شاهدت عبر تلفاز ام درمان الفضائي امس وعلى برنامج عزيز السودان(تحية واحترامها) الشرق القادم والذي كان بعنوان ( التخطيط العمراني في البحر الاحمر المشاكل والحلول) وكان الضيف المهندس هاشم طاهر وكان من المتداخلين استاذي جعفر بامكار ودكتور طه بدوي،والذين تحدثوا عن التنمية المقلوبة،والامراض المستوطنة في الولاية،وسؤ التغذية،وسؤ التخطيط،وكما تحدثوا بان هناك تنفيذ بلا تخطيط،وعدم الاهتمام بالاولويات والاهتمام بالثانويات،وهذه المرة الثالثة اتحدث فيها عن مياه بورتسودان وذلك للاهمية بمكان وخاصة ان المدينة سوف ينطبق عليها المقولة القديمة(بورتسودان سوف تتخرب،وسوكن سوف تتعمر)فالمياه هي مصدر الحياة،قال تعالي(وجعلنا من المياه كلشيء حي)،على المسؤلين في ولاية البحر الاحمر ان يحسنوا التعامل مع هذه الظروف الحالكة التي يعيشها مواطني المدينة التي اصبحت(تكون اولا تكون)بعد ان شبهها العديد من المسؤلين(بدبي السودان،وشنغهاي السودان)ولكن لم تعد تلك التسميات الا عبارة عن اوهام واحلام في مخيلة مواطني بورتسودان التي غادروها عندما جعلت الانقاذ الخرطوم درة المدن،وانهت او قتلت جميع مقومات الحياة في الولايات الاخري. الاحلام لا تحقق الا عبر العمل الدؤب والمتواصل والنية الخالصة من اجل ان الوصول الى اهدافنا التي طال انتظارها،واصبحت داخل جدل المصالح والمنافع لدى السلطان،واهداف النخب، فالمواطن المسكين هو المتضرر،من اجل ان تحصل الاسر على مياه نجدهم يقومون بحفر ابار،مع العلم ان تلك الابار متصلة مع مياه الصرف الصحي،لذا نجد النتيجة هي امراض وكوارث للمواطن. عدنا الى الايام الخوالي عندما كنا نسهر اليالي وننتظر الايام الطوال من اجل نحصل على (جردل) موية،اما الان فلا خرير ولا ازير،بل اصبحنا نشرب(كدراَ وطيناَ) ومنذ عام 2008م وحتى الان نحن ننتظر الوعود تلو الوعود سواء اكانت من الحكومة الاتحادية او حكومة الولاية التي همها الاول ديمغولوجية الشعارات كماهو ايصال المياه من نهر عطبرة،ولكن يظهر بان مصالح ساسة المركز ضد هذه الاولويات وبخاصة اولويات ولاية البحر الاحمر( نكون او لانكون) ... د. احمد محمد عثمان ادريس