[email protected] أود فى البدايه أن اعلق على مداخله فى المقال السابق، فقد كتب قارئ محترم، قائلا اين كذبت الوزيره (سناء حمد وأين كذب غازى صلاح ألدين عتبانى)؟ ارد على القارئ الكريم بأن الوزيره سناء كانت تدافع عن وجهة نظر المؤتمر الوطنى التى تنادى بضرورة تسريح قوات الحركه الشعبيه فى الشمال قبل أن يسمح لحزب الحركه بالعمل، دون أن تتحدث عن اكبر قوات (مليشيات) تابعه للمؤتمر الوطنى، هى التى تسمى بقوات الدفاع الشعبى، وهى التى تمارس حرب الأباده والتطهير العرقى ضد المدنيين فى جبال النوبه والنيل الأزرق مثلما كانت تفعل من قبل فى الجنوب. وقالت فى أحدى الفضائيات أن حزب (الحركه الشعبيه) الذى يعمل فى الشمال غير شرعى، علما بأن الحزب تأسس فى الشمال وبموافقة من مسجل الأحزاب السودانيه، ومن يحتاج لتوفيق نفسه هو حزب الحركه الشعبيه فى الجنوب. أما (غازى صلاح الدين عتبانى)، فقد ورد فى وثائق (ويكليكس) التى لا تعرف الكذب، أنه اعترف لمسوؤل امريكى بأن انفصال الجنوب كان رغبة عدد كبير من قيادات المؤتمر الوطنى، وكان عليه أن يخرج ويفصح عن هذا الأمر قبل أن يكشف عنه موقع (ويكليكس) بارك الله فيه. اما فى هذا الموضوع اقول، كما اتضح لكافة القوى السياسيه السودانيه فأن (المؤتمر الوطنى) لا يؤمن بالحريه والديمقراطيه ولا التبادل السلمى للسلطه، ولولا ذلك لما قان بتزوير الأنتخابات فى السودان كله وخاصة مناطق (المشورة الشعبيه) فى جنوب كردفان والنيل الأزرق، التى لا يمكن أن يفوز فيها عضو برلمانى من المؤتمر الوطنى حتى لو كان الناخبين جميعا من (العميان) !! ولم يكتفوا بذلك بل أن (الوالى) المنتخب ديمقراطيا (مالك عقار) الذى ينتمى للحركه الشعبيه لم يرضوا به وسعوا للزج به فى حرب كى يتخلصوا منه ولكى ينصبوا حاكما عسكريا فى مكانه وهم يظنون القصه (سياحه) فى محمية الدندر! وكما هو واضح كذلك فأن السودان هو أكثر بلد فى المنطقة التى نعيش فيها يحتاج للتغيير الحقيقى لكى تستقر اموره ويتجه مواطنوه للأنتاج، لا للترقيع والحلول الجزئيه والترضيات والمساومات والأتفاقات التى ينقلب عليها تنظيم استولى على السلطه عن طريق (انقلاب)، ولا بد من رحيل المؤتمر الوطنى وتخليه من السلطه دون أن يجبر على ذلك ودون حاجة لتكرار تجربة سوريا وليبيا واليمن، والعاقل هو من اتعظ بغيره. والثوره مشتعله فى دواخل جميع أهل السودان والغضب والغليان تجاوز حده، فالفساد والأستبداد والطغيان لا يمكن أن يوصف، وصعوبة الحياة وغلاء المعيشه يشتكى منه جميع السودانيين المهمشين الذين لا ينتمون للمؤتمر الوطنى حتى فى الخرطوم، لا أهل الهامش القديم وحدهم. وبعد المعلومات التى كشفها موقع (ويكليكس) فليس من حق اى منتسب للمؤتمر الوطنى أن يزائد على وطنية شرفاء السودان، فيكفى انهم سعوا للتعاون مع أسرائيل هذه التهمه التى كانوا يرمون بها كل من يخاصمونه، ويكفى أنهم كانوا يتعاونون مع اجهزة المخابرات الغربيه وفى مقدمتها الولاياتالمتحده، ويكفى انهم كانوا اصدقاء اعزاء (لمبارك) و(القذافى) رغم تنكرهم للرئيسين السابقين، ونظام مبارك كان يعتبر التخلص من نظام (البشير) خطا أحمرا، ونظام (القذافى) كان يعتقل تحفظيا (خليل ابراهيم) زعيم حركة العدل والمساواة، الذى كانت رغبته أن يعود لقواته فى الميدان بعد فشل مفاوضات الدوحه. ولذلك كله يجب أن يتحمل المجتمع الدولى مسوؤلياته دون الحاجه الى اراقة دماء جديده فى السودان، بأن يعلن عن حظر الطيران وحماية المدنيين، حتى تكتمل الثوره على الأرض بواسطة الشعب السودانى، دون حاجه لتدخل قوات أجنبيه. ويجب قبل ذلك كله ومن خلال المنظمات الدوليه التابعة للأمم المتحده والمسوؤله عن محاربة الفساد أن يتم التحفظ على اموال الشركات الأمنيه الأنقاذيه، التى كنا نعلمها من قبل وكشف عنها موقع (ويكليكس) أخيرا بكل وضوح وتفصيل. فعن طريق القمع والتعذيب والقتل والتشريد والهيمنه على الأعلام والثروه ، سيطر المؤتمر الوطنى على السلطه، وتعامل بعنجهية وغرور ولم يسمح لقوى معارضه حتى بنسبة 5%، وهو لا يملك تأييدا من الشعب الا من قبل الأرزقيه ومرضى النفوس الذين تعلو عندهم القيم الماديه على قيمة الحريه والعدالة والمساواة والعيش الكريم .. وانها لثورة حتى النصر. نشر بتاريخ 09-09-2011