مجرد كلام – شايف الكُبري دااااك !!!!؟ محمد الخير حامد [email protected] حكى لي أحد اﻷصدقاء طُرفة جميلة جداً ، تقول الطرفة بأن هناك صديقان كانا دفعة واحدة في الجامعة و تخرجا من الهندسة ، تقابﻼ بعد فراق امتد عدة سنوات ، وعندما تقابﻼ كان حال اﻷول ميسوراً و يمتلك عربة و منزﻻً و وضعه اﻻقتصادي معقوﻻً الى حد كبير ، أما الثاني فقد كان حاله ( كحيان و تعبان جداً – على الحديدة يعني ) و تبدو عليه أثار الفقر و الضياع .. سأل الصديق الثاني صديقه اﻷول مستغرباً عن كيفية وصوله الى هذه المكانة اﻻجتماعية و اﻻقتصادية وبالتالي كيفية جمع هذه اﻷموال ؟ .. فرد اﻷول معيِّراً له و ﻻئماً على مثالياته و تشبثه باﻷخﻼق و المثل القديمة ، و قال : " شايف الكُبري داك ؟" .. فرد الصديق الثاني : بنعم .. فقال اﻷول : " شُفت انا بعمل كيف يا حبيب ..!! سيخة هناك .. و سيخة هنا .. و طن اسمنت هناك و طن هنا " .. و أشار إلى جيبه .. مرت سنوات .. و إلتقيا مرة أخرى ، فوجد اﻷول أن حال الثاني قد تغير كلياً فأصبح من أصحاب الفارهات و الفلل و الشركات و عضواً في عدة مجالس إدارات لمؤسسات كبرى و بنوك .. فسأله مستغرباً : " عملت شنو إنت يازول و جبت الحاجات الكبيرة دي من وين و متين بقيت من الجماعة الكبار ؟ " .. رد الثاني " شُفت الكبري دااااااااك ؟" .. نظر اﻷول و لم ير شيئاً ، و رد مستغرباً : " وينو الكبري البتقول عليه يا زول ؟ " .. فقال اﻷول " ما كل الكبري هنا " ... و أشار الى جيبه .. بالرغم من أن ما ذكرته أعلاه يمثل طُرفة ليس إلا لكن تفاصيلها تكاد تكون متطابقة مع واقعنا اليوم لدرجة كبيرة فالفساد استشرى في البلاد و أصبحنا كل يوم نقرأ خبرا جديدا عن اختلاسات بأرقام فلكية و متكررة . و اﻵن علينا أن ننظر حولنا ، نتفحص و نتابع .. كم هي المشروعات التي كانت مثل " كُبرى صديقنا اﻷول " و علينا أن " ننحت مُخنا " لنتكهن كذلك بعدد و مبالغ المشروعات الضائعة و التي كانت مثل " كَباري صديقنا الثاني " ﻷننا لن نجدها قطعاً على أرض الواقع .. كما علينا أن نتساءل أيضاً مَن منا أو مَن معارفنا و أصدقائنا مثَّل دور الصديق اﻷول و مَن هو الثاني ؟ .. مقطع: نيلك الشامخ و راسخ باقي تاريخ ناصع جميل البساطة .. العزة .. الشموخ .. الكرم .. و الوعد النبيل الوداعة .. الشوق .. و الحنين .. مقرن النيلين و الخليل شوقنا ليك دائماً بجيبنا .. و شان نصللك كيف السبيل ؟؟