-------------------------------------------------------------------------------- وهل تكفي الدموع..لبكاء الأمين عبد الغفار؟ محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] ما أقسي تلك اللحظة التي اتاني فيها صوت صديقي الشاعر عبد الرحمن بخيت وهو يجهش و ينعي لي الأمين عبد الغفار. لقد ذهبت بهجة العيد وكم لاح معها بريق من الفرحة أمس وأنا استمع الى صوته وقد دبت فيه العافية ..وهو يطمئنني بأنه قد غادر غرفة العناية المركزة ، وألأن هو في العنبر وسيغادر المستشفي قريبا ويعود من الأردن الى الوطن؟ هل ما اسمعه في هذا الصباح وأنا لم افق من نومي الا على صوت جرس الهاتف ،أ هو حلم ، أم حقيقة ؟ يا ليته حلم ، أفيق منه ، على وقع كلماته بالأمس لى وللتاج مكي والسر ابو العائلة عبر الهاتف ، سنلتقي قريبا ان شاء الكريم .! لكنها الحقيقة ، فأنا مستيقظ ، توضيت ، صليت رفعت كفي ، و أنحدرت الدموع بالدعاء، و لم يعد فيها بواقي ، فقد ذرفناها لتبكيك ياتوأم الروح ، فأنت ستعود الى الوطن لتنام في ثراه ، قرير العين ، و لكن كيف سنحتمل نحن الرقاد على جمر فراقك ان كتب لنا عمر من بعدك ، يا طيب الأخلاق ، وأمين الاخاء .! كم تنفسنا الصداقة برئة مشتركة ، وغنينا الحب بقلب واحد تقاسمنا نبضاته بهجة في مشاعر الناس ونغما في عيونهم ، التي ستتركها يتيمة من بعدك ولن نقوي على رعايتها في نظرات تلك الملايين بنفس مقدار عطائك بلا حدود .وانت تشدو لناس معزتك في كل مكان. وتمسك بالمنجل المركوز ، وتشد من سواعد الزراع.و هل ستجد أمنه دموعا اليوم لتبكيك وقد فرغت المآقي حتي في عيوننا نحن الرجال ؟ هل سأذهب الحتانة ولا أجدك ، وكيف ساحتضن وحيدك محمد وقد تركت فيه كل ملامحك الأصيلة والجميلة ، و كيف تكون حال مودة ومحنة ومعزة وأمهن شادية المكلومة ، بعد ان تذهب ابتسامة بشاشتها في ممرات الحزن التي ستنفتح خلف غيابك ! جسدا وأنت تودع الدار التي بنيتها بمونة الحنية وطوب الاصرار ، وركائز التواصل مع الجيران ، هل حقيقة لن ينتظرك أهل تنوب وأنت تطل عليهم بصوتك الدافق حبا للمصطفي وأنت المادح الورع العاشق لنبي الرحمة بالكلمة والحس والمعنى الصادق؟ والله حينما كتبت لك كلمات باقي الدموع حبا لامي وأمك ، لم أكن أحسب انني أدخرها ، لتبكيك في صباح ، كنت اتمني أن تبكيني فيه ، فانت النغم الذي تحتاجه الساحة . ولكنه سيبقي في حناجر الزمان ولن ينضب ابدا وسترتسم ذكراك الطيبة في جدار الفن الذي صدقت له بنفسك وحسك ، فلن أقول وداعا ، ولكّن الى اللقاء .. يا أمين عبد الغفار ، وقد سكت قلبك الطيب بعيدا عن الوطن ، لينبت غرس نبضك من جديد في وجدان كل الذين احبوك ، ايها الانسا ن ، فمعذرة ان جاءت الكلمات خجولة ، واهنة تتسلل من بين الأنامل التي اذهلتها الفجيعة وقد كادت أن تذهب بالعقل . ولكن أمام حقيقة الموت الحق لانملك الا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل في فقدك، ولا حول ولا قوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون . ولله الحمد من بعد ومن قبل في الضراء قبل السراء ، أنه المستعان . .وهو من وراء القصد..