عندما تطالعون هذا الكلام أكون بمشيئة الله في حورية البحر الأحمر المدينة التي أحب في “وطننا الباقي" بورتسودان، ضمن الرحلة السياحية الأولى التي نظمتها شركة إيوان للسياحة برعاية “السوداني"، لكنني لن أحيد عن ما عودتكم عليه من الكتابة في القضايا الاجتماعية والأسرية. *الرسالة الحزينة التي وصلتني عبر بريدي الالكتروني من القارئة “ب. ج" من ود مدني لم تخرج من نمط المشاكل المتكررة وسط الشابات لأنهن مهما تعلمن وتقلدن الوظائف فإنهن يجدن أنفسهن أمام الأمر الواقع الاجتماعي والأسري الذي يحكمنا جميعاً ولكنهن أكثر اضطراراً لقبوله على مضض. *القارئة “ب.ج" قالت في رسالتها الحزينة إنها في قمة اليأس بعد أن تكاثرت عليها الأحزان، فقد كانت قد جهزت من حر مالها بعض الأثاثات والمفروشات ولكن قطار الزواج جاء ليحمل شقيقتها الصغرى لعش الزوجية، ولأنها الكبيرة التي تحملت جانباً من مسؤولية الأسرة بعد إحالة والدها للتقاعد كان لا بد أيضاً من أن تتنازل عن أثاثها ومفروشاتها لأختها العروس. *قالت “ب" إنها ليست حزينة على الأثاث والمفروشات لأنها تستطيع شراء غيرها، ولكنها لم تعد تحتمل نظرات الأهل والجيران والأصدقاء والضيوف، لأنها بدأت تشعر بنوع من المقارنة غير العادلة بينها وبين أختها الصغيرة. *أضافت القارئة قائلة: عندما جاء أهل العريس لخطبة أختي الصغرى شعرت بهذه النظرات المتطفلة، أحسست بالوحشة والحسرة ولم أنم ليلتها بل فكرت في الانتحار ولكن لأن الانتحار حرام وأنه يعني اليأس من رحمة الله استغفرته وتراجعت عن هذه الفكرة الشيطانية. *بصراحة لم يكن الإحساس بالوحشة والغربة بسبب خطبة أختي الصغرى وإنما لأنه تزامن أيضاً مع زواج ابن عمي من ابنة خالي الذي رفضته أسرتي من قبل لأسباب عائلية لذلك خفت أن يفسر الناس عدم زواجه مني بعيب فيّ، بدأت أشعر بالغبن تجاه أبي الذي أحبه كثيراً فقد أصبحت أشعر بأنه لا يكاد يحس بمشاعري. *تختتم القارئة رسالتها قائلة: أكتب هذا لا للشكوى وإنما للفضفضفة التي لم أجد من حولي من يستمع إليها، لقد تحول الزواج إلى هاجس يقلق حياتي خاصة وأن العمر يمضي وقطار الزواج لا ينتظر؛ لذلك أنصح الآباء والأمهات وأولياء الأمور أن يفتحوا قلوبهم وأذهانهم للشباب وألا يقهروهم بمحاولة تفصيل حياتهم “على هواهم" هم وألا يعقدوا الأمور خاصة للبنات اللاتي لم يرزقهن الله ب"ابن الحلال" الذي يحملهن إلى “عش الزوجية". *باختصار أقول -والكلام ما زال للقارئة-: يسروا ولا تعسروا.