كلنا يعلم إن الحسد آفة خطيرة ومرض خبيث يصيب الإنسان وهو من الأمراض المعنوية التي إن أصابت الإنسان فانه يخسر الدنيا والآخرة وكما تعبر الروايات الشريفة بذلك منها ما ورد عن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام حيث يقول (لله درُّ الحسد !.. حيث بدأ بصاحبه فقتله ( ورسول الله صلى الله عليه واله وسلم يحذر دائما من الحسد ويقول ( إياكم والحسد فان الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) ، ولا يخفى عليكم أحبتي مدلول هذا الحديث الشريف حيث إن الحاسد يأتي يوم القيامة وليس في كتابه وصحيفة أعماله شيء من الحسنات التي عملها في الدنيا لأنها حبطت وأُكلت بسبب حسده للآخرين ، وبطبيعة الحال وكما هو واضح فإن تحذير الرسول الأكرم صلوات الله عليه واله عام للجميع ومنهم العلماء ، ولا يخفى أيضا أن هذه الآفة إن وصلت إلى العلماء فان خطورتها على الدين والإسلام أعظم ، ولا أدري كيف يسمي نفسه عالما وطالبا لمرضاة الله تعالى وسائرا في طريق طلب العلم من أجل الله تعالى وهو مبتلى بهذا المرض الخطير فيحسد الآخرين ممن يشعر بأنه ينافسه أو ممكن يعلو عليه مرتبة في العلم ، فهل خفيت عليه آيات الله سبحانه وأحاديث رسوله وأهل البيت الكرام الدالة والمشيرة إلى ضرورة التخلي عن قبائح الصفات والأفعال وتنقية القلب والنفس من الأمراض والآفات ومنها آفة الحسد ، ومن هنا فان ما وقع على السيد الحسني الصرخي من مؤامرات ومصائب كان سببها الأول والرئيس هو حسد الآخرين له بسبب ما أنعم الله عليه من نعمة العلم والتي أظهرها سماحة السيد الحسني دام ظله المبارك بتصديه وإصداره البحوث العلمية والفكرية لكشف الجهل وأصحابه المنافقين ودفع شبهات المخالفين والمعاندين وفضح مؤامرات أعداء الدين من المتآمرين على شريعة سيد المرسلين صلوات الله عليه وعلى آل بيته الطاهرين ( وأنا هنا لست في صدد بيان البحوث التي أصدرها سماحة السيد الحسني ومن شاء الاطلاع عليها ومعرفتها فليطلبها من محلها وتجدونها على الموقع الالكتروني والصفحة الرسمية للمركز الإعلامي لسماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني دام ظله المبارك ) ، والمفروض أن هذه النعم التي أنعمها الله تعالى على هذا العبد المؤمن التقي المخلص السيد الصرخي الحسني تكون دافعا للآخرين ومحفزا لهم للسير في طريق الله تعالى وعقد العزم والهمة لنيل رضاه سبحانه وخدمة أمة الإسلام والتضرع إليه جل وعلا أن يرزقهم كما رزق السيد الحسني لا أن يحيكوا له المؤامرات والدسائس لكي يقضوا عليه وعلى مشروعه العلمي الاجتماعي الإصلاحي الإلهي ، يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ ) ، وأتصور انه لا تخفى عليكم حجم المؤامرات التي حيكت ضد هذا الرجل ، وهذا كله ناشئ من الحسد الآفة الخطيرة بالإضافة إلى الأمراض القلبية الأخرى من كبر وعجب وغرور وحب الدنيا والواجهة والأموال وغيرها من رذائل الأخلاق التي المفروض أن الإنسان وخصوصا السائر في طريق العلم أن يترفع عنها لا أن يتميز بها ، وأين هم من قصص القرآن الكريم التي تشير إلى سوء عاقبة الحسد ومنها على سبيل المثال ما فعله قابيل بأخيه هابيل حين حسده على أمر معنوي وليس مادي وهو تقبل الله تبارك وتعالى من هابيل وتقريبه إليه سبحانه لمعرفته بإخلاصه وحسن نيته وعدم تقبله لقربان قابيل لنفس السبب فأدى به الحسد إلى قتل أخيه وما تبع ذلك من الخسران الأبدي ، ومن هنا أوجه النداء للجميع من علماء وغيرهم وأقول لهم أعزائي إن كنتم فعلا تريدون النجاة وتسعون لمرضاة الله تعالى والقرب منه سبحانه وترجون ثوابه وجنته ورفقة أوليائه الصالحين فعليكم ترك كل ما يبعدكم من ذلك والسعي لمحوه ومحو آثاره من نفوسكم وقلوبكم بالتوبة الخالصة والندم الحقيقي والاعتذار إلى الله سبحانه وتعالى أولاً والى رسوله وأهل بيته صلوات الله عليهم ثانياً والى كل من تأذى بسبب حسدكم ومنهم السيد الحسني دام ظله ثالثا ، ومراقبة النفس دائما وأبدا حتى لاتقعوا فيما وقعتم به من قبل ، وأنصح نفسي والجميع بأن نجعل مرضاة الله تعالى والإنصاف نصب أعيننا وندعوه سبحانه بان لا يجعلنا عرضة للشيطان فنظلم أولياء الله من غير وجه حق ولنتقِ الله ربنا فيمن أنعم الله عليهم بنعمة العلم والأخلاق الفاضلة ولا نحسدهم فيما آتاهم الله من فضله . د. علي الواسطي - - - - - - - - - - - - - - - - - تم إضافة المرفق التالي :