ونبدأ من الآخر ونستعرض ما جاد به خيال الشاعر الراحل (نزار قبانى) فى قصيدته الرائعه (أريدك أنثى) التى يقول فيها: أريدك أنثى .. لأن الحضارة أنثى .. لأن القصيدة أنثى .. وسنبلة القمح أنثى .. وقارورة العطر أنثى .. وباريس - بين المدائن - أنثى .. وبيروت تبقى - برغم الجراحات – أنثى .. فباسم الذين يريدون أن يكتبوا الشعر .. كوني امرأه .. وباسم الذين يريدون أن ينعوا الحب .. كوني امرأه .. ونزار فى هذه القصيده لا أخاله يتحدث عن المرأة (الأنثى) بالفهم الرجعى .. ومثنى وثلاث وما ملكت الأئمان، وأنما يتحدث عن المرأة الأنسان التى لا تعرف الشر والكذب و(البلطجه) الأعلاميه .. ونحن فى السودان نضع المرأة فى مكانة خاصة ونجلها ونحترمها حتى لو أختارت أن تنتمى فى جهالة الى (عصابه) جهويه وعنصريه وظلاميه ورضيت لنفسها بأن تعامل بدونية وعلى النصف من الرجل وأن تحرم عليها المناصب السياديه التى تقلدتها قبل مئات السنين شجرة الدر و(بلقيس) ملكة سبأ ! يا سناء حمد .. راجعى حالة شقيقتك الأعلاميه الليبيه (هاله المصراتى) التى كانت تسئ للثوار الليبيين صباح مساء ولم تترك صفة قبيحه لم تقلها فى حقهم، من أجل أن يرضى عنها الديكتاتور المتلسط والمتكبر (معمر القذافى) الذى لا يقل عنه (البشير) فى شئ. والكذب لا يخيل فى المرأة، وكلنا نعلم بأن (العدوان) قد بدأه ازلام المؤتمر الوطنى، وخططوا ودبروا المكيده (لغزوة الدمازين)، وتنصلوا عن اتفاق وقعوه بيدهم، وبرروا ذلك التنصل والتراجع على نحو سخيف. ودعينى اخاطبك (بثقافتك) الأسلاميه لا (الأسلامويه) التى اضاع بها ازلام الأنقاذ واشباههم الدين الأسلامى الذى نعرفه واساءوا اليه اساءة بالغه. ولعلك تذكرين يا وزيرة الدوله للاعلام – والأعلام يعنى تنوير الناس وكشف الحقائق - صلح (الحديبه) وكيف أن اهل قريش رفضوا التوقيع على تلك الأتفاقيه، الا اذا شطب (محمد) عبارة (رسول الله)، فاستجاب وفعل دون تردد من أجل السلام وحقن الدماء، وتخيلى كيف كان سوف يتصرف الطاغيه (عمر البشير) اذا رفض عقار أن يوقع معه اتفاقية طالما ذكر فيها اسم عمر البشير مقترنا بعبارة (رئيس جمهورية السودان)؟ وجميعا نعلم أن الأنتحابات الأخيره كانت (مزوره) ولا تمنح (البشير) شرعية. ثم دعينى اوضح لك أكثر وكيف أن اهل قريش اشترطوا على (محمد) أن يعيد لهم من تخلى عن معتقد قومه ودخل فى الأسلام، على أن لا يلتزموا مثله ولا يعيدوا مسلما رجع عن أسلامه، فوافق على ذلك دون تردد، حتى اشتاط غضبا (عمر بن الخطاب)، وقال قولته المشهوره سائلا (الرسول) فى حدة : السنا على الحق وهم على الباطل؟ فأجابه ببلى! فقال : فلماذا نرضى بالدنيئه فى ديننا؟ هكذا كان الأمر وكان الألتزام بالأتفاقات والعهود، لا التنكر لها والكذب والتضليل ثم تخرجين بعد كل ذلك يا وزيرة الأعلام لتبررى تصرف أزلام (المؤتمر الوطنى) اللا رجولى والا أخلاقى حينما عاد رئيسهم ليلغى اتفاقية وقعها متشدد أكثر منه اسمه (نافع على نافع)، لو كان أمينا لقدم استقالته فى التو واللحظه، بعد ذلك النكوص والرجوع عن الأتفاق الذى تسبب فى ازهاق أرواح برئيه فى جبال النوبه والدمازين. أما بخصوص (ويكليكس) الذى جاء بالخبر اليقين، فقد ظللنا نكتب ونذكر بأن المؤتمر الوطنى هو الذى كان يسعى (لأنفصال) ومنذ أن، وقعوا على اتفاقية نيفاشا وقبلوا بحق تقرير المصير، بدلا عن الدوله العلمانيه أو المدنيه التى تساوى بين خلق الله جميعا دون تمييز، ولكى يخلو لهم وجه الشمال يحكمونه خسب مزاجهم. وهاهو(ويكليكس) يكشف عن أن (غازى صلاح الدين عتبانى) الذى يعتبره البعض، من (حمائم) الأنقاذ يصرح للمبعوث الأمريكى (سكوت غرايشن) الذى اصبح (مؤتمر وطنى) كما قال (البشير) قائلا : "هنالك تيار متنامي العدد من الشماليين في المؤتمر الوطني يؤيد الانفصال وأحيانا نجد أنفسنا ندافع عن قضية خاسرة عندما نناصر الوحدة". ثم بعد كل هذا يتنكرون ويدعون أن انفصال الجنوب تسبب فيه التيار الأنفصالى داخل قيادة الحركه الشعبيه، وانهم لهذا السبب لن يسمحوا لحزب الحركه الشعبيه – قطاع الشمال أن يعمل فى السودان الشمالى، لأنه مسوؤل عن ذلك الأنفصال! فهل هنالك خداع وكذب أكثر من هذا؟ نشر بتاريخ 07-09-2011