[email protected] لعنة حرب دارفور تطارد المثقفين من ابناء الاقليم وتوردهم مورد الهلاك! كان السبق للدكتور عبدالرحمن موسى ابكر استاذ اللغات بجامعة الخرطوم الذى جاء للخرطوم عبر اتفاقية سلام وقعت فى ابوجا ومن ثم تم تأسيس حركة الارادة الحرة كلنت حركة مصنوعة صناعة بعقلية حكومية ليست لديها قدرة على البقاء, وهاهو التاريخ يعيد نفسه د. تجانى سيسى اتيم استاذ الادارة بجامعة الخرطوم كان آخر عهده بدافور حاكما على دارفور الكبرى حتى قيام انقلاب الانقاذ 1989 ومن وقتها هجر السودان معارضا سلميا حتى انفجار النزاع المسلح 2003 لم ينضم تجانى لاى حركة مسلحة بل ظل موظفا فى مكتب الاممالمتحدة فى اديس اببا هذ لا يعنى بعده عن قضية دارفور لكن لكشف الصورة التى عبرها وصل لتوقيع اتفاق الدوحة 14 يوليو 2011 هى صورة مطابقة لحالة عبدالرحمن موسى الذى كان مستشارا ومفاوضا لعبدالواحد فى ابوجا ولم يكن متمردا او حمل سلاح فى دارفور, وبعد عودته عجز تماما فى فعل شئ لدارفور بل ظل فى حالة توهان سياسى وتخبط فكرى تحيط به مجموعات صنعت خصيصا للبلطجة مجموعات لها قدرة التحول من موقف لآخر دون ان يرمش لها جفن. حلم السلام الدارفور: سلام دارفور ليس مستحيلا لكنه فى غاية الصعوبة وتتعدد الاسباب المتعلقة بفهم وادارة الازمة الدارفورية وهانحن نشهد توقيع سلام فى اتفاقية مبهمة رغم تعدد الشهود, الكل يتنكر للوثيقة التى عرضت فى المؤتمر السابق لكن الغريب فى الامر ان توقيع حركة التحرير والعدالة على وثيقة لم تعرض بل تستعجل التوقيع وتتشدد فى حسم قضية الوزارات بل تؤجل التوقيع لساعات وكأن حسم هذه القضية يسهم فى حل مشكلة دارفور ويحقق السلام هذا فهم مختل ومحدود ,لم يقرأ اصحاب وثيقة الدوحة تاريخ ومراحل السلام فى دارفور يعتقدون ان تاريخ الحرب والسلام بدأ وينتهى بهم وهذا وهم حالما يتبدد عندما يبدأ موار التطبيق. حركات فى حركة: حركة التحرير والعدالة صنعت فى فنادق الدوحة وليس ميدان القتال فى دارفور لذلك لم يكن لها خيار آخر غير التوقيع على اى وثيقة تعرض , الحركات الأخرى تهدد بالعودة للحرب او العودة للميدان وهذا ما تفتقده حركة التحرير والعدالة,هكذا كان حال حركة الارادة الحرة التى صنعت فى ابوجا واديس وهى ايضا كانت مجموعات متنافرة تعتمد فقط على كارزما الزعيم د. عبالرحمن موسى ابكر,اما بقية اشلاء الحركة فهى عبارة عن شعث مبعثر من سواقط حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان,اذن ماهو الجديد فى حركة التحرير والعدالة فهى ايضا تجميع لسواقط التحرير والعدل الجديد انها حركات متعددة الاتجاهات والافكار بل والاجندات ونحن مقبلون على صراعات كثيرة تبدأ ببيان يفصل وآخر فصل مضاد وتهديد ووعيد هذا ابسط ما يمكن حدوثه من تكوين فاقد الوحدة الساسية والفكرية والتنظيمة كل الذى يجمع بينهم هو البحث عن موقع متقدم فى السلطة.. السلام ليس نزهة: هناك من يعتقدون ان سلام دارفور عبارة عن نزهة وجولات بين المدائن وسياحة بين الفنادق وربطة عنق حمراء,هكذا يفكر الثوار الجدد لكن عندما يبين ضحى الغد ويصلون الخرطوم, العصمة التى ابتلعت من قبلهم منى اركو وعبدالرحمن موسى, ايضا تبدو استحالة المضى قدما نحو وديان دارفور وسهولها,د.تجانى سيسى ليس غريبا على دارفور لكن ربما هناك تحولات ديموغرافية بل ثقافية شهدها الأقليم ربما لم يستوعبها الدكتور الذى يفكر بعقلية ما ضوية تعود لفترة الديمقراطية الثالثة عندما كان حاكما على دارفور ذاك وقت مضى وتبدلت اشياء كثيرة,ومن الاشياء التى تعيق خطوات تجانى سيسى التهافت القبلى الذى تشهده الحركة وهى كما اسلفت عبارة عن مجموعة متناقضات فكرية واثنية, وهى مهددات اساسية سوف تواجه حركة التحرير والعدالة فى غيلب الوحدة التنظيمية والسياسية سوف تعلو الاجندة الاثنية وتشكل اداة ابنزاز لتجانى سيسى, د. عبدالرحمن موسى ذهب الى ربه بعد ان تقسمت حركته الى اشلاء بدأت ببنى جلدته الذين تمردوا عليه ثم تمرد عيسى باسى مجموعة جنوب دارفور وهى مجموعة التحقت بالحركة فى اديس وتضم بينها قيادات من المؤتمر وطنى, فقط القائد آدم صالح الذى تمرد مجددا وصارت حركة الارادة الحركة حركة لاهثة خلف المقاعد السلطوية بالخرطوم لا دور لها فى سلام دارفور, يظل مستقبل حركة التحرير والعدالة وفق المعطيات التى نشهدها ملاذا للوصليين والوصوليات بحثا عن مقعد وثير على اشلاء اهل دارفور تكرار للمآسى القديمة المتجددة ومن اجل سلام مستدام فى دارفور لابد من توحد الحركات المسلحة ولابد لدور لأهل دارفور بالداخل اما الذين يتحدثون عن مقاعد سلطة هم اصاحبها باسم اهل دارفور فهذا لن يحقق سلام ويظل التكسب سيد الموقف وتظل الحرب مستعرة والنزوح مستمر.. نشر بتاريخ 11-08-2011