/ عباس خضر لاوجه للمقارنة البتة ولايجب أن نعقد أي مقارنة بين عظماء وطنيي السودان الأزهري والمحجوب كمثال لهم فقد تلاقت قمم يا مرحى فكيف نقاربهم بالمقارنة مع هؤلاء الأوباش الجدد المستعمرين وعاملين مستعربين. هم أولئك الملائكة الطاهرين وهؤلاء كهولاكو التتري اللعين أؤلئك أتوا بسلاسة وهؤلاء وقعوا كالواقعة. هم الأُبوة وهؤلاء مدعي قوة، أؤلئك أحبوا الوطن وهؤلاء أحبوا الثروة والسلطة وإدمان المحن. أؤلئك قمة في التواضع وهؤلاء قمة في التكبر والتعالي. فلايمكن وبأي حال من الأحوال أن نقارن التريث بالتعجل ، والتعقل والرشد بالتفلت والحمق،والتماسك العام بالتفكك للصالح العام، ونقارن البناء والبقاء بالهدم والفناء أؤلئك قمة وهؤلاء غٌمة. أؤلئك كانوا نعمة وهؤلاء نقمة. هم كانوا نسمة وبسمة وحكمة وهؤلاء كتمة وتوحش وتهور وكشرة ومصيبة ، ونزلوا كالنازلة على نافوخ وصدر الشعب الممكون الصابر. فكما ترون لا يوجد أدنى شبه بينهما إطلاقاً والمسافة بينهما كما بين الثرى والثريا أو مثل تلك التي ما بين الزهرة و سهيل لاعلاقة وطيدة تربطهما ولا قاسم مشترك يجمعهم ولا وثاق أو خيط رفيع أو مجرد شعرة تشد بينهما فهي شامية وسهيل كما تعلمون يماني فالعمرك كيف يلتقيان!؟ ما بين الوطنيين القدماء والإنقاذيين البون شاسع بعيد المدى والمسافة طويلة جداً جدا ولايستطيعون قطعها أو تقليصها بسهولة ولو إمتطوا براقاً بسرعة البرق. فالتربية الوطنية وحب الوطن ومعامل (الكوؤفيشن) للوازع الوطني عندهم كان كبيراً وهؤلاء لاوازع وطني يثنيهم ويمنعهم عن تمزيق الوطن وإرتكاب المآسي والمجازر ويلجمهم ويوقفهم عند حدهم. والوازع الديني كان عندهم فطري ونقي وبمقائيس فريدة عالية الجودة عميقة التغلغل في وجدانهم والنفوس الكبيرة والمروءة والشهامة تربية أصيلة ووفيرة والهمة في القمة وقوة الشكيمة عندهم لاتنافس ولاتبارى. كانوا يعملون للصالح العام والرجولة عندهم كانت رجولة فلايطعنون العاملين في الظهرللصالح العام. كان الناس سوسية كأسنان المشط فصارت الأسنان بإنقاذ المنقذين هؤلاء مترمة مخرمة ومنخورة وزقزاق ومكسورة ومقلوعة. وكانوا كرماء طائيين ككل السودانيين وليسوا طلاب مال وسلطة وجاه فقد كانت فعلاً هي لله.. هي لله ،فهم يخافونه ويتقونه حق تقاة ولايعلنونها صراخاً وعويلا فالتقوى هاهنا وتظهر في المعاملة فالدين المعاملة ، وأصبحت مع هؤلاء ليست لله بل نعم للسلطة نعم للجاه. فلؤلئك السودان مليون ميل مربع ولهؤلاء صارجزئين وما معروف كم كيلومتر مربع حتى اليوم. فكانت الحدود لأؤلئك ولكل الشعب محددة ومعروفة واليوم يبحثون عن بروفة. كان لهم الشعب واحد ومنقو قل لاعاش من يفصلنا فتجزأ وتقسم مع هؤلاء لشعبين وحكومتين كقطبي مغناطيس متشابهين متنافرين في حالة حرب دائمة. أؤلئك كانوا وطنيين وهؤلاء أونطجيين ، أؤلئك متدينيين وهؤلاء متلعبثين، أؤلئك كانوا ذوي عفة وأنفة وأخلاق وهؤلاء ذوي خفة ولهفة ورجفة وإشفاق وهل تقارن المروءة والشهامة بالدناءة والخساسة!؟لا وألف لا.