العصب السابع اثنان وعشرون عاما..هل أنقذتنا..؟؟ شمائل النور انقضت بتمامها من عمر السودان، لكن السامر لم ينفض بعض، ولا زال القوم يلوكون الوطن بين ضروسهم... اثنان وعشرون عاما من تاريخ السودان رسمته الحركة الإسلامية السودانية لتسطر هي تاريخا استثنائياً في مسيرة كل الحركات الإسلامية في المنطقة والتي لم تصل بعد إلى سدة الحكم، ولعلّ هذا تحسبه الإنقاذ نصراً لا تشوبه شائبة وقوة ليست بعدها قوة، فالوصول إلي السلطة لا زال عشماً كبيراً للحركات الإسلامية التي يدعو ظاهرها إلي الإصلاح الشامل، لكن باطنها فليُسأل عنه هذا الوطن المتصدع، هذا النصر لا شك أنّه يخص الإنقاذ لوحدها لكن بالمقابل، هل قدمت الإنقاذ ما يتطلع إليه الوطن التي جاءت إلى إنقاذه وسمت نفسها به..؟ هل يا ترى تراجع الانقاذ حساباتها هذه المرة كغير المرات السابقات على أشلاء وطن ينزف.؟ الإنقاذ الحقيقي الذي يحتاجه هذا الوطن، هو السلام ولا شيء يستعصى مناله إن تحقق السلام، فهل حققت الإنقاذ السلام الذي يستحقه الوطن وأهله..؟؟ لعل حرب الجنوب التي تنظر إليها الإنقاذ وفق رؤية فكرية ودينية مختلفة تماماً عن الرؤية التي ينظر بها الوطن إلى نفسه، لكن تظل هناك حقيقة ثابتة.. أنّ الإنقاذ فلحت في تحويل أزمة الجنوب إلى حرب فاحشة ويا للحسرة بين أبناء الوطن الواحد الذين وهاهم تفرقهم تلك الفكرة التي نظرت بها الإنقاذ إلى أزمة الجنوب، وكان من المعقول جداً أن تجمعهم تحت سقف واحد ذات الفكرة لكن برؤية واعية تسع الجميع كيفما يريد الوطن لا كما تريد عبقرية الإنقاذ.. نعم توقفت الحرب بعد سنين باهظة الثمن ورمينا البندقية لكن ماذا كان المقابل، تغيير المسار الطبيعي لتاريخ السودان، التشظي والانقسام تحت الغبن ولا ندري ماذا يكون بعده.. ماذا يكون... كل هذا مقابل أن تتوقف الحرب وينعم الوطن بالسلام، ألم يكن بين يدي الإنقاذ ثمن أقل من ذلك..؟؟ وهل ننعم الآن بالسلام.؟ رمينا البندقية في الجنوب وطوينا هذه الصفحة، أو نحن بصدد ذلك، رضي الناس في صمت غير مفهوم منه، أهو الرضا عن قناعة أم هو رضا "موت قلب".. انتهت حرب الجنوب وطُويت صفحته لكن ذات البندقية التي رميناها بالجنوب أشهرناها في دارفور واشتعلت الحرب من جديد بين أبناء الوطن الواحد وها هي دارفور الآن في مفترق طرق، إما سلام للأبد أو إنفصال بلا إحسان، وليس في هذا مبالغة بعد ما رأى الناس حيثيات انفصال الجنوب وكيف أنّ الوطن ضيّع وحدته بأفاعيل أبنائه الجانحين، فدارفور ليست ببعيدة عن ذات المصير، أما الشرق فهذا الأخير فهو متكأ على شرفة قابلة للانهيار يتابع هذه المصائر الكئيبة حتى النهاية وبعدها يُقرر. ماذا جنى الوطن إذاً.. غير الاحتراب والتشريد واللجوء وسيل الدماء التي لا تزال تجري بيننا، فلا "تلخمونا" بثورة الكباري والجسور والسدود والاتصالات، وتصورون الأشياء بأكبر من حجمها الطبيعي، السلام ثم السلام فهو الحق الأساسي للحياة الكريمة ولا نقول مطلب حتى نُمتن به، وأن يظل الوطن واحدا موحدا هو حق كل مواطن لكنه أصبح الآن حلما عصيا على التحقق، فالذي قسّم الوطن الذي وجده موحد ماذا عساه أن يفعل أكثر من ذلك؟ التيار نشر بتاريخ 01-07-201