قولوا حسنا علمتنى الحياة.. تأملات محجوب عروة [email protected] علمتنى الحياة ألا أعطى ثقتى الا لمن يستحقها.. علمنى ذلك صدق المقولة (اتقى شر من أحسنت اليه).. فكم من انسان تعطيه ثقتك الكاملة لمجرد أنه يحسن التمثيل أمامك فى المعاملة ولكنه يضمر لك الشر ويتحرى الكذب ليبلغ هدفه الذاتى وشهوة التملك. علمتنى الحياة أن تحرى الحلال فى الكسب مهما قل فانه السعادة بعينها فكم من شخص يمتلك الكثير من المال ومتاع الحياة يجمعهما بالحرام لا يستطيع التمتع بها ولا يرى السعادة فى دنياه..علمتنى الحياة أن أكرر عقب كل صلاة هذا الدعاء: اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك واغننى بفضلك عمن سواك. علمتنى الحياة أن شهوة السلطة مهما بلغت فعمرها قصير وصدق من قال (أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة)، ولنا فى سيرة الرئيسان بن على تونس ومبارك مصر مثالين عظيمين.. ولكن من يتعظ، فكما قال الأمام على بن أبى طالب: ما أكثر العبر وما أقل الأعتبار. علمتنى الحياة أن التواضع والزهد عما فى يد الآخرين هى عملات نادرة ومن امتلكهما فقد ملك الدنيا بأسرها فالقناعة كنز لا يفنى. علمتنى الحياة أن القوة الحقيقية ليس فى كثرة الأموال ولا قوة الجيوش ولا قوة السلطة ولكن القوة الحقيقة هى فى العدل فى الرعية وبين الرعية واحترام الآخرين وصدق قول أمير المؤمنين عندما قال لواليه فى الشام حصن بلادك بالعدل. علمتنى الحياة أن البطش والجبروت والتنكيل بالرعية ليست جالبة للأنصياع والتحكم فيها بل تجلب السخط والتمرد والثورة والأصرار على الرفض ونيل الحرية والأنعتاق مهما كثر الشهداء.. فهل يتعظ الطغاة المستبدون فى ليبيا وسوريا واليمن أم ينتظرون يومهم الذى ستمزق فيه شعوبهم الأغلال التى كبلوها بهم سنوات وسنوات فيكون مصيرهم أسوأ من مصير مبارك وبن على؟ ألم يسمعوا أن دولة الظلم ساعة ودولة العدل الى قيام الساعة؟ أم لم يسمعوا عن طغاة أمثال شاه ايران وشاوشسكو وأمثالهم فى التاريخ المعاصر ناهيك عن القديم كيف داستهم شعوبهم وقذفت بهم الى مزبلة التاريخ. علمتنى الحياة أن الأنظمة السلطوية الديكتاتورية تجذب المنافقين وأصحاب المصالح الآنية الضيقة كما تجذب الأوساخ وبقايا الطعام الذباب والهوام.ان المنافق مثل الحرباء يتلون حسب البيئة التى تحيط به. علمتنى الحياة أن أصبر على الظلم وضيق العيش وصدق الله العظيم( ان مع العسر يسرا)، ولا يغلب عسرا يسرين، فكم من ظالم يريد لك الشر فيجعله الله طريقا جديدا الى اليسر. علمتنى الحياة أن الشجاعة لا تعرف المستحيل وصدق رسول الله ليس الشجاع بالصرعى ولكن من يملك نفسه عند الغضب. نواصل باذن الله. نشر بتاريخ 12-08-2011