العصب السابع تقدُم..!! شمائل النور خبر الأمس يقول : إن تقدماً حدث بشأن توصيل المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، في الأصل لم يكن هناك من أسباب موضوعية تجعل الحكومة متمسكة بكل قوتها بعدم دخول كل المنظمات العاملة في المجال الإنساني، حتى لو كانت هناك منظمات تمارس عملاً استخباراتياً لا يمنع ذلك من السماح بالدخول للمنظمات غير المشتبه فيها.. آخر مسح مشترك بين الحكومة السودانية ومنظمات الأممالمتحدة كانت نتائجه ليست مطمئنة، رغم أن ظاهره لا يُشير إلى أزمة كبيرة في الوقت الراهن، إلا أن مجرد التوصية بتوفير مخزون طوارئ للاستجابة العاجلة لأية حالة يمكن أن تحدث من نقص غذاء، يُشير مباشرة إلى إمكانية وقوع كارثة في أقرب وقت، ما دامت المنطقة منطقة حرب متصاعدة ولا تُنبئ بحل قريب.. أيضاً كشف المسح الذي شمل أكثر من خمسين قرية بولاية جنوب كردفان أن هناك 13% من الأطفال بولاية جنوب كردفان معرضون لخطر سوء التغذية، بجانب انتشار بعض الأمراض. وكانت منظمة اليونسيف في وقت سابق تستغيث لتمويل عمليات انسانية في أفريقيا، نصيب السودان منها هو أكثر من "7" ملايين من الأطفال والنساء في مناطق النزاعات المشتعلة في أطراف السودان.. هذا الرقم يحتاج لتمويل حتى تصله المساعدات من لقمة عيش ومأوى وعلاج.. بجانب الحرب المشتعلة في مناطق متعددة فإن الأزمة الاقتصادية الطاحنة جعلت أن يكون هذا الرقم الكبير يحتاج لتمويل عمليات إنسانية، التقرير أشار لتراجع الإنتاج الزراعي، ومعلوم أن جنوب كردفان والنيل الأزرق خرجت من الإنتاج لهذا العام "عشان خاطر" الحروب. هي الحروب دائماً يدفع ثمنها هؤلاء العزل المساكين الذين في الأساس لو خُيّروا لم يكن ليختاروا الحرب بدلاً عن السلام ولا ذنب لهم في كل ما يفعله ساستهم،انها نتيجة فطرية لسياسة حُكام تقوم على فش الغبائن دون الوضع في الاعتبار انها لن يضيرها شيء من الحروب التي تشعلها، بل المواطن هو الذي يدفع كل الثمن جملة كان أو تجزئة.. ليقع مايقع من تشريد للأسر والأطفال والنساء، وفقر ومرض وموت وجوع.. لا أحد يريد تحمل وزره،مسؤولية من هذا الكم المهول من البشر الذين لا يجدون لقمة عيش ولا مأوى،كل هذه معطيات واقعية قد تزيد سوء يوما بعد يوم طالما انها تحت رحمة الحل السياسي العصي، لذلك ينبغي معالجة الواقع الإنساني بعيداً عن الواقع السياسي المعقّد، لأن الذي يدفع الثمن هو المواطن المسكين الذي لا حول له ولا قوة.. المزيد من المرونة من جانب الحكومة تجاه التعامل مع الملف الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق مطلوبة بشكل عاجل جداً، أرواح البشر لا تحتمل انتظار السياسة أن تجود لها بحل.. التيار