الخرطوم 12 أكتوبر 2014 –كشف مسؤول برلماني سوداني رفيع ، عن رفض الخرطوم إشتراطات دول اوربية بالتوقيع على اتفاقيات تقضي بالإنضمام للمحكمة الجنائية الدولية ،والمصادقة على إتفاقية القضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" مقابل ضمه لمنظمة التجارة العالمية . وتعثرت مساعي الحكومة السودانية المتواصلة للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، رغم الجهود المبذولة على مدى 20 عاما. وأنهت الدورة التاسعة لمنظمة التجارة العالمية أعمالها، قبل عدة أسابيع واحتفت بانضمام اليمن إلى المنظمة، بعد مفاوضات استمرت 13 عاما لتصبح العضو رقم (160) ، فيما ظل السودان مع دول قليلة أخرى خارج سجلات المنظمة. وقال رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان السوداني سالم الصافي في تصريحات الأحد عقب مشاركته في اجتماعات المنظمة بجنيف بصفة مراقب أن دولا اوربية طالبت المجالس التشريعية بالمصادقة لى العديد من الاتفاقيات ليتمكنوا من الإنضمام للمنظمة. وأكد ان دولا أوربية – لم يسمها- حثت السودان وبلدانا اخرى على الانضمام لميثاق روما والمصادقة على اتفاقية سيداو ليتمكن من التمتع بمزايا التجارة العالمية. واوضح الصافي بانه رد علي تلك المطالبات بتاكيد مواقف الحكومة السودانية الرافضة للمصادقة على تلك الاتفاقيات لتعارض بعضها مع قيم السودان كما ان ميثاق المحكمة الجنائية ينافي التوجهات السياسية للسودان. وصادقت غالبية الدول العربية على اتفاقية "سيداو" ،فيما ترى الخرطوم ان فيها كفالة حريات كاملة للمرأة بما يخالف تعاليم الدين الإسلامي. وتمثل "سيداو" معاهدة دولية تم اعتمادها في 18 ديسمبر 1979 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتوصف بأنها وثيقة حقوق دولية للنساء. ودخلت حيز التنفيذ في 3 سبتمبر 1981. وتعتبر الولاياتالمتحدة الدولة المتقدمة الوحيدة التي لم تصادق عليها إضافة لثماني دول أخرى لم تنضم إليها بالأساس بينها إيران، السودان، الصومال . وكشف المسؤول البرلماني عن مطالبة السودان بفصل السياسية عن الاقتصاد ورفع الحصار الاقتصادي المفروض عليه والسماح بدخول رؤس الاموال الامريكية والاوربية . وترفض الخرطوم ايضا الانضمام الى ميثاق المحكمة الجنائية الدولية وتعتبرها اداة لتنفيذ اغراض سياسية خاصة بعد اصدارها مذكرة توقيف في مواجهة الرئيس عمر البشير وعدد من كبار المسؤولين في حكومته بينهم وزير الدفاع تحت دعاوى التورط في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت في اقليم دارفور منذ العام 2003. ويرى خبراء اقتصاديين ان تعثر إالتحاق السودان بمنظمة التجارة العالمية، ساهم في عدم وجود قوانين اقتصادية واستثمارية شفافة مما انعكس على انعدام استقرار الاقتصاد وانتشار الفساد والمحسوبية. ويعتقد أن انضمام السودان للمنظمة يساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية والوطنية، ويحقق الشفافية والاستقرار، بما يتماشي مع قوانين منظمة التجارة العالمية، ويمنع هجرة رؤوس الأموال الوطنية واستقطاب المستثمرين الوطنين والأجانب بالخارج، الأمر الذي يتطلب حزمة كبيرة من الإجراءات والقوانين الجادة.