العصب السابع من يتحمّل..؟؟ شمائل النور خبر الأمس الذي أوردته تقارير منظمة اليونسيف حسب صحيفة \"الصحافة\" هو في الواقع جريمة تتكرر كل يوم في حق العُزّل وعلى رأسهم الأطفال، وإن كانت الإحصاءات تُجمل الجريمة في رقم نهائي فلكي إلا أنها جرائم تُرتكب بشكل يومي وربما أكثر من مرة في اليوم الوحد.. منظمة اليونسيف تستغيث لتمويل عمليات إنسانية في أفريقيا، نصيب السودان منها هو أكثر من \"7\" ملايين من الأطفال والنساء في مناطق النزاعات المشتعلة في أطراف السودان..هذا الرقم يحتاج إلى تمويل حتى تصله المساعدات من لقمة عيش ومأوى وعلاج. وكان تقرير اليونسيف عام 2010 كشف عن \"300\" مليون طفل حياتهم معرضة للخطر.. بجانب الحرب المشتعلة في مناطق متعددة، فإن الأزمة الاقتصادية الطاحنة جعلت هذا الرقم الكبير يحتاج إلى تمويل عمليات إنسانية، التقرير أشار إلى تراجع الإنتاج الزراعي، ومعلوم أن جنوب كردفان والنيل الأزرق خرجت من الإنتاج لهذا العام \"عشان خاطر\" الحروب. شهر سبتمبر الفائت أطلقت اليونيسيف تحذيرًا من مصير بائس ينتظر الآلاف من أطفال السودان بسبب الحروب وانعدام السلام في كثير من ولاياته المختلفة. وأنهم بحاجة إلى الغذاء والصحة والتعليم، ضف إلى ذلك مشكلات سوء التغذية والافتقار إلى الرعاية الصحية والتعليم، هذا بجانب التهديدات من الصراعات العنيفة التي تشكل حقيقة واقعة بالنسبة للكثيرين.. تضاعف الرقم من آلاف إلى ملايين وتتصاعد النداءات والإنذارات.. الحروب دائماً يدفع ثمنها هؤلاء العزل المساكين الذين في الأساس لو خُيّروا لم يكن ليختاروا الحرب بدلاً عن السلام، ولا ذنب لهم في كل ما يعوسه ساستهم، إنها نتيجة فطرية لسياسة حُكام تقوم على فش الغبائن دون الوضع في الإعتبار أنها لن يضيرها شيء من الحروب التي تشعلها، بل المواطن هو الذي يدفع كل الثمن جملة كان أو تجزئة.. وأصبح من المعقولات في السودان باعتباره بلداً كارثياً كُتب عليه ديمومة الحروب، أصبح على المواطن أن يتحمل عنوة تخبط ساسته وعتههم، بل هذا بات من صميم واجبه الوطني والديني، نعم واجب المواطن أولاً أن يتحمل أعباء أخطاء حكوماته، وكل من يلفظ كلمة حرب ويجهر بذلك أُعتبر عميلاً للطرف الآخر من الحرب، وانتقصت وطنيته بل قد يتعدى إلى أكثر من ذلك. ألم يكتفوا.. السودان احتمل حرباً تاريخية أقعدته دون العالمين.. والنتيجة المفضوحة بعد طول عنت ومشقة خسران مبين، أفضت إلى تشظي الوطن، تشظيه لأجل السلام ولا سلام.. أي ظلم هذا أن تدفع بروحك ثمناً.. تشريد للأسر والأطفال والنساء، فقر ومرض وموت وجوع لا أحد يريد تحمل وزره، مسؤولية من هذا الكم المهول من البشر الذين لا يجدون لقمة عيش ولا مأوى.. قد يُكذب بعضهم هذه التقارير طالما أن مصدرها منظمات، لكن هناك أزمة إنسانية تقترب من الهاوية، الإقرار بها ومواجهتها أفضل من إنكارها أو غض الطرف عنها عمداً. التيار