محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] ودارت أيام الأزمات في منطقة الشام لتزج بالسودان مرة أخري في وجه المدفع ، وتعيد الى الأذهان ، قيادة العميد وقتها، عبد الماجد حامد خليل لقوات الردع العربية ولكن بصورة أخرى، والتي كانت مهمتها ، الفصل بين القوات المتحاربة ابان بداية نشوب الحرب الأهلية في لبنان في منتصف سبعينيات القرن الماضي و قبل الاجتياح الاسرائيلي ، حيث اختلطلت الأوارق فيما بعد، فقفزت تلك القوات من على قطار الأزمة فارة بجلدها قبل أن يهوي الى حفرة الصراعات التي امتزج فيها المحلي والاقليمي والدولي والاممي ، فأصبح لبنان من بعده ثورا جريحا طائحا تحت سكاكين عديدة ، لم تبرأ جراحه منها الى لحظة كتابة هذه السطور ،وحتي بعد أن تم صيانة قطاره بعد محاولات انتشاله من تلك الهوة ، ليصبح أخيرا مسيرا على خطي القضيب الايراني السورى ، وبقيادة زعيم وجيش حزب الله الذي يحرك ماكينة حكومته دفعا الى العالى رغم تهالكها ! الآن وبعد مراوحات ومماحكات ، لكسب الوقت وعلى مضض وفوق رأى جديد ، تظاهر النظام السورى من قبيل الضحك على ذقون العرب ، بقبول بعثة مراقبين عرب لسير الأحداث بالشارع الملتهب منذ شهور ،، تم اختيار الفريق محمد احمد مصطفى الدابي قائدا لها . ولا زال باب التطوع لعضويتها التي حددت بخمسمائة فرد مفتوحا ،ولم يصل عدد من تقدموا حتي الان من الدول التي ابدت الرغبة في انجاز المهمة المستحيلة المائة فرد لا غير ! فهل تم اختيار الدابي برغبة سورية باعتباره من الدول المحصنة من عدوى الربيع كنظامنا العادل، مثل نظام الأسد الذي يصر على عدم وجود ثورة ، ووزير الخاجية المعلم يتحدث عنها ، بهدوء وبرود ، وكأنه يحكي عن فعاليات مهرجان دبى للتسوق ! أم أن اختيار الجنرال الذي أدت حكمته في معالجته العسكرية لأزمة دارفور الى صدور مذكرة للقبض على رئيس جمهوريتنا وقائده الأعلى بواسطة محكمة جنايات لاهاى ؟ فقصدت الجامعة العربية التي عجزت عن اتخاذ قرارات واضحة وحاسمة في حق النظام السورى التي لاتحتاج فعلته الدموية الى شهود ، أن تدخل على رئيس ذلك النظام من الأبواب الخلفية ، لتضبطه متلبسا بواسطة دابي الكر الدارفوري فيلدغه على الأقل في مقتل التسليم للجنائية باعتباره صاحب خبرة في ذلك الشأن ؟ ولعل الازمات دائما ما تفرز الطرائف الساخرة والمعبرة عن مكنونات نفوس الشعوب ، فتصبح متنفسا للهواء الساخن في صدرها ! فقد حكي لي بعض الأصدقاء السوريين تعبيرا عن برود النظام السوري في التعاطي مع الازمة ، وكأنها لعبة ،بلياردو يتبادل النظرات والضحكات وأحيانا الشتائم الساخرة ، فيها مع الجامعة العربية التي يقوم نفسها ولا ينزل وهي تلهث في سراب مماطلته ! فقد رد اليهم وزير الخارجية وليد المعلم في استخفاف وهزل رسالة وردت اليه من الجامعة يستفسر عن معنى كلمة ( الشبيحة ) التي تضمنها برتكول الجامعة المقترح ؟! وعلى ضوء تلك المفارقة أطلق السوريون نكتة ، تقول أن منظمة الصحة العالمية ، اضافت عرضّا جديدا من الأعراض المسببة للذبحة الصدرية ، اطلقت عليه اسما علميا هو ( وليد المعلم )!نظرا لبروده المتفرد! وعلى فكرة الأخوة السوريون شرحوا لى أيضا سبب تسمية العصابات المساندة للأمن السوري والتي يطلق عليها اسم الشبيحة الذي ادعي المعلم عدم معرفته بمعناه جملة وتفصيلا ! ! أن التسمية تعود الى عصابات سرقة سيارات المارسيدس من طراز الشبح ، وهي ظاهرة انتشرت في سوريا في الثمانينيات ، وقوامها افراد نافذون محسوبون على الطائفة الحاكمة ، كانت تنطلق من مدينة اللاذقية ، محافظة ال الأسد ، وقد تصدى لها الراحل باسل الأسد بعد أن فاحت رائحتها وحاول ايقافها عند حدها ، قبل أن يموت على اثر حادث مروري غامض في شارع المطار ، وهو لايعلم في مرقده ، أن شقيقه الذي ورث الحكم من بعده ، قد استفاد من تلك العصابات الان بدلا عن سرقة سيارات الشبح ، في سرقة أرواح الشعب السورى المغلوب على امره ، حماه الله من شر نظام الصمود الزائف ! انه الغالب والمستعان .. وهو من وراء القصد .