق دارفور. وتعيش قبيلتا الرزيقات والمعاليا حروبا دموية منذ اكثر من (40) عاما بداعي الصراع حول الارض وفشلت عدة مؤتمرات صلح بينهما كان اخرها الذي عقد في شهر يوليو الماضي بمحلية الفولة بغرب كردفان . ووصلت عدة وفود اتحادية ولائية وإدارات أهلية ولاية شرق دا فور لنزع فتيل الأزمة بين الاثنيتين المتحاربتين .