قالت الحكومة أنها تريد 32.8 دولار عن كل برميل نفط ينقل من الجنوب إلي البحر الأحمر ، ولو قالت لهم حكومة الجنوب أدونا ال 32.8 دولار وشيلوا البترول بيعوه زي ما عايزين لما وافقت وزارة الطاقة علي ذلك . أيام كان برميل البترول ب 140 دولار بيع بترول الجنوب بأسعار أقل من السعر المطلوب الآن للنقل ، ولكن الطمع " ودّر “ ما جمع . قصة المؤتمر الوطني مع البترول قد تشبه قصة " الجدادة " التي كانت تبيض ذهباً فذبحها صاحبها ليحصل علي الكنز بداخلها ، أو قصة ذلك الصياد الذي تحالف مع العفريت ليصطاد كل يوم سمكة بداخلها لؤلؤة . ولكنها بالتأكيد تشبه قصة أوهاج مع عبد المتعال في سالف العصر والأوان . كنا في مكتب فرعي يتبع للمؤسسة العامة للبترول ببورتسودان أيام كان السودان يستورد البترول " من دم قلبه " ولكنه يوفر للزراعة والصناعية المشتقات البترولية المدعومة . وكان العامل والموظف يحصل آنذاك علي بدل سفر معتبر له ولأسرته يعادل مرتب 3 شهور وتذاكر طيارة في بعض الوظائف . عاد أوهاج من إجازته ، وطالب الإدارة بنفقات سفر تعادل عشرة أضعاف مرتبه وكان عبد المتعال مديراً للفرع آنذاك وهو رجل ساخر لكنه عبقري . سأل عبد المتعال صاحبنا أوهاج عن سر النفقات الباهظة ، فقال له بلهجته " البجاوية " المعروفة نهنا ( يعني نحن ) ساكنين في راس جبل نواهي " يعني نواحي " توكر " يعني طوكر " . نركب مرة لوري ونركب كارو وتور وجمل وقطر . تذكرة اللوري غالية ونهنا 11 من ولد لي بت لي راجل لي مرة . والتور ايجارو آلي " يعني عالي " شوف 11 تور يطلعوا بي كم ، و11 جمل يطلعوا بي كم ؟ و11 كارو يطلعوا بي كم ؟ . فقال عبد المتعال متعجباً : حتي الأطفال كل زول بركب جمل براهو ؟ فأكد أوهاج ذلك حاملاً فواتير علي شكل ورق . ولما قنع عبد المتعال من " خيراً " في المناقشة العبثية قال لأوهاج شوف يا زول أنا حأمرر فواتيرك الما مقتنع بيها لكن في إجازتك الجاية حنستأجر ليك طيارة تشيلك من هنا وترميك طوالي في راس الجبل بلا تور بلا جمل . وعلي خطي هذه الرواية الحقيقية علي حكومة الجنوب أن تستأجر صاروخ يحمل بترولها من أعالي النيل رأساً إلي مصافي اوروبا وآسيا وترتاح من نقة " أوهاج المؤتمر الوطني " يمكن يكون أرخص وأسرع وأنفع . الميدان نشر بتاريخ 30-09-2011