إذا أردت أن تهرب من فتح مصادرك وكتبك المعتبرة وترهب عدوك وتخيفه وترعبه وتقطع عليه الطريق فما عليك إلا أن تصفه بأنه سبأي ورافضي..قل له إنه سبأي ورافضي ولا تخشَ شيئاً.. حتى لو لم يكن سبأيا أو رافضيا كما في حال الإمام الشافعي والحاكم النيسابوري..وكانا من الذين يقومان الليل ويصومان النهار..فلن يصدقهما أحد. في زماننا هذا يكفي لتدمير شخص أو جماعة أو دولة أن يصفها شخص واحد بالسبأية وبالرفض..هذه واحدة.. وإذا أردت أن تمنع شخصاً أو مؤسسة أو جماعة دعوية من الدفاع عن الدين والذبّ عن حرماته في وجه شيوخ السلاطين والمدلسين والمؤولين والنواصب فصف هذا الشخص وهذه الجماعة أو هذه المؤسسة بأنهم يسبون الصحابة بعد ذلك لن يقبل منهم الإعلام ولا المجتمع الدولي ولا الدنيا بأسرها صرفاً ولا عدلاً. ولا يهم من الذي وصفهم.. بن باز أو بن عثيمين أو مقبل الوادعي أو بن جبرين أو عادل الكلباني أو القرضاوي.. أو أي واحد أو أي واحدة ممن إذا ذُكروا كان أهلنا في الماضي القريب يقولون: الله يكرم السامعين.. أما نحن فنقول الله يكرم القراء ولن نذكر اسماً واحداً إكراماً لقرائنا واعتماداً على حصافتهم واطلاعهم ولقد تدلى علينا من حيث لا ندري كاتب سروري ينتسب إلى السعودية ناصر العمر.. يحاول أن يمارس معنا ذات اللعبة وهي محاولة إرباك صفوفنا باتهامنا بأننا روافض حتى لا نستطيع بعد ذلك أن نحرك ساكناً في وجه أي إنسان مهما صدر منه من أفعال كفرية أو أقوال شركية مثل القول إن الله شاب أمرد، أو أنه قد يستوي على ظهر بعوضة خوفاً من أن نُتهم بأننا روافض. والأخ ناصر العمر يكيل لنا الاتهامات دون أن يكلف نفسه مؤونة أو مشقة اقتباس عبارة واحدة من مقالنا الذي نبهنا فيه إلى خطر ابن تيمية..وقبل أن نلج في خضم الرد على السبائي والترفيضي ناصر العمر نريد أن نبين له خطأه وخطأ منهجه في الحوار. الحقيقة الأولى التي تجاوزها ناصر العمر هي أن ابن تيمية سبق له أن اُستُتيب بواسطة "المجمع السلطاني الفقهي"، بعد أن قام عليه جماعة من الفقهاء بسبب الفتوى الحموية، والمجمع هو مؤسسة علمية سلطانية تقريراتها ملزمة لدولة السلطان محمد بن قلاوون. ولنرجع إلى ما ذكره ابن شاكر الكتبي في الجزء العشرين من تاريخه، قال: (وفي سنة خمس وسبعمائة في ثامن رجب عقد مجلس بالقضاة والفقهاء بحضرة نائب السلطنة بالقصر الأبلق، فسئل ابن تيمية عن عقيدته فأملى شيئا منها ثم أحضرت عقيدته الواسطية وقرئت في المجلس ووقعت بحوث كثيرة وبقيت مواضع أخرت إلى مجلس ثاني، ثم اجتمعوا يوم الجمعة ثاني عشر رجب وحضر المجلس صفي الدين الهندي وبحثوا، ثم اتفقوا على أن كمال الدين بن الزملكاني يحاقق ابن تيمية ورضوا كلهم بذلك فافحم كمال الدين ابن تيمية، وخاف ابن تيمية على نفسه فأشهد على نفسه الحاضرين أنه شافعي المذهب ويعتقد ما يعتقده الإمام الشافعي، فرضوا منه بذلك وانصرفوا الخ . ... قال ابن حجر في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ج1/ص172 (ثم وجد خطه بما نصه الذي اعتقد أن القرآن معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة وهو غير مخلوق وليس بحرف ولا صوت)أ.ه. هذه صورة استتابة بن تيمية منقولة من خط يده كما هي مسجلة في كتاب "نجم المهتدي" (ص 630-631 مخطوط) وعليها توقيع العلماء ونصها: (الحمد لله، الذي اعتقده أن في القرءان معنى قائم بذات الله وهو صفة من صفات ذاته القديمة الأزلية وهو غير مخلوق، وليس بحرف ولا صوت، وليس هو حالاً في مخلوق أصلاً ولا ورق ولا حبر ولا غير ذلك، والذي اعتقده في قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه] أنه على ما قال الجماعة الحاضرون وليس على حقيقته وظاهره، ولا أعلم كنه المراد به، بل لا يعلم ذلك إلا الله، والقول في النزول كالقول في الاستواء أقول فيه ما أقول فيه لا أعرف كنه المراد به بل لا يعلم ذلك إلا الله، وليس على حقيقته وظاهره كما قال الجماعة الحاضرون، وكل ما يخالف هذا الاعتقاد فهو باطل، وكل ما في خطي أو لفظي مما يخالف ذلك فهو باطل، وكل ما في ذلك مما فيه إضلال الخلق أو نسبة ما لا يليق بالله إليه فأنا بريء منه فقد تبرأت منه وتائب إلى الله من كل ما يخالفه). كتبه أحمد بن تيمية، وذلك يوم الخميس سادس شهر ربيع الآخر سنة سبع وسبعمائة. وكل ما كتبته وقلته في هذه الورقة فأنا مختار في ذلك غير مكره. كتبه أحمد بن تيمية حسبنا الله ونعم الوكيل. وبأعلى ذلك بخط قاضي القضاة بدر الدين بن جماعة ما صورته: اعترف عندي بكل ما كتبه بخطه في التاريخ المذكور. كتبه محمد بن إبراهيم الشافعي، وبحاشية الخط: اعترف بكل ما كتب بخطه،كتبه عبد الغني بن محمد الحنبلي. وبآخر خط ابن تيمية رسوم شهادات هذه صورتها: كتب المذكور بخطه أعلاه بحضوري واعترف بمضمونه، كتبه أحمد بن الرفعة. صورة خط آخر: أقرّ بذلك، كتبه عبد العزيز النمراوي. صورة خط آخر: أقرَّ بذلك كله بتاريخه، علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي. صورة خط آخر: جرى ذلك بحضوري في تاريخه، كتبه الحسن بن أحمد بن محمد الحسيني. وبالحاشية أيضًا ما مثاله: كتب المذكور أعلاه بخطه واعترف به، كتبه عبد الله بن جماعة. مثال خط آخر: أقرَّ بذلك، وكتبه بحضوري محمد بن عثمان البوريجبي" اه وكل هؤلاء من كبار أهل العلم في ذلك العصر، وابن الرفعة وحده له "المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي" في أربعين مجلدًا. وبعد أن كتب بن تيمية تلك الصيغة بخطه توّج خطه قاضي القضاة البدر ابن جماعة بالعلامة الشريفة وشهد على ذلك جماعة من العلماء كما ذكرنا، وحفظت تلك الوثيقة بالخزانة الملكية الناصرية. ولا يمكن أن يكون هذا الأمر خافياً على ناصر العمر لأننا ذكرناه في مطلع مقالنا بكلمات واضحة حيث قلنا أطلّت على الساحة للمرة الثانية فتنة اسمها بن تيمية.. وابن تيمية فيما يبدو لم يكتف بالاستتابة بل يسعى جاهداً لإقامة الحد عليه!! وقد استتيب مرات عديدة وهو ينقض مواثيقه وعهوده في كل مرة حتى حبس بفتوى من القضاة الأربعة الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي، وحكموا عليه بأنه ضال مضل يجب التحذير منه وزجره كما قال ابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ وهو من تلامذة ابن تيمية، وأصدر الملك محمد بن قلاوون منشورا ليقرأ على المنابر في مصر وفي الشام للتحذير منه ومن أتباعه ومن عقيدته. ناصر العمر يرمينا بعدم الاطلاع، ويقول (وياريت لو أن مقارعة الحجة تكون بالحجة أو حتى عن معرفة وبينة بما يحاجج به بل إن الوصفة للتهم جاهزة.. وأبرزها النصب، وهي تهمة أصبحت مكررة ومجترة وعفا عليها الزمن). وطبعاً هذا كلام لا يساوي شيئاً ولا يحتاج منا إلى رد بل لا يحتاج من أحد إلى أكثر من أن يقرأه مرة واحدة ليدرك حقيقة القول وحقيقة القائل..ولا أفهم معنى أن التهمة أصبحت مكررة ومجترة وعفا عليها الزمن!! هل معنى ذلك أن التهمة بالنصب قبل قرون أصبحت الآن غير صالحة للتداول حتى وإن ظهر نواصب يدافعون عن أحوال الصحابة المجروحين وأمهات المؤمنين؟! ما هذا؟ هل هذا حوار فكري؟ هل هذا علم؟ هل هذا فقه؟ ما هذا بالله عليكم؟! هل هناك عبثية أكثر من هذه؟ وبالله عليكم دلوني على ما فهمتموه من العبارة التالية التي وردت في مقال هذا الداعية الذي يصف نفسه بأنه مفكر وله صفحة في الانترنيت لدعم المجاهدين في الشيشان والعراق والسودان والصومال وليبيا، دلوني منها على فهم أعتمده وأحاور القائل على أساسه فأنا والله لم أفهم هل يتسلفن أم يدافع عن السعودة.. قال الأستاذ ناصر العمر: (إن من يعيد قراءة البخاري ومسلم أو ينتقد صحابياً أساء للنبي الكريم صلى الله وبارك عليه وآله يصبح زنديقا مدعوماً من السعودية أو كافراً مارقاً من الدين ينبغي أن يُقام عليه حد الردة ويطلب الاستتابة!). ما معنى «يعيد قراءة البخاري ومسلم» يعني يعيد فهمهما على غير ما فهمه السلف الصالح وأجمعت عليه الأمة؟ أم أن مجرد رفضنا إعادة القراءة فيما يدّعيه ناصر العمر تعبر عن خصومه (الذين هم نحن) يعتبر تستر ونصب. وما معنى قوله (ينتقد صحابياً) ما هو هذا الانتقاد؟ وكيف يكون؟ أهو فيما يجوز فيه النقد أم فيما أثبتته لهم كتب السيرة والتاريخ؟ أم هو الإزراء عليهم ولعنهم وتكفيرهم واتهامهم بالمنكرات من قتل وفسق وفجور وشذوذ إذا كانوا حقا فعلوا ذلك؟ وماذا يعني بقوله (من ينتقد صحابياً أساء للنبي) هل يعني أن نقد الصحابي المسيء للنبي لا يعتبر إساءة إلى النبي؟ وهو 0قطعا) لا يظن خلاف ذلك أي أن نقد الصحابي المسيء للنبي لا يعد إساءة للنبي صلى الله عليه وسلم.. وهو فتح للباب على مصراعيه للنيل من لعنهم الله ورسوله؟ أم لعله يقصد أن صحابياً أساء إلى النبي وأن من نقده (يعد شيعياً مدعوماً من إيران) ولقد أساء العديد من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن هجاه بسبعين بيتا، ومنهم من كان يحاكيه ويستهزئ به من خلف ظهره بأصبعه حتى أصبح أصبعه خيط الباطل، ومنهم من تلصص عليه وهو مع إحدى زوجاته، ومنهم من حاول قتله بعقبة هرشي ومرة أخرى في العقبة بعد رجوعهم من تبوك (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم "وهموا بما لم ينالوا") التوبة 74. ومنهم من رغب أن يتزوج نسائه بعد رحيله (زوجاته أمهاتكم) - إلا فيما ورد عن الشيعة الذين يغالون في حب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يقيسون بهم أحدا حتى ليتجاوزوا بهم إلى مرتبة النبوة ومرتبة الملائكة، ولم لا وقد قال النبي (ص) في علي: ألا يرضيك أن تكون مني بمنزلة هارون إلى موسى ولكن لا نبي من بعدي!! وما هي هذه المنزلة؟ يشدد من أزري وأشركه في أمري!! ثم ألم يكن جبريل منا أهل البيت!! ثم عن عمران بن حصين أنه كان يسمع كلام الملائكة وتسلم عليه!! قال أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين حجة وعمرة، ثم لم ينه عنه حتى مات، ولم ينزل فيه قرآن يحرمه، وقد كان يُسِّلم عَليّ (الملك) حتى اكتويت فتركت، ثم تركت الكي فعاد (أي الملك). الراوي: عمران بن حصين المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الرقم: 1226، خلاصة حكم المحدث: صحيح. ولكن ماذا تقول في النواصب؟ الملائكة تسلم وتحدث الصحابي عمران بن حصين، ولكن حين يصبح أئمة أهل البيت تكلمهم الملائكة يقولون - هذا وحي شيعي جديد!! العبارة (إن من يعيد قراءة البخاري ومسلم أو ينتقد صحابياً أساء للنبي الكريم صلى الله وبارك عليه وآله يصبح زنديقا مدعوماً من السعودية أو كافراً مارقاً من الدين ينبغي أن يُقام عليه حد الردة ويطلب الاستتابة!) متماسكة من حيث البناء اللغوي ولكن الشنشنة السلفية واضحة في الترضي على (كل) الصحابة وكذلك في عدم الاستهانة بالتعرض للصحابة بالنقد وإن كانوا قد أساءوا للنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن هؤلاء سوى من قال فيهم النبي (ص): إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه!! ولا شبعت بطنه!! ولعن الله الراكب والقائد والسائق!! أو هامان هذه الأمة المغيرة بن شعبة، أو من حاول قتل النبي (ص) في العقبة مثل أبي موسى الأشعري – وأنت جالس خير منك قائما الخ،..وبالطبع "هم" لا يسيئون لكل الصحابة – ما أكذبه!! فهنالك من قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي ابن أبي طالب، ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب، ثم سكت، ثم قال: إن الله أمرني بحب أربعة، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي طالب والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي!! وروى انس بن مالك قول النبي (ص): الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار وسلمان!! وهل أمثال هؤلاء يُسَبون؟ ومن قال فيهم النبي (ص) لفلان: لعلك أغضبتهم، فلئن كنت أغضبتهم فلقد أغضبت ربك!! وفيهم بلال وصهيب الرومي!! والقائمة طويلة من تبجلهم الشيعة..قائمة طويلة جدا..حذيفة، وبن مسعود، وبن عباس، وعمار، وخالد بن سعيد الأموي وأخويه، وجابر، وسعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، وذو الشهادتين..الخ ومن ضمنهم الخليفة العادل عمر بن العزيز رضي الله عنه..شنو رأيه!! فكيف إذن كفروهم جميعا إلا ثلاثة أو أربعة..أليس هذا بكذب؟؟ ولكي أريحه..الشيعة تقول أن كل الصحابة عدول ومحترمين..ما عدا الذين عادوا الإمام علي وقاتلوه وسبوه وآذوه!! فإضافة إلى ما قاله النبي (ص) في هؤلاء المجروحين في حياته، فإن النبي (ص) قال في علي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق!! فهذا المقياس صحيح تركه النبي (ص) لهم ولنا نقيس به المجروحين، والإمام علي شاء أم أبى ناصر العمر هو: "قسيم الجنة والنار"..كما قال أحمد بن حنبل!! إذن عبارته التالية هي فتنة بجهل.. مركب: (أو في الاحتمال الآخر بأن هناك من الصحابة من أساء للرسول صلى الله عليه وسلم وأن الشيعة هم الذين غضبوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا في الصحابة ما قالوا..حتى كفروهم جميعاً إلا ثلاثة أو أربعة منهم). يا له من خبيث محتال!! ولكن قد صدق قوله أن الشيعة يغضبون لرسول الله (ص)، ولكن ليس كما يزعم يكفرون كل الصحابة!! فمثلا أنا شخصيا لا تعجبني حكاية النبي (ص) أخذ يبكي ويبكي ويبكككككي ويبكككككي في قصة أسرى بدر، وفي زعمهم ما كان سينجو منها سوى فلان!! فقد جاء في الدر المنثور:3/165: (فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله إنها قريش وعزها، والله ما ذلت منذ عزت ولا آمنت منذ كفرت، والله لتقاتلنك فتأهب لذلك أهبته، واعدد له عدته)! (ورواه في عيون الأثر:1/327 ، والنهاية:3/321 )، وفي الصحيح من السيرة:5/21: (فقام أبو بكر، فقال: يا رسول الله، إنها قريش وخيلاؤها، ما آمنت منذ كفرت، وما ذلت منذ عزَّت، ولم تَخرج على هيئة الحرب. فقال له رسول الله (ص): أجلس، فجلس، فقال (ص): أشيروا عليَّ، فقام عمر، فقال مثل مقالة أبي بكر. فأمره النبي (ص) بالجلوس فجلس). (عن مغازي الواقدي:1/48 ، والسيرة الحلبية:2/150 ، والدر المنثور:3/ 166 ودلائل النبوة للبيهقي ، والبحار: 19/ 247 ، وتفسير القمي:1/ 258 ). ويعني ذلك (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض..الخ) نزلت بسبب هذا الموقف قبل المعركة، أي تجبين النبي (ص) وعدم الرغبة في القتال!! ونبينا قد أثخن في الأرض حقا، ولا ينكر ذلك إلا مسيء للرسول (ص)، قتل سبعين وأسر سبعين، فمن أين وكيف يأتي اللوم؟ المضحك المبكي في أحد الرمضانيات حكى الدكتور الحبر نور الدائم أن النبي (ص) أخذ يبكي ويبكي ويبكككككي ويبكككككي!! صراحة وبالبلدي كده والله أنا ما عارف الدكتوراه دي بياخدوها كيف؟ أما بعد المعركة، وكان عمر بن الخطاب أحد القائلين بقتل الأسرى، سأله النبي (ص) في أمرهم: ما ترى يا ابن الخطاب؟ قال قلت: والله ما أرى ما رأي أبو بكر، ولكني أرى أن تمكنني من فلان- قريب لعمر - فأضرب عنقه، وتمكن علياً من عقيل فيضرب عنقه، وتمكن حمزة من فلان (العباس) أخيه فيضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، هؤلاء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم!! وهكذا أخذ بعض الصحابة البدريين يطعنون في النبي (ص) في قضية الأسرى فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوم بدر: (إني عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها لا حاجة لهم بقتالنا، فمن يرى منكم من بني هاشم فلا يقتله، من لقي العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يقتله فإنما أخرج مستكرها). وقال بعض الصحابة مقالة عمر ومنهم أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، واللفظ للأخير: (نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشائرنا ونترك العباس؟ والله لئن لقيته لألحمنه السيف!!). فسمع بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لعمر: (يا أبا حفص! أيضرب عنق عم رسول الله؟!). إذن القصة الكاملة في الفقرة أعلاه وضحت المستور..ولكن قصوا نصفها!! أخذوا النصف الذي يروقهم وألصقوه بالآية: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض..الخ)..كذبوا على نبينا (ص) أنه لم يثخن، وجعلوه يبكي ولم يكن سينجو منها سوى فلان!! وهذا الفلان كان مصرا على قتل العباس عم النبي (ص)!! مرحي لدكاترة السودان!! إن الذي لا شك فيه أن الأستاذ ناصر العمر قد سقط في شر أعماله لما تعرض ل«للغفلة» ولكتابها الجهلة أولاً وقد أستثني ناصر العمر "الحيدرة من آل ياسين"، ثم أردف ذلك بالهجوم على ابن تيمية ووصفه «بالمهرطق الحراني وسخر من كونه المجدد المجتهد ولاسيما بعد صدور كتابيه الأخيرين: «منهاج السنة» و«قاعدة في قتال الكفار» ولقد تجرأ الأستاذ ناصر العمر ونعت كُتَّاب الغفلة بأنهم «مرتزقة». ولا تكاد سقطات الأستاذ ناصر العمر تقف عند حد حتى أنك تشعر بأن الرجل يحاول جاهداً أن يدلك على مقاتله ويكشف لك عن «كعب أخيل» حتى لكأن ناصر العمر كله كعب وفي كل موضع منه مقتل. اسمعوا له يقول إنه قرأ «كل كتب بن تيمية واطلعت على أفكاره من قريب فلم أجد فيها إلا ما يدعو إلى التكفير والتفكير في إعادة قراءة الدين الإسلامي وتنقيته مما ألصق به عبر القرون الطويلة من خرافات». إذا كان هذا هو أسلوب ونمط كتابة الأستاذ ناصر العمر في السعودية فعلى الدعاة أن تنصب صيواناً للعزاء وتتلقى فيه التعازي في طيب الذكر القلم السعودي الذي طالما أتحف الدنيا بروائعه واشراقاته وعليها تعداد مآثره خاصة ما خطه ناصر السعيد وإن لم تستطع فنحن لها..وإن لم يكن الأمر كذلك.. ولا أظنه كذلك - فلتحتسب هذا المجترئ على الله المدعو ناصر العمر لأنه وبعد الانتهاء من ردنا عليه فلن يبقى منه شيء..ولا في ابن تيمية..والله المستعان يتبع شوقي إبراهيم عثمان (كاتب) و (محلل سياسي) [email protected]
