محجوب عروة [email protected] أولا يجدر بنا أن نهنئ الشعب الليبى العظيم الثائر على قرار محكمة الجنايات الدولية بتوجيه الأتهام الى نيرون ومجنون ليبيا القذافى وابنه سيف الأسلام ورئيس جهاز مخابراته عبد الله السنوسى الذين لو حوكموا وقطعت أطرافهم لما كان كان ذلك كافيا، وعقبال الرئيس السورى بشار الأسد الذى أطلق مرتزقته من جيش وحزب عقائدى وشبيحة قتلة و الذى أتوقع له نفس المصير اذا لم يسارع ويتنحى عن السلطة قبل فوات الأوان. ثم نتوجه بنصيحتنا الى حزب الله اللبنانى والنظام الأيرانى ألا يمارسوا ازدواجية المعايير تجاه ما يحدث فى سوريا من دعم للنظام المستبد الدموى مثلما يفعل الأمريكان وغيرهم من دعم للأحتلال الأسرائيلى فى قتلهم للفلسطينيين والأدعاء بدعم حقوق الأنسان فى نفس الوقت. اليوم أحاول أن أهدى الثورة والقوى المصرية المنتصرة تجارب سودانية مررنا بها منذ ثورة اكتوبر 1964 وانتفاضة رجب أبريل 1985 لأعتقادى الجازم أن هناك تأثير واضح سيقع على السودان مما يحدث فى الثورات العربية خاصة الثورة المصرية منذ ثورة 23 يوليو بل ما قبلها.. فما يحدث فى مصر من حراك فكرى وسياسى ينعكس سريعا على السودان فهذا قدرنا دائما وسيظل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فى مصر الآن جدل واسع بين القوى السياسية حول أيهما له الأولوية الأنتخابات أم الدستور وقد كتبت مرتين عن هذا الموضوع ولكن يبدو أن الأمر يحتاج للمزيد من الحوار.. لو يذكر القراء الأعزاء أننى كتبت بعد انتصار الثورة المصرية مخاطبا المجلس العسكرى ومجلس الوزراء أن يقنعوا القوى المصرية بألا يستعجلوا الأنتخابات مثلما فعلنا نحن فى السودان عقب ثورة اكتوبر 1964 لأقل من عام ثم بعد عام عقب انتفاضة أبريل 1985 لعام واحد فقط وقد كان واضحا أن الأحزاب السودانية التقليدية الوطنية حينذاك كانت تستعجل السلطة لأدراكها أنها الأكثر شعبية وتشتاق لممارسة السلطة فماذا حدث؟ لقد اكتسحت تلك الأحزاب الأنتخابات بالفعل وفرحت بذلك ولكن فات عليها شيئا واحدا أن تصاعد القوى الأجتماعية والسياسية الجديدة التى قامت بدور أساسى فى الثورات بأكثر من الأحزاب التقليدية والتى برزت بعد الأستقلال خاصة عقب حكمى نوفمبر ومايو و الممثلة فى قوى اليسار والأسلاميين والقوى المدنية غير المنتمية ونالت تعليما واسعا وتريد لعب دور بارز بطبيعة الحال لم تكن مقتنعة بالقوى التقليدية هذه التى جاءت للحكم عاطلة من البرامج أو تصور واضح للحكم بل جاءت للسلطة مرتين بعناصر ووزارءلا يرقون لمستوى المراحل وانما دفعت للسلطة بعناصر وشخصيات لمجرد الموازنات والعلاقات الشخصية والأسرية لزعامات الحزبين الحاكمين اللذان يأتلفان دائما فى مواجهة الآخرين وليس على برامج صحيحة ومناسبة بل متأرجحون ومترددون خاصة تجاه حركات التمرد هذه التى ساهمت مرتين عقب ثورتى أكتوبر وابريل فى المزيد من عدم الأستقرار والبلبلة مما كان أحد أسباب وحجج انقلابى نوفمبر ومايو. من جانب آخر كان للصراع الفكرى العنيف والمكايدات السياسية هى طابع العلاقة بين القوى الحديثة وتأثيرات الحرب الباردة والصراع الأقليمى فلم يحدث حوار حقيقى ومقاربات بين تلك المكونات جميعها للوصول الى اتفاق الحد الأدنى والثوابت الوطنية والسياسية التى يجب أن ترتكز عليها أنظمة مابعد الثورات لتحقق الأستقرار وتجذر الديمقراطية فبلغ الصراع مداه عام 1966 الى أن اندفع الأسلاميين لخطوةأدت لنتائج خطيرة لم يتحسبوا لها فخرقوا الدستور وحلوا الحزب الشيوعى وطردوا نوابه من الجمعية التأسيسية وقام الشيوعيين بتهميش الأسلاميين عام 1988 والدفع بهم خارج الحكم على أعقاب مذكرة الجيش وحكومة القصر والطريف أن الحزبين الكبيرين استخدمهما الأسلاميين والشيوعيين بسذاجة فى عامى1966 و1988 فكانت الأنقلابات!!! نواصل. نشر بتاريخ 28-06-2011