عندي اليوم أفكار طيبة لآباء وأمهات العيال صغار السن، ستسهم في حال مشكلة البطالة، وربما العنوسة على المدى البعيد، ونجاعة هذه الأفكار مؤكدة لأنها تقوم على «البيان بالعمل».. المهم هناك مدرسة عربية وأخرى أفريقية لضمان المستقبل الوظيفي للعيال، ولأننا ما زلنا في موسم الربيع العربي سنبدأ بالمدرسة العربية ورائدها المواطن الأردني وائل العلي، الذي اتخذ قرارا حكيما لضمان وظيفة لابنه محمود بعد أن ظل (الأب) عاجزا عن الحصول على عمل في أية جهة حكومية طوال( 15 ) سنة، وكان القرار هو تسجيل ابنه محمود في مكتب التوظيف بلواء الغور الشمالي، ومحمود هذا عمره الآن سنتان أي (24) شهرا، ولا تتعجل عزيزي القارئ وتصم وائل بالهبل، لأنه عاقل جدا وما يريده هو ان يأتي الدور على ابنه في مجال التوظيف بعد (25) سنة.. يعني بعد ربع قرن سيكون محمود على رأس قائمة المسجلين في مكتب العمل، وتكون لديه فرصة بنسبة( 25%) للفوز بوظيفة، ويكون الأب الذي يبلغ من العمر الآن(34) سنة، وقتها قد نجح في خلق علاقات يعزز بها طلب وظيفة محمود.. وهذا الأب الأردني واقعي ومتواضع لكونه يخطط لحصول ابنه على وظيفة بعد ان يبلغ من العمر( 27) سنة، أي بعد ان يتلطش ويتملطش لنحو خمس سنوات فقط بعد الحصول على الشهادة الجامعية. أما المدرسة الأفريقية لتأمين مستقبل العيال فهي أكثر ثورية ورائدها نايجيري (بالمناسبة فقد درجنا على اللخبطة بين النيجر ونيجيريا بينما التسميتان الصحيحتان هما نيجير بكسر النون، ونايجيريا على التوالي)، المهم ان وزير العدل في ولاية زمفارا إكتشف ان هناك موظفا في الإدارة المحلية قفز بالزانة الى درجة وظيفية عالية رغم أنه حديث التخرج، فأجرى تحقيقا حول الأمر واتضح أن الموظف لم يشاهد على رأس عمله ولا مرة واحدة، وكان ذلك لسبب بديهي وهو ان الموظف كان عاجزا عن المشي والأكل والكلام، وسر هذه الإعاقة المركبة هو ان الموظف يبلغ من العمر شهرا واحدا وفاز بالوظيفة لأن والده موظف كبير بإدارة الولاية، تم اكتشاف طفل معجزة آخر يبلغ من العمر خمسة أشهر يشغل وظيفة تخصصية رفيعة في نفس تلك الإدارة. والشاهد هنا أيها الشباب العواطلين هو أن آباؤكم «أجرموا» وقصروا في حقكم، عندما لم يسجلوا أسماءكم في مكتب العمل يوم السماية، ثم عرضوكم لشتى صنوف البهدلة بإلحاقكم برياض الأطفال والمدارس حتى أكملتم المرحلة الثانوية وانتقلتم إلى مرحلة الروضة العليا التي يسميها البعض «جامعية»، يعني لو كان آباؤكم يتحلون ببعد النظر لكان الواحد منكم قد وصل سن التقاعد ببلوغ ال(25) سنة،.. عزيزي القارئ كي لا تجني على عيالك كما جنى عليك أبيك فعليك بالطريقة النايجيرية.. يعني بنتك/ ولدك يسننن ويتاتي وهو موظف محترم وعندما يبلغ العاشرة يكون بدرجة وكيل وزارة.. بس لكي تنجح في تطبيق هذه الطريقة لابد أن تكون «متزوج صح».. من واحد أو واحدة مسنودة «أوي» لأن الوظائف التي فيها الزبدة تكون فقط للسلالات المُحسّنة.. وإذا حصلت على شريك حياة من الصنف المميز فقد لا تكون بحاجة حتى الى تعليم وتوظيف أي من أطفالك لأنه قد ينزل من بطن أمه وأول قطعة بامبرز تخصه محشوة براتب( 6) أشهر مقدما... يعني تعلم التنشين المزبوط في اختيار الزوجة، لتنجب منها عيالا يخرجون من غرفة الولادة بدرجة مدير أو سفير، وبلاش هبل من نوع «نبني عشنا قشة، قشة»، .. أدخل على العش المبني طابقا فوق طابق، فهذا زمان النسب الذي يعود بالمكسب، بعد أن نسينا نصيحة الحبيب عليه السلام: «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس». الرائ العام