له موسي في السوق الشعبي ام درمان وبينما نحن جالسون نحتسي الشاي في قهوة السيدة زينب بالترحيلات جاء احد الاشخاص وطلب من زينب مبلغ خمسة جنيهات وجمع منها عدد نصف دستة من الكراسي كانت موجودة بالمحل ،دفعت زينب المبلغ وفي الحلق غصة وظهرت عليها علامات الغضب والتبرم وعدم الارتياح ،سألتها عن سبب عدم ارتياحها ،فقالت لي بحسرة :ان هذا الشخص الذي ذهب وأخذ معه الكراسي والمبلغ المالي هو تابع لمحلية ام درمان وتقوم المحلية بفرض علي كل ستات الشاي بالسوق الشعبي مبلغ خمسة جنيهات يومياً مقابل عدد ستة كرسي ويأتي العامل في المساء ليأخذ الكراسي والخمسة الجنيهات ومن ثم يحضرها في اليوم التالي،واضافت زينب بان كل ستات الشاي بالسوق غير محتاجات لهذه الكراسي وغير راضيات بالامر لان لا احد من الزبائن يجلس علي هذه الكراسي وبل يجلسون علي البنابر فقط ولكن مفروضة عليهن قسراً من قبل المحلية واذا لم تستجبن علي اوامر المحلية ستقطع ارزاقهن ويتم إيقافهن عن العمل بالسوق الشعبي واضافت ايضا بان الشخص المفوض بتحصيل المال وجمع الكراسي لديه حق اتخاذ الوسائل التأديبية بمصادرة معدات ستات الشاي من بنابر وكفتيرات وغيرها ،كل الحضور تعاطفوا معها بعد خلصت زينب من سرد مظلمتها ،وما زال العامل بجوارنا يجمع من ستات الشاي الاخريات كما فعل مع زينب ، اتجهت إليه ودردشت معه بعد تظاهرت عليه بإعجابي بالمشروع والفكرة وتحصلت علي معلومات مفيدة ذات صلة بالموضوع ،قال لي العامل وهو قريب صاحب المشروع: بان المشروع اساساً تابع لمحلية امد رمان وقامت المحلية بارساء عطاء ووقع العطاء علي شخص يدعي محمد احمد نور بمبلغ 22 الف جنيه لمدة عام كامل وهذا الشخص هو صاحب العديد من الحمامات بالسوق الشعبي ،ومن ثم قام مالك المشروع بإستئجاره لابن عمه ويدعي كاروري محمد نور بمقابل 8الف جنيه في الشهر وبموجب هذا العطاء وعقد الإيجار المبرم بين السيد/ محمد احمد نور وابن عمه الكاروري محمد نور يقوم هذا العامل بجمع الجبايات من ستات الشاي ويمارس كل انواع الترهيب والتخويف والوعيد اذا رفضت اي واحدة منهن الالتزام بالامر.فهذا يعتبر نهب منظم ومنهجي ولا اعتقد بان المحلية بحاجة لمثل هذه المشاريع الوهمية التي لا تسمن ولا تغن من جوع ،وارجح ان بعض اصحاب النفوذ والاداريين في المحليات هم وراء هذه المشاريع الوهمية بنهب اموال البسطاء والمستضعفين باستخدام نفوذهم وسلطتهم لتمرير مثل هذه الامور،ففي المحليات وبعض المؤسسات يصطدم الشخص احيانا ً بإجراءات وممارسات وهمية وتأخذ الطابع الرسمي والمؤسسي ولكن في حقيقتها عمليات نهب منظمة وممنهجة تمارس داخل وبأسم هذه المؤسسات ،والمواطن المغلوب علي امره يساهم بشكل كبير في تمريرمثل هذه الامور بعدم إلمامه بالثقافة القانونية او خوفه من الاصطدام بإمبراطوريات الفساد ،وعليه نرجو من محلية ام درمان ووادارة السوق الشعبي توضيح للناس هل هذا المشروع رسمي ام وهمي؟ ،وان كان مشروعاً رسمياً وتلك هي سياسات المحلية فعليها ان تلجأ الي فرض الجبايات بشكل مباشر علي هؤلاء المستضعفات من دون اتباع الطرق الملتوية عن طريق توزيع عدد ستة كراسي بمقابل خمسة جنيهات .