الرفاعي عبدالعاطي حجر [email protected] وقديماً قالوا العناد يورث الكفر , ويجلب الندامة والفرقة والشتات جاء في احد الطرائف ان معاند اسمعوه بأن العناد يدفع به للمغامرة وفي ذات مرة حذره اعداء له من الولوج في مغارة فقال لهم سأدخل فأنا العنيد والمغامر فمضى الى غير رجعة نسأل الملك الديان ان يمضي الى غير رجعة اهل الانقاذ جميعهم . ترافقت مع الانقاذ سمتان اساسيتان وهما العناد والكذب قدموا واخروا ما شئتم فيهن , تمارس الانقاذ منذ ليلها الطويل يونيو 1989م الكذب ليل نهار , وتجند كافة افراد الشعب عبر التوجيه المعنوي الكبير وتستغل العاطفة الدينية للشعب من اجل تمرير برامجها حتى ان رئيس المؤتمر الوطني رئيس الانقاذ يعرف في وسط دفعته (عمر الكضاب ) اي بالكذاب وذلك لعله مربط فرس اختياره من بين نخبة من الضباط وكان الرهان عليه لجملة من الاسباب فالكذب يترافق وقلة الطموح وهاهو قد استسلم جملة الى مقود الانقاذ واشبهه بقائد سيارة نائم ويمسك بالمقود يصحو في بعض المنحنيات ويكاذ يطيح بالجميع لكن ثمة ما يجعل في المشوار طولاً عسى ان يكون الارتطام قاسياً وكبيراً ليتم الاعلان بعدها هاهنا كانت دولة بإسم السودان ولعل بعض الرؤية تحقق بإنفصال الجنوب والبقية آتية لامحال . الانقاذ الكذوبة مضت تكذب وتكذب وتكذب حتى صدقنا الكذب وما عاد الحق والحقيقة بالنسبة لنا مقنعان , سار العراب الى السجن حبيساً وصار الكذوب الاكبر الى القصر رئيساً في حقبة من التمويه والكذب والخداع وانفتح الباب للكذب المسمى شطارة , وكذبوا على استخبارات الدولة الجارة حتى رعتهم وقوت شوكتهم ولان الكذب يجر في معيته كثير من الخيبات والخيابات والغدر كمتلازم اول للكذب فقد قاموا في حركة صبيانية صورتها لهم حساباتهم القصيرة المدى في ان يتخلصوا ممن مهد لهم الطريق للبقاء الرئيس المصري المعزول في ثورة عارمة يحرسها اهلها حتى اليوم حراسة الام لوليدها. واستمرت الانقاذ في مسيرة الكذب فجندت كل الآلة الاعلامية والمأجورين من صحف مشتراة كصحيفة المستقلة انذاك وتلفزيون المستقلة من بعد في سبيل التبشير بحوارات الطرش فأنعقدت وعلى حساب الخزينة الخاوية العديد من مؤتمرات ذر الرماد على العيون فمن المؤتمر الاقتصادي الى السياسي الخ ومضى مشروع الكذب الكبير يقوده اكذب الرجال على وجه الارض قائد دونما وازع وينبئ بواقع قادم اغبر . عموما مضت الانقاذ وجاء مهندس المشروع على المستوى الحركي علي عثمان محمد طه ماضياً في حقل الكذب تربية الجبهة الاسلامية القومية التي لها من الاسلام الاسم دونما اي مغزى ومضى في التدرج ليكون قريباً من اصدار التعليمات للمبرمج وفق الريموت وهنا الريموت علي والمبرمج البشير والقابض على الازرة هو الشيخ الاكذب حسن الترابي وهكذا كان ما افضينا اليه الان . هنا تأتي الحسرة والندامة رُعاة مشروع الضلال مضوا الى الثراء والتزاوج مع السلطة والمال واختلط الحابل بالنابل وما هم بسامعين من احد وابت دنانير السحت إلا ان تطل برؤوسها في ناطحات اسمنتية تستفز كل ذوي بصر وبصيرة وتتحدث عن مدى فحش واسراف ولصوصية اهل المشروع الديني وربط قيم السماء بالارض واقامة العدل بعد ملأ النظام الديمقراطي الارض جوراً وظلماً ومضوا الى اقامة الدين وفق معارفهم واسقاطاتهم وحرمانهم القديم فأقاموا الحدود على الضعفاء وغير الموالين للفساد وضربوا وجلدوا الفتييات بتلذذ ينم عن نفسية مريضة لا يريحها غير التعذيب كما فعلوه في المفتتح فقتلوا وذبحوا وشردوا واشاعوا اللا آمان في كل رك وبيت وشارع , لك الدين في فهمهم فقادوا الشارع الى اسوأ معدلات الجريمة وصار اغتصاب الاطفال والفاحشة والممارسات الجنسية غير الطبيعية في اعلى معدلاتها حتى برز في السودان زواج شاب لشاب وما كان ليحدث لولا منهج معوج ومجموعة لم ترى نعيماً في حيواتها وجاءتهم السلطة بكل السحت فمضوا في البطش حتى فرغ الشذوذ والحرمان حتى فرغ افئدة الناس من الاطمئنان والصوفية والسماحة التي عرف بها اله السودان وكانوا يحملونها في غدوهم ورواحهم جنسية اخلاقية مقبولة وقابلة للصرف بالترحاب والتعيين والتكوين , كان اخلاق السوداني جواز مضاف لجوازه الذي سار مع الانقاذ الى طرقات الظلام والمنع والتحريز . سطو على كل ادبنا وارثنا واغانينا ولعل في ذلك ما يدعوا لدراسة هؤلاء من ناحية نفسانية وسيكولوجية ذلك انهم مولوعون الغناء والرقيص وترافق ذلك في مسيرة العقدين ونيف التي رقص فيها الرئيس اكثر مما قضاها في الاجتماعات او قضاء حاجات الناس , حتى سرت مقولة ( بالله رقصوا لينا الرئيس خلونا نمشي اهلنا). والانقاذ في كارثة تلو اخرى تنفد بجلدها نتاج تقديم الكثير من التنازلات لكل قوى واسخبارات الجوار والعالم وتأبى من تقديم اي تنازل الى شعب منحها كل الصبر والمصابرة إمعاناً في اذلاله بقوة السلاح والترهيب والتقتيل من اقصى الشمال كجبار واهلها وارثها حتى اقصى الجنوب المنفصل بغير ما رغبة شعبية اكيدة ذلك ان الحركة الشعبية في الجنوب لا تختلف في كثيرسياساتها عن المؤتمر الوطني اللهم إلا بعد الانفصال تغير في صالح مواطن انهكته الالة العسكرية والجهد والتعب من مشاوير غاة في القسوة , ومضت الانقاذ امعاناً في اذلال شعبنا الى توقيع اتفاقيات مع كل ممن تسمع واسعة ذمته في تقديم اهله وقضيته عرضة في سوق النخاسة فأشتروا من اشتروا شرقاً وغرباً حتى انقلب السحر الان على الساحر وصار حبل الكذب قصير وادرك الشُطار من كثير التكرار ان الخداع والكذب والعناد لن يرد مظلمة فلجأ الشعب واستجاب لنداء رئيس في رقصة في بوردتسودان ان من يريد الحكم فليحمل السلاح وهاهو السودان يجمل السلاح تجاه بعضه والانقاذ تحمله في وجه ابناء الشعب ومن تحت الطاولات الدولية تقدم التنازلات وفي فضيحة من ويكليكس يقول المستشار الفتي المعجزة واصف شعبنا بالشحادين قبل الانقاذ بأنهم لا مانع عندهم من التعامل مع اسرائيل وتطبيع العلائق في وقت يؤججون النيران داخل الوطن ويسمحون لجماعات الهوس الديني بإفراغ وعي الشعب في هوس لما يشهد له السودان الصوفي مثيل في هوس تراه في الحافلة والشارع والباص الولائي فدونكم مشاهدة الشارع يمتلئ بشباب يرتدي البنطلون الناصل وبنت تلبس محذق عاري الصدر والارداف وتحمل سبحة ومصحف في المواصلات العامة . ما زرعته الانقاذ من تناقض منتجه الكذب والعناد ولن يكفي السلاح وحده لإقتلاعه بل لابد من انتاج وعي مضاد لمكافحة كافة الآفات التي طالت وروت واغلظ سوقها في مجتمعنا , الانقاذ تحتاج الى حُكماء وآذان صاغية وعودة الى الحق لتسمع بصوت الحكمة والنبل والعقل ان كان لايزال فيهم رجل رشيد بأن البلاد تمضي الى شر مستطير , والامل في لم الشمل ما عاد ينفعه الكلام ولو تقطر منه العسل السودان يحتاج الى حكمة كبيرة توحد بين شعوبه اوقفوا الكذب وقولوا الحقيقة اننا مقبلون على حرب جديدة والسبيل الى ايقافها الاقرار بحقوق الناس كل اهل السودان في الحكم والثروة والسلطة والتقسيم العادل لموارد البلاد وتفكيك دولة الحزب الواحد . والله من وراء القصد ,,, جدة 18/9/2011م نشر بتاريخ 18-09-2011