في بلادنا وبعد إنقلاب يونيو 1989 ظهرت للوجود هيئة تسمي المخزون الإستراتيجي ، ومن إسمها فهي معنية بتوفير العيش الأبيض لليوم الأسود ومع العيش حبوب أخري في قصص المراجع العام الواردة في تقريره لعام 2010 والذي يناقشه برلمان المؤتمر الوطني هذه الأيام وردت حكاية عن هذه الهيئة ننقلها بالنص الحرفي في عام 2010 باعت الهيئة 234.05 ألف طن من الكميات المستلمة ( قمح ) والبالغة 237.2 ألف طن بمتوسط سعر 772 جنيه للطن، وأن الهيئة أفادت المراجعة بأن الفرق البالغ 3.2 ألف طن بسبب الغربلة والمخازن حيث تم التخزين بمخازن شركة الثاقب للغلال . ولاحظ التقرير أن حصيلة المبيعات لم تورد مباشرة لوزارة المالية واستغل المبلغ في شراء ذرة للعام 2011 وأوصى التقرير بمتابعة توريد متبقي قيمة القمح المتعاقد عليه ولم يتم استلامه من شركة الثاقب. انتهت إلي هنا حكاية المراجع العام مع هيئة المخزون ، وبقيت معلقة حكايتها مع الشعب السوداني والمال العام ، إذ أن راعي ( الضان ) في الخلاء لن يصدق قصة الغربلة التي ضيعت 3.2 ألف طن . وإذا كان الطن الواحد بحسب المراجع العام يباع بسعر 772 جنيه فان المبلغ الذي ضيعته ( الغربلة ) يساوي 2.47 مليون جنيه جديد يعني 2.4 مليار جنيه قديم يعني عمارة من طابقين أو 20 عربية ( بي ام دبليو ) . ثم ماذا تعني توصية المراجع العام أعلاه والخاصة بمتابعة توريد متبقي قيمة القمح من شركة الثاقب والتي ( تفرق ) مخازنها في العام الواحد أكثر من 3 ألف طن قمح . علي الهيئة ومن أجل الشفافية أن تسلم المراجع العام عدد 3.2 ألف طن ( تبن ) بكسر التاء والباء وهو مخلفات الغربلة من أجل تسمين العجول السودانية التي ستهدي للحكومة المصرية في وقت لاحق . كان في نادي الهلال لاعب محترف لقبه ( الغربال ) ، يغربل النص والدفاع والحارس والحكم ذاتو ، ولكن الغربال الذي يبلع 3 ألف طن قمح دا ما سمعنا بيهو . في برنامج ما يطلبه المستمعون والمراجعون أغنية مشهورة تقول ( تمساح أب كبلو الضارب اللية ، يبلع جب وجب لي خصيمو جيد ليَّ ) والأغنية مهداة لغربال الهيئة ومخازن شركة الثاقب . قال محجوب شريف ذات مرة في معرض ( التخزين ) والنملة في الصف العجيب ، تسعي وتجيب ولا حتي في الأمر التباس ولا في اختلاس أحسن كتير من بعض ناس . الميدان