لعصب السابع جامعة أونطة..! شمائل النور حسرتي على الجامعة العربية التي لم تُشرّف عربها بمجرد بيان تتعاطف فيه مع هذه الثورات التي تحولت إلى حروب،علّه يحفظ لها ماء وجهها "الممحوق"...الوضع المأزوم الذي تعيشه المنطقة العربية تحت وطأة تشبث حكّامها الطغاة ولو كان الثمن أرواح كل الشعوب بلا استثناء، وضع يُعارض كل القيم والمباديء الإنسانية بمختلف أديانها السماوية، ويجاف كل مواثيق وحقوق الإنسان، إن كان للإنسان قيمة في نظر هؤلاء الطغاة، والجامعة العربية تقف موقف المتفرج، فمنذ اشتعال الثورة التونسية التي أطاحت بزين العابدين، تحفزت كل الشعوب والتي تعيش ذات الظروف القاهرة لأن تنتفض من غيبوبتها الطويلة لتشتري نفسها من طغاتها، فكانت الثورة المصرية الملهمة والتي بلغت نجاحها بخلع فرعونها الذي حكم وفسد ونهب،هذه الثورات فجّرتها إرادة الشعوب التي ذاقت صنوفاً من الذل والإنكسار والجوع والخوف والبطالة وكل ما هو نتاج حكم فاسد وحكّام أفسد أوصلوا شعوبهم حد من الضياع لم تعد تكترث بعده إلى نتيجة، فكان السند الذي تستند عليه كل الثورات "كتيرها وقليلها رايح" فلم يعد هناك ما يهم لأنّه في الأصل غير موجود..إنها الشعوب وحدها أرادت أن تقتلع حقها بالقوة وليس في يدها قوة..انتهت الثورتان في تونس ومصر بنصرة الشعوب دون أقل دعم أو موقف عربي ينحاز إلى حق الشعوب في الديمقراطية، ودفعت هذه الشعوب أرواح أبناءها ثمناً للحرية، ولم يكن هناك خيار آخر لأن الصمت العربي المهين لم يعد من المأمول أن ينته وتخرج علينا ما سُميت بالجامعة العربية لتتخذ موقفاً مشرفاً تدعو فيه حاكماً عربياً إلى التنحي، حسناً فلنرفع الحرج عن الجامعة العربية التي لن تفعلها، ولم نعد نعرف،أهي جامعة للدول العربية أم جامعة للحكّام العرب.؟ لكن بعيداً عن تعاطف الجامعة مع هؤلاء الطغاة، ألا يوجد واجب إنساني تجاه الشعوب العربية التي تموت كل يوم، أليس من الواجب الإنساني أن تتخذ الجامعة العربية موقفاً لوقف بحور الدماء هذه، إنّ الشعوب العربية في هذه المنطقة تدفع بشكل شبه يومي فاتورة باهظة، قيمتها أرواح الأبرياء من أبنائها الذين يقاتلون في حق مشروع مكفول في كل الدساتير..لكنه في فقه الطغاة ليس هو بحق ولا مشروع بل فوضى وخروج على القانون استحق الزجر حتى إن وصل مرحلة القتل..إنّ الذي يجري الآن في اليمن وليبيا وسوريا، لم يعد يشبه الثورة، إنها الحرب،حرب الطغاة على شعوبهم،إنهم يقتلون شعوبهم التي تريد حقها، هذه المجازر المترفة بالفوضى استحقّت موقفاً واضحاً ومحدداً من الجامعة العربية حتى لو كان ضد الثورة، ينبغي أن تتوقف هذه الدماء بأي ثمن، فالصمت عليها خزي وعار على كل الرؤوساء العرب الذين لا زالوا ينعمون بالكراسي وعلى رأسهم جامعتهم العربية، ولن يقنعونّا ويقنعوا هذه الشعوب بأن مايحدث ما هو إلا مؤامرة،ولن يُفلح الترويج لنظرية المؤامرة التي فشلوا في الإقناع بها، والله ليس هناك مؤامرة أخطر من مؤامرة صمت الجامعة العربية. التيار نشر بتاريخ 09-08-2011