إن العلم نور ... والعلم يرفع بيتا ﻻ عماد له ..... والجهل يهدم بيت العز والشرف ... والإنسان مطالب بالتعلم والتعليم من ( المحبرة ) إلى ( المقبرة ) فضلا على أن الله ميزه بالعقل على سائر مخلوقاته الأرضية و السماوية ( في ما عدا الملائكة ) الذين هم في طاعة دائمة لله تعالى ... فلا يعصون الله تعالى أبدا ... وأول من نزل من القرءان على رسولنا صلى الله عليه وسلم ؛ آية العلم : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " ... وعلينا أن ننهل العلم ... وحصد كافة الألقاب العلمية إلى أقصى درجة ....حتى ولو تكررت الألقاب العلمية من نفس النوع في أطروحات متعددة ... وبالطبع ﻻ حسد في العلم وحصاد كافة ألقابه ...ودرجة الدكتوراة واحدة من هذه الألقاب العلمية ؛ إنتشرت في عالمنا الحديث في كل أرجاء المعمورة ، وأصبح الكل يرنو إليها ويتغشاها عشية وضحاها ... ويتمني نفسه بالحصول عليها فلا إستثناء لطائفة دون غيرها ... فأصبحت مرغوبة عند العرب والعجم ...والمسلمين والكافرين ... والشرقيين الغربيين ...وناس العالم الصاعد والعالم النامي ... وإن كان منشؤها بدءا في أوروبا ... حيث كانت هذه ( الدكتوراة ) كدرجة لمن كان بارعا في اللاهوت والشريعة ... ثم توزعت بعد ذلك على العلوم الأخرى بعد أن إنتشرت في الولاياتالمتحدة إبان الغزو الإنجليزي لها وخاصة في جامعات مثل : هارفارد ، ويائيل ، وميتشيكن ... ثم إنتشرت بعد ذلك في عالمنا الثالث .... كأحد دواعي مجارات الغرب ... وفي ذلك يشير العلامة الشيخ ( بكر أبو زيد ) السعودي الجنسية والحاصل على هذه ( الدكتوراة ) وقد توفي العام الفائت 1433 ه ( يرحمه الله ) فقال في كتابه ( المجموعة العلمية ) الصادر من ( دار العاصمة للنشر والتوزيع بالرياض السعودية ) : ( وقد كفانا العلماء - رحمهم الله تعالى - قديما وحديثا بيان حكم الإسلام في التشبه بأعداء الله ومجاراتهم في أنواع السلوك والتصرف ، المعروف بلسان العصر ( التغريب ) والذي هو نزعة ثقافية يتطلع من خلالها الشرقيون بكل إعجاب إلى دول الغرب كمثال يحتذى به في جميع مجالات الحياة ) .... ثم أعاب المؤلف كل الذين يقدمون أسماءهم في محراتهم تصريحا بلفظ ( الدكتور ) أو رمزا إليه بحرف ( د ) ، ويتلفظون به عند التعريف بأشخاصهم فقال : ( وما هذا إلا من الذوق الهالك ) ... إذا السعي للحصول على هذه ( الدكتوراة ) ﻻ حرج فيها ، وإن كان مجاراة للعصر والتقليد الغربي ، ولكن العيب هو المباهاة والمفاخرة بها ...فديننا ينهانا عن ذلك ، وكل أشكال الأبهة والعظمة ، حتى في التكلم والتكلف واللباس ...ولذلك ﻻ حاجة أبدا لقولنا دكتور فلان ... أو بروف فلان ... أو خلافهما كالرتب العسكرية الرائد فلان ... أو العقيد فلان ... أو الفريق فلان ... والغريب أن إخواننا العسكريين أحيانا يبالغون فيقولون : ( دكتور / عقيد / مهندس ) !!!!! وفي تاريخ عالمنا الإسلامي ألقاب علمية لم يكتب لها الإنتشار ، وذلك مثل البلدي والمستورد عندنا ، فمن هذه الألقاب : العلامة ، والفقيه ... وكره بعضنا أن نقول : ( شيخ الإسلام ) والصواب ( شيخ في الإسلام ) ... وكره آخرون لقب ( سيد الوزراء ) لأن الله تعالى سمى في القرءان ( هارون عليه السلام وزيرا ) ... كما أن الحبيب صلى الله عليه وسلم قال : ( وزيري من أهل اﻷسماء جبريل وميكائيل ... ومن أهل الأرض أبو بكر وعمر ) ... إن لفظ ( دكتور ) أو رمزه ( د ) إن كان لابد منه فالأولى صاحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فيكون عندنا دكتور خالد بن الوليد ، دكتور حمزة بن عبد المطلب ، ودكتور الزبير بن العوام ( في الجهاد ) ... ودكتور أبو هريرة ، ودكتور عبد الله بن عمر ، ودكتورة عائشة ( في الحديث ) ... ودكتور عبد الله بن عباس ، ودكتور عبد الله بن مسعود ( في التفسير ) ... ودكتور حذيفة ، ودكتور أبو عبيدة ( في الأمن والمعلومات ) ... ويمكن أن تكون لدينا ألقابا أعلى ، فنقول بروف أبو بكر ، وبروف الفاروق عمر ، وبروف ذو النورين عثمان ، وبروف علي الكرار !!!!! إن الأسلم للسابقين واللاحقين أن ندعوهم ﻵبائهم كما أمر الله تعالى .. و ﻻ داعي لهذه التعقيدات فنقول : أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، والزبير بن العوام ، وعبد الله بن عباس ، وعائشة بنت أبو بكر رضي الله عنهم أجمعين ... وبالتالي ﻻ يصح إلا الصحيح فنقول لأصحاب الدرجات العلمية : بكر أبو زيد ، ومحمد أحمد ، وبكري الصادق ، وفاطمة طالب ... وبلاش تعقيدات ... ولنحتفظ بدرجاتنا العلمية في حقائبنا وقلوبنا ... ولن نفلح إلا بما يرضي الله تعالى ...