[email protected] ليس المهم أن تكتب شريفة و لا برقاوي و لا بكري الصايغ و بقية الكوكبة لكن المهم هو أن تُخدم القضية و هناك من القراء من لا يقل موضوعية عن أصحاب الأقلام الراتبة .. بعث إلي المعلق (شمالي) بالمقال أدناه فرأيت نشره دون تصرف. أستغرب لماذا الإرتهان لأسرتي الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني تحديداً ؟؟ هل هما الأسرتان الوحيدتان المنتميتان لحزبي الأمة والإتحادي على التوالي !! السياسة هي فن الممكن تخطيء وتصيب فيها ....تغلبك شهوات النفس حيناً وتغالبها حيناً آخر ولا يوجد شخص معصوم غير سيدنا محمد (ص)، خير البرية بل أن أهلنا الصوفية ينأون بأنفسهم في العادة عن السياسة ويبعدون عنها كمن يهرب من الأسد يطارده ولهم في ذلك مقولة مشهورة: لا قداسة في السياسة علينا أن نعترف أولاً، بأننا كشعب نواجه معضلة حقيقية في مسألة تكويننا البدائي، حيث إن أغلب سكان شمال السودان إما قادمين من أسر تدين بالولاء للسادة الختمية أو بالولاء لآل المهدي وكمثال لذلك نجد أن عمر البشير نفسه قادم من أسرة ختمية ومالك عقار أيضاً قادم من أسرة ختمية وفي المقابل نجد أن التجاني سيسي على سبيل المثال قادم من أسرة أنصارية وكمال الجزولي كذلك أيضاً قادم من أسرة أنصارية رغم ماركسيته الواضحة. صحيح أن هذه الثنائية قد خبا بريقها الآن لكنها ظلت على الدوام موجودة ويصعب نُكرانها على ضوء هذه المعطيات، دعونا نتعامل بواقعية مع قضية الساعة حيث أن إشراك كل من عبد الرحمن الصادق المهدي وجعفر الصادق الميرغني كمستشارين لعمر البشير، لاشك سوف تؤثر في الروح الثورية المتصاعدة يوما بعد يوم ومهما تجاهلنا أو أنكرنا أثر تلك المشاركة إلا أن الحقيقة تبقى جلية الأثر في مجتمع هش تسوده الأمية والفقر كالسودان. إن مجرد بث صورة هذين الشخصين يؤديان القسم أمام المشير القاتل المجرم عبر التلفاز، ستكون كافية لأن تعود بنا لمربع الإحباط الأول. أعلم تماماً أن بعضنا يصر على فردية مشاركة هؤلاء وأنها لا تمثل تيار الحزب...نتفق معهم، لكن ألا يدحض ذلك الإدعاء، مواقف كل من والدي جعفر وعبد الرحمن والتي لا يمكن وصفها سوى بالمتذبذبة تجاه الحل الوحيد المتبقي لبقائنا كشعب نهايك من أن نحظى بحياة كريمة كبقية شعوب العالم !! لعله يتفق معي الجميع على أن بقاء الإنقاذ يعني فناء السودان عليه فأنا أتقدم بإقتراح أتمنى ينال رضى منسوبي الحزبين وهو إقتراح نابع من واقع مواقف كل من الشيخ عبد الله أزرق طيبة والسيد/ نصر الدين الهادي المهدي، فكلا الرجلين لم يبدلا ولم يساوما المؤتمر الوطني وإحتفظا بتاريخ ناصع في زمن عزت فيه مواقف الرجال أو من كنا نظنهم فينا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. فالمتابع لسيرة الشيخ عبد الله أزرق طيبة خلال سنين الإنقاذ يجد أنه الأنسب لقيادة المرحلة الحالية كزعيم للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل وكذلك الأمر بالنسبة للسيد نصر الدين الهادي المهدي، الذي تجاوز عن كل مراراته الشخصية السابقة تجاه السيد الصادق المهدي. وكما هو معلوم للجميع فالصادق المهدي هو أول من قاد إنشقاقاً داخل حزب الأمة لازلت مراراته عالقة بأذهان عدد غير قليل من الأنصار، ووجود الصادق الهادي المهدي كحليف إستراتيجي للإنقاذ منذ بداياتها دليل على وجود تلك تلك المرارات. فإذا إرتضى زعيما الحزبين العريقين مشاركة الإنقاذ ومهادنتها، يجب أن يلتف منسوبوه حول كل من الشيخ عبد الله أزرق طيبة والسيد نصر الدين الهادي المهدي، كزعيمين بديلين، فالرجال مواقف كما قلنا ولا توجد قداسة في السياسة بل القداسة لمواقف الرجال في المدلهمات ليس إلا. أعلم أن الأمر قد يبدو صعباً من ناحية عاطفية وخصوصاً أن كل من الصادق المهدي ومحمد عثمان الميرغني قد إرتبطا بوجدان الكثير من أنصار حزبهم، ولكن سوء حال بلادنا لن ينتظر.