بدلا أن نلاحق الفاسدين والمفسدين والفقر والعوز نلاحق بنت أو إمرأة لا ترتدي طرحة أو ترتدي بنطلونا ! هذا ليس أمرا بالمعروف , لأن الحكومة الفاشلة أخر من يتحدث عن المعروف والمنكر . ما الذي سوف يسببه بنطلون أو طرحة لنا كمواطنين أو للدولة بشكل عام ! لا أظن بأن المرأة التي تطلق شعرها سوف تسبب الحرب في دارفور أو أي منطقة أخرى من هذه البلاد الكبيرة والتي تعاني من ألف مشكلة ومشكلة غير بنت يعتقد مرضى نفسيون بأنها عارية . والبنت التي لا ترتدي طرحة لا تعجل بهجرة الشباب إتقاء فتنتها . دار المايقوما تشهد بأن عشرات الألوف من الصبايا قد خلعن ملابسهن لينجبن أطفال يأكلهم الكلاب في شوارع وأزقة الخرطوم كل يوم . الأخلاق لا تنشر بالقوة والقهر والظلم والتعسف , الأخلاق تنشر بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة .. لو كان الشعب حرا ولو حصل الشعب على كل الحقوق ولو حلت الحكومة كل المشاكل عندها فقط سوف يكون الإنسان ذو قيم أخلاقية قوية وسامية .. وسوف يسألني أحدهم وماذا عن الدين وعن الشرع ؟ الرسول عليه الصلاة والسلام قال : بأنه جاء ليتمم مكارم الأخلاق . ولماذا فرض الحجاب ؟ فرض الحجاب حتى لا يطمع الذين في قلوبهم مرض بمعاكسة أو إزعاج المرأة المسلمة لأنه رأى ما أثاره . ليس كل الرجال يتصرفون بشكل سيء إذا مرت بهم إمرأة لا تغطي شعرها , فقط الذين في قلوبهم مرض . من هم الذين في قلوبهم مرض ؟ إنهم الذين يتحرشون بالنساء سواء كانت سافرة أو ترتدي النقاب وحتى الأطفال يتم التحرش بهم . بالنسبة لي بنت جميلة ترتدي الحجاب أشد جمالا من بنت تترك شعرها حرا ( الحسن أسفر بالحجاب ) نحن شعوب وقبائل ونحن نختلف في فهمنا للأخلاق . في بعض الأسر السودانية عدم تغطية الرأس أمر عادي ولا يعني بأن البنت خرجت عن الصراط المستقيم , و النساء في عهد ليس بعيد كن لا يرتدين غطاء الرأس وكانت سيقانهن عارية ولم يكن هناك من يزعجهن . في بعض القبائل الأفريقية يرقص الرجال والنساء حفاة وعراة وإذا إنتصب قضيب رجل منهم يعتبر رجلا شريرا وخائنا . في الجنة كان أبونا أدم وأمنا حواء عاريين ولم ينتبها لذلك ! لماذا ؟ لأنهم قبل الخطيئة كانوا أبرياء وفي قمة النقاء وعندما عصى أدم ربه إنتبها لعورتهما وأخذا يغطيانها بصفق الشجر . لهذا الأطفال لا يكترثون بعوراتهم , ترى الطفل يركض ويلعب وهو لا يرتدي إلا ( فانيلة ) وعندما ينتبه الطفل لعورته هذا يعني بأنه نضج ولو قليلا . في يوم القيامة سوف يقف الناس عراة هذا ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام للسيدة عائشة رضي الله عنها . وعندما أبدت دهشتها وربما تخوفها . قال لها الرسول عليه الصلاة والسلام : الناس من شدة هول ذلك اليوم لا يكترثون لعورات بعضهم .. الحكومة التي تطارد عورات النساء لا بريئة ولا طاهرة بل هي شريرة . أنصح حكومتي الرشيدة بمطاردة الفاسدين وأن تحاسبهم وإلا حاسبهم الله يوم القيامة حسابا صعبا لأن حقوق الناس لا يغفرها إلا الناس ولا أظنهم سوف يفعلون ..