يبدو أن نذر الفسطاط بدأت بالظهور بإنتقاد السيد الصادق لتحالف الجبهة الثورية فى حملهم السلاح لإسقاط النظام وفقش رؤوسنا نحن الأغلبية الصامته بكنكشته بمشروع خارم وكلام بارم مثل «الأجندة الوطنية» التي طرحها لحل أزمات البلاد وبحثه الدؤوب البائس لطرح البديل قبل التغيير. والمعلقين الشرفاء الأفاضل رجموا هذا الكلام بالحق فمثلا قال شمالى: بالله 23 سنة وإنت ما وصلت للبديل ولا عارف الوسيلة...... طيب، قاعد تسوي في شنو؟. أما بت الخرطوم فتصدت للدكتورة مريم: يا ناس يا هوي سكوت ثم جلوس بت الامام دكتوره مريم قالت ليكم لم يحن وقت خروج لشارع وعندما نقرر ذلك سنخرج للشارع والشعب مستعد للتضحية حتى لو فقد نصف المجتمع!! من انت؟ حتى تقرري ولماذا لم تقررى بعدم اشتراك اخيك قفى الحكومة؟ ومن الذى فوضك لتقرير مصير البلاد والعباد والله حكايتنا حكاية من حوش بانقا لحوش الامام وبناتو الخمسة اللهم لا نسالك رد القضاء ولكن نسأك اللطف... فى 02-06-2011 كتبت الموضوع أدناه لعل السيد الإمام يعى أو يفهم ما نصبو إليه وحتى يكون على الأقل بتكراره من زمرة الشطار ولا يكونوا من الذين تعدوا مرحلة الشطارة إلى مرحلة الفهم العميق بعد ضحى الغد فيقول: الآن فهمتكم.!! فقطارالوطن فى حافة هاوية مظلمة، فالأولى أن يوقف هذا القطار قبل السقوط ولا يمكن الإنتظار لتحميل حمار المقاومة أسفاراً من الكلام الثقيل كالترتيب والبديل وهلم جرا... فلن يجدى الترتيب والبديل بعد السقوط ولو ركب لهذا الحمار ماكينة سرعة البرق. الكثير يطلق السؤوال المُحبٍط والمفخخ: من البديل؟. فالذى يردده إما من المُحبَطين المستائين الذين فقدوا الأمل أو من المثبطين المحبطِين المستفيدون من هذا النظام البائس التعيس. فكلاهما يقول (جنا تعرفه احسن مما بتعرفه) أو من سيأتى سيكون ألعن وأضل سبيلا. فكلا يسد ويكسر النفس المتفائلة برؤية السودان علما بين الدول التى يشار إليها بالبنان. كما أوضح الكثير من الكتاب الشرفاء أن البديل أو التغيير ليس المناط به تبديل الأوجه وإنما تبديل (بالحسنى) أو تغيير (بالرضا) أو خلع (بعافية الحق) لهذا النظام غير الشرعى أساسا. وليس كما فهم عمر البشير وصرح بعد جهجهة الثورات العربية أنه لن يترشح مجددا، ف 26 سنة كافية!! وأن من كوادر حزبه الشبابية سيكون جاهزا لتولى الرئاسة....(لا يا يزيد ويا عْمرِ ما كل يوم باااااامية!!! وإنت تكون الشايب العراب تواصل جغمستك فى البلد-ألعب غيرها)...فنحن نريد تغيير نظامكم الفاشل الذى جاء خلسة باليل وسرق (الوطن) بلأول شيئين كبيرين. أولا النظام الديمقراطى الذى يكفل الحرية والتعددية والتغيير من نفسه وثانيا سرقة السلطة من حكومة منتخبة شرعيا فى تعددية حزبية وحرية رأى وصحافة. ومن ثم توالت السرقات وظهر الفساد بغياب الديمقراطية والشفافية والحريات اللاتى سرقتموها. فهى كذلك متسخة وبالية عباءة نظامكم الشمولى بفعل ما أريكم الا ما أري وما أهديكم الا سبيل الرشاد وإنه لكبيركم الذى علمكم السحر. فقد أخذتم فرصتكم 23 عاما بالغصب عنا فأوقعتم البلاد فى جوف حفرة من فقر وجوع ومرض وجهل. أوهمتم الناس باحلام سراب البقيعة من مشروع حضارى وتنمية فلم ينعكس هذا على الشعب بل فقط على الطائفة التى من حولكم واستضعفتم الاخرين. فى تقليبى لقنوات التلفاز اوقفنى برنامج عن بولندا. ففى عام 1989 نفس عام إنقلاب الإنقاذ الخبيث إندلعت ثورة سلمية فى بولندا اطاحت بالنظام الشيوعى البائد الذى إستمر زهاء 40 عاما من الحكم الشمولى القميئ فغُير النظام الى نظام ديمقراطى صِرف. هل سأل الإمام البولندى من هو البديل؟ أم توكلوا على الله وأسسوا لدولتهم الديمقراطية!! الآن بولندا أى بعد 23 عاما إنداحت بين مصاف الدول الكبرى فقفذ ترتيبها مؤخرا فى الإقتصاد العالمى لتصبح الدولة رقم 20 فى العالم من حيث اكبر اقتصادات العالم. مساحة بولندا تقريبا تساوى 12% من مساحة السودان وعدد سكانها حوالى 39 مليون نسمة. أعمدة إقتصاد بولندا الزراعة والصناعة حيث يساهم هذا القطاع بأكثر من 50% من الدخل القومى يعمل 30% من السكان فى الزراعة و 60% من الأراضى تستخدم فى الزراعة حيث أهم المحاصيل القمح والحبوب الأخرى والخضروات والفواكه. هناك أيضا أنشطة إقتصادية أخرى كالثروة الحيوانية لا نريد الخوض فيها ولكن لا يوجد لديها بترول. وعن التعليم وباقى المقاييس الحضارية فحدث ولا حرج. ما يهمنا هو بعد 23 عاما من الحكم الديمقراطى الذى لم يؤاد ولم يعرقل (لاحظ نفس عمر حكومة الإنقاذ جاءت باغتصاب السلطة فنهبت اموال الشعب- الحكومة الرسالية صاحبة المشروع الحضاري والتنمية) نهضت بولندا بالديمقراطية التى لم تعرقل. هناك أمثلة دول أخرى لا يوجد لديها حتى موارد أو مصادر إقتصادية لكن لديها بشر و نظام ديمقراطى يكفل الحرية والكرامة والعدالة لهم كسنغافورة. فالذين على الاعراف ينظرون بدرجة قف تأمل إلى قباحة لظى الانقاذ ويجهلون التغيير نقول ان التغيير هو تغيير الإنقاذ لإنشاء نظام ديمقراطى، انظروا الى الانقاذ بعد 23 عاما وانظروا الى بولندا بعد 23 عاما. ففى البداية لا يهم من سيأتى بل المهم أن نتخذ الخطوة الأولى التى تكفل لنا أن نكون تحت ظل وطن به نظام نشعر فيه بأننا كلنا مواطنون فيه متساوون ولدينا الحرية والكرامة وكامل حقوقنا محفوظة بالرغم من إختلافنا. بلد لا يقال فيها حزب حاكم ولا شريكى الحكم ولا تقاسم الثروة والسلطة، فالخطوة الثانية بعد تغير النظام من سيحكم سيكون منتخب و فترة حكمه محدودة مراقبة بكل أعين الشعب فحرية الشعب والصحافة ستكون السُلطة الرابعة الحقيقة وليس كصحافتنا الآن التى أصبحت كالسْلَطَة بتقطيعها بسكين الرقابة وإنتقاء ما يمكن هضمه فى صحة فساد الحكومة. فالديمقراطية من ينتخب وينجز خيرا فعل ومن يفشل (بالشفافية ومن دون فساد) يأتى غيره. والعترة بتصلح المشية ولحد مانقيف. فامكاناتنا الاقتصادية أحسن من بولندا. بالتالى سنعرف قيمتنا كمواطنين ننتمى الى وطن نشعر بحبه من الأعماق لا فرق بيننا. فسيزيد عطائنا نبذل جهدنا لأن نرى سودانا فوق ولا هتاف لا للسلطة ولا هتاف لا للجاه، هتاف: سودانا فوق وبس. فهذا حلمنا البسيط: لوطن السودان وطننا عز وفخر للجميع ... وليس كأحلام سراب بقيعة الإنقاذ (أحلام زلووط الدولة الرسالية ودولة البدريين)...ولا للإنتظار يا الإمام حتى يمكننا رؤية البديل فى ضؤ الصباح، فتذكر أنك سترى بوضوح لا يشوبه دغمسة أن واطاة الوطن قد أصبحت أيضاً... فالكل يغنى على بولندآآآآه....آه.... (أكرمكم الله).....