زمان مثل هذا التعدد عند د.أمين الصادق الشريف كان محدثي على يقين بأنّ الدكتور أمين حسن عمر هو (مُفكِّر).. وبل ويلحُّ على أّنّه (مفكر من الدرجة الأولى).. حسب قوله.. ولم أكن أعترض.. فليس من شأني أن اعترض على ما لا أعرف.. لكنِّي كنتُ أسأل سؤالاً واحداً.. لم أجد عليه إجابة حتى العشر الأواخر من رمضان الماضي (ما هو المنتوج الفكري للدكتور أمين؟؟.). في نهايات شهر رمضان الفائت ورد مقال في الصفحة الأخيرة بجريدة الرأي العام الغراء.. كتبته انتصار فضل الله بأنّ د.أمين قد (دعا إلى إعادة النظر في قانون الأحوال الشخصيّة.. وفق تشريعات جديدة تشترط فيها الزوجة شروطاً على زوجها وتضمن تلك الشروط في العقد.. مثل أن تشترط عليه ألا يتزوج عليها.. وبالتالي لا يحقُّ له الزواج بأخرى وفق هذا الشرط.. وعلى محكمة الأحوال الشخصية الرجوع إلى الزوجة قبل أن تصدر للزوج قسيمة/ عقد زواج جديد).. ومضى أمين حسب الرأي العام إلى أنّ ( زواج التعدد الشائع الآن في السودان هو مجرد بدعة.. من أجل التذوّق والاستمتاع ولا يحقق المقاصد الكليّة) - انتهى. ولنعتبر – جدلاً - أنّ الرأي أعلاه هو أحد المنتوجات الفكرية للمفكر د.أمين حسن عمر.. والذي يمكن اعتباره من دعاة (التجديد في الدين).. مثل شيخه سابقاً الدكتور حسن الترابي. فهل ما قاله د.أمين هو رأي حقيقي مبني على دراسات إحصائية واجتماعية؟؟.. بمعنى هل تأكد للدكتور من خلال أرقام وإحصاءات أنّ مقاصد الدين الكليّة (تكوين أسره مستقرة ومؤمنة.. وبناء مجتمع مسلم عابد وطائع لله) لن تتحقق من خلال زواج التعدد بمفهومه الذي اجتمع عليه الأئمة الأربعة؟؟.. أم هو مجرد انطباع؟؟؟. لا أحد ينكر أنّ الزواج بمفهومه الذي أنزله الله في كتابه ليس مُطبقاً في السودان.. فما هو سائد الآن هو مزيج من القيم الدينية وتقاليد المجتمعات الأبوية. فالله يعطي الزوجات حقوقاً حتى لتكاد تشعر معها بأنّ (الإحصان) هو المهمة الوحيدة التي تحقُّ للزوج على زوجته (والغريب أنّ د.أمين أنكر ذلك على مؤسسة الزوجية.. ألا تقوم على الإحصان). فخدمة المنزل ليست من الواجبات الدينية للزوجة.. بمعنى أنّه يجب أن يقوم بواجبات خدمته أو أن يأتي ب (أمه/ خادمة) تقوم على خدمته من طعامٍ وغسلٍ وكي. ويجب عليه الإنفاق عليها عند حملها.. ولو أنجبت الزوجة مولوداً.. فيمكن أن ترفض للزوج إرضاع مولوده إلا بعد أن يمنحها أجرها على الرضاع أو يأتي بامرأة أخرى تُرضع له ابنه (فَإِنْ أَرْضعْنَ لَكمْ فَئَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكم بمَعْرُوف وَإِن تَعَاسرْتمْ فَسترْضِعُ لَهُ أُخْرَى).. سورة الطلاق. بل وأكثر من ذلك أن ذهب بعض العلماء إلى أنّ إحصان المرأة لزوجها تستحق عليه الأجر من خلال تفسيرهم للآية 24 من سورة النساء (...فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ...). وبهذه المزايا تكون المرأة في بيتها.. كأي ملكة في عرشها.. ليس عليها سوى إنجاب ولي العهد.. لكنّ ظروف المعيشة جعلت النساء يقمنّ بأدوارهنّ المعلومة.. ومن بعد ذلك ينفقنّ على بيوتهنّ. فالأحق أن يطالب أمين بتطبيق الرجال ل (الوصف الإلهي) للزواج المطلوب.. وليس نزع ما أقرّه الله في كتابه. ضيق المساحة لا يترك لنا براحاً.. وقد نواصل الحديث بمشيئة الله. التيار نشر بتاريخ 23-09-2011