أدى وزراء ومعتمدو ولاية شرق دارفور من أبناء قبيلة المعاليا القسم أمام الوالي الإثنين ، تمهيدا للمشاركة في حكومة الولاية بعد رفض إمتد لأكثر من أربعة أشهر ، احتجاجا علي الاشتباكات الدامية التي اندلعت مع الرزيقات في شهر اغسطس الماضي بسبب الصراع للسيطرة علي ملكية الارض إمتنع على اثرها وزراء المعاليا من المشاركة في السلطة التنفيذية . خارطة توضح التقسيمات القبلية في دارفور الكبرى وسقط جراء المعارك العنيفة التي دارت بين الرزيقات والمعاليا اكثر من 300قتيل وما يزيد عن 600 جريح في هجمات نفذها الرزيقات علي منطقة "ام راكوبة" التي تقطنها غالبية المعاليا كما نزح اكثر من 55 الف شخص الي محلية "عديلة" والمناطق المجاورة . وكانت الادارة الأهلية التي يتبع لها الدستوريون الست حذرتهم من مغبة المشاركة في حكومة الولاية ما لم تجد حكومة المركز حلا عادلا ينهي المجازر التي يرتكبها الرزيقات في حق المعاليا . وإنصاع جميع الذين تم تعيينهم كدستوريين بالولاية لاوامرالادارة وقاطع المعاليا حكومة شرق دارفور سياسيا واجتماعيا واقتصاديا منذ أربعة أشهر وطالبت الادارة الأهلية للمعاليا حكومة المركز بضرورة فصلهم من ولاية شرق دارفور وضمهم الى ايٍ من الولايات المجاورة لها او وضع محلياتهم كوضعية ابيي المستقلة اداريا . وقال معتمد محلية ابو كارنكا محمد احمد جاد السيد الذي أدى اليمين الدستورية الاثنين امام والي الولاية بالخرطوم ل " سودان تربيون " ان قناعتهم ومسؤولياتهم تجاه مواطني المنطقة أجبرتهم على المشاركة في حكومة شرق دارفور موضحا ان عدم المشاركة سيؤدي الي تعميق و تفاقم جراح المنطقة مشيرا الي ان اكثر من 15الف طالب وطالبة في حاجة ماسة لتوفير احتياجاتهم الأكاديمية وازاحة العقبات التي تعترض سبيلهم وان أوضاعهم تتطلب ضرورة المشاركة التنفيذية لحل تلك القضايا . وأضاف جاد السيد ان جميع الخدمات الاساسية المتمثلة في المياه والصحة والتعليم متعطلة بسبب غياب الدور التنفيذي وبالتالي يتوجب وجود مشاركة فعلية في حكومة الولاية لإصلاح وصيانة كافة المؤسسات الخدمة مرة اخري مشيرا الي ان قرار المشاركة تم بمباركة من الادارة الأهلية. واشار المعتمد الي ان أربعة من الدستوريين سيباشرون مهاماتهم من العاصمة الخرطوم ريثما يتوصل أطراف النزاع بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا الي صلح حقيقي يزيل كافة الاحتقانات المترسبة في نفوس أطراف النزاع ونوه جاد السيد الي ان الدستوريين الأربعة الذين يباشرون مهامهم من الخرطوم وهم عثمان قسم حسن وزير الشؤون الاجتماعية وعاصم محمد بخاري وزير الزراعة والغابات بالاضافة الي حسين الفاضل والدكتور حسن محمود ابراهيم معتمدا رئاسة الولاية . وقال جاد السيد ان حل أزمة ولاية شرق دارفور يكمن في ثلاثة محاور أساسية أولها التنفيذي وان اي مشاركة لأبناء قبيلة المعاليا في الحكومة التنفيذية للولاية ترمي لرفع المعاناة عن كاهل المواطنين بينما المحور الثاني يتمثل في ضرورة التوصل الي السلام الاجتماعي بين القبيلتين عبر مؤتمر صلح قبلي حقيقي يطرح فيه كافة القضايا التي تثير النزاعات بين الفينة والأخري مشيرا الي ان المشاركة في الحكومة التنفيذية سيدفع عجلة السلام بين الأطراف لتحقيق العلائق بين الفرقاء موضحا ان المحور الثالث ويتمثل في الجانب السياسي الذي يتعلق بتبعية المناطق التي يقطنها المعاليا الي ولاية شمال دارفور او جعلها كوضعية منطقة أبيي الإدارية مشيرا الي ان هذا المحور سيتم حسمه خلال المشاورات مع حكومة المركز وفق ما هو وارد في الدستور منوها الي ان هنالك مراجعات شاملة لتجربة نظام الحكم اللامركزي بالبلاد . و أفاد والي شرق دارفور العقيد احمد الطيب عبد الكريم " سودان تربيون " ان موافقة أبناء المعاليا على المشاركة بحكومته يعد دفعا كبيرا في إرساء دعائم السلام بين مكونات الولاية مشيرا الي ان الفراغ الدستوري الذي عاشته حكومة الولاية اثر سلبا على دفع عجلة الاستقرار وتحقيق التنمية مضيفا ان حكومته ستنطلق نحو التنمية بعد اكتمال أركان الهيكل الدستوري . وقال الطيب ان موجهات ولايته واضحة حول ضرورة اكتمال حلقات النسيج الاجتماعي بين قبيلتي الرزيقات والمعاليا منوها الي ان هنالك ضوابط صارمة لحسم أية تفلتات أمنية محتملة، لافتا الي ان المشاورات لعقد مؤتمر صلح في محلية مروي بالولاية الشمالية اكتملت بعد اتفاق أطراف النزاع حول الاجاويد . وعلي صعيد نفسه أضاف عمدة قبيلة الرزيقات محمد الحاج مرانو ان القطيعة بين المعاليا والرز يقات اثرت سلبا على العلاقات التليدة الموروثة بين أبناء العمومة منوها الي ضرورة ازالة الغبن الواقع بينهم عبر المصالحات ، مطالبا الأطراف بضرورة الكف عن التراشق الإعلامي السالب داعيا الي أهمية فتح الطريق الرابط بين محليتي عديلة والضعين لتبادل المنافع مؤكدا انهم معمد لقبائل المنطقة علي اهبة الاستعداد لتنفيذ كافة قرارات حكومة الولاية لضبط اي تفلت أمني قد ينجم بالولاية . وشهدت ولاية شرق دارفور احتكاكات دموية فظيعة بين المعاليا والرز يقات وفشل اخر مؤتمر صلح انعقد في شهر يوليو الماضي بمحلية الفولة عاصمة ولاية غرب كردفان وكان المؤتمر برعاية نائب ريئس الجمهورية حسبو عبدالرحمن وحدد للقبيلتين مؤتمر صالح في الخامس من شهر ديسمبر الجاري بمدينة مروي بالولاية الشمالية ولكن والي شرق دارفور أوضح ان أسباب التأخير لظروف فنية مؤكدا اقتراب موعد انعقاد المؤتمر.