وزير مالية الإنقاذ أمام برلمان المؤتمر الوطني قال في معرض نفي الغلاء وأزمة الاقتصاد ما معناه " في زول ما لاقي يفطر ؟ " ، ونقلت حديثه هذا صحف سودانية ولم يكن شماراً أو نسنسة . ولأن الاقتصاد علم الحقائق ، وأي نتيجة يتوصل إليها الباحثون تعتمد علي جمع المعلومات ثم تبويبها وتحليلها وإخضاعها للمقاييس الإحصائية ، فإن معرفة أن فلان قد فطر أم لا يمكن معرفتها بسهولة عن طريق الاستبيان . ولأنه يستحيل أن نسأل 32 مليون مواطن ومواطنة في آن واحد، فيمكن استخدام عينة عشوائية من 100 أو 200 أو 500 شخص من مدن وقري مختلفة لمعرفة الإجابة علي مسألة الفطور هذه. لو مر الاستبيان علي واحد من المتسولين الكثيرين في بلادنا ستكون الإجابة " لا فطرت لا اتغديت لا اتعشيت من كم يوم " . ولو مر علي أطفال الشوارع وساكني " الخيران " لقالوا " فطور يعني إيه " . ولو شاف الاستبيان مفصول للصالح العام لقال " وروني القصر الجمهوري واقعدوا فراجة “ ولو طاف هذا الاستبيان علي مزارعي الجزيرة والمناقل لهتفوا بصوت واحد " فطور يا سدنة ؟! “ أما ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة وربيبهم حسن وراق فلن يطوف عليهم الاستبيان لأنهم " رابطين بطونهم من زمان “. وبين جبلين في الشرق " الجوعان " سئل أدروب عن الفطور فنزل من جمله وسل سيفه فرقد أهل الاستبيان " دقاق " . وفي دارفور قال سكان المعسكرات كنا بنفطر من المنظمات الدولية لكن " الله يجازي الكان السبب " . أما الطلاب في الجامعات فقالوا " مما صار سندوتش الطعمية 2 جنيه دكينا الفطور “. أم الحسن " المفلسة " والأرملة لحين إشعار آخر قالت في معرض التهكم علي أصحاب الاستبيان " أنا ذاتي عاملة ريجيم " . علي أيام الجامعة في السبعينات ظهر " الجداد " الكويتي بسعر الجدادة جنيه ، وفي منعطف سعري صارت بجنيه وعشرين قرش فهاجم زميلنا " سوس “ في ركن نقاش بالنشاط حكومة نميري والغلاء فقالت إحداهن وكانت جميلة وبنت ذوات " هو ذاتو ما طاعم " . وفي واحد من الكاريكاتيرات المصرية في زمان مضي قابل " تنبل " ذو كرش كبير أحد الفقراء وكان هزيلاً من الجوع فقال له " اللي يشوفك يقول البلد فيها مجاعة " فرد عليه الهزيل " واللي يشوفك يقول إنت سبب المجاعة " . في واحد ما فطر ؟ في واحد مات من الجوع ؟ أسألوا مقابر أحمد شرفي والبكري وناس أديني خروف سفري ؟؟. الميدان نشر بتاريخ 10-10-2011