بسم الله الرحمن الرحيم يبدو أن الجنرال السوداني الهارب من العدالة عمر البشير لم يعد يملك إلآ القليل المتبقي من تلك الصورة القوية التي رسمها لنفسه قبل صدور قرار اعتقاله من قبل المحكمة الجنائية الدولية بمدينة لاهاي في مارس 2009 ، فالرجل بات يعيش " حالة من العزلة التامة والخوف المستمر " منذ صدور أمر الإعتقال بحقه ، وأنه حصر تحركاته إلى حدها الأدنى وقلّص دائرة الأشخاص الذين يتعاطى معهم ... كما أنه أيضا ومنذ صدور أمر الإعتقال لم يطلب البشير تأشيرة دخول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لحضور جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة ... غير أن هذا الجنرال الذي هرب في ظلمات الليل من العاصمة النيجيرية قبل ثلاثة أشهر من تأريخ هذا المقال خوفا من القاء القبض عليه ، قدم طلباً للحصول على تأشيرة دخول لأمريكا حسب خبر ل (رويترز) - حيث اعلنت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين 16/9/2013 أن الجنرال السوداني عمر حسن البشير تقدم بطلب للحصول على تأشيرة لدخول الولاياتالمتحدة لحضور افتتاح اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك ، مضيفة انه يتعين عليه عدم القيام بهذه الرحلة لانه متهم بجرائم حرب . وقالت ماري هارف المتحدثة باسم الخارجية الامريكية ان واشنطن تلقت طلب البشير لحضور اجتماع الجمعية العامة الا اننا نندد باي جهد من جانبه لاتمام ذلك . وامتنعت عن التعقيب عما اذا سيمنح تأشيرة لكنها قالت انه يتعين على البشير قبل ان يتوجه الى مقر الاممالمتحدة ان يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي التي اعلنت لائحة الاتهام بحقه . يبدو أنّ البشير بطلبه هذا يريد اختبار مدى جدية أمريكا في تطبيق أمر اعتقاله الصادر قبل أربع سنوات ، أو أنه ربما يعتقد خطأً أن المجتمع الدولي المنشغل حاليا بالكيماوي السوري قد نسي جرائمه التي لا يتساوى فيها معه ديكتاتور آخر في دنيا البشرية إلآ المقبور عليه ( ادولف هتلر ) . ومهما تكن نية البشير من هذه الخطوة ، فإنه يغفل شيئا مهما وهو أن المجتمع الدولي لا يمكن له أن يغض النظر عن تلك الجريمة الفحشاء الشنعاء التي ارتكبها ضد مواطنيه في السودان ويسمح له بحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة . كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكن لها أن تمنح تأشيرة دخول لأراضيها لأشخاص تطاردهم محكمة الجنائية الدولية . إن العالم أجمع ، كان على انتظار أن يتقدم الجنرال الراقص بطلب للحصول على تأشيرة لدخول الأراضي الهولندية للإجابة على التهم الموجهة إليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية بإرتكابه جرائما تدخل ضمن اختصاصها المكاني والزماني .. أما وأنه ، وبالرغم من جرائمه البشعة قد طلب الحج إلى أمريكا ، فهذا يعني ان هذا الديكتاتور الغبي ، يتعامل مع الموضوع ، على أنه مجرد صداع عابر . إنه فعلا طلب مضحك ومبك وغبي ... هذا الجنرال البائس يكرر نفس الأخطاء السابقة ، حيث كادت السلطات النيجيرية أن تعتقله وتسلمه للجنائية الدولية في وقت سابق من هذا العام ، ومنعت السلطات السعودية مؤخرا طائرته من عبور أجواءها إلى العاصمة الإيرانية " طهران " ، وهو الذي لا يستطيع زيارة مناطق جبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور في السودان لأكثر من عامين ، ولا يستطيع حضور أي قمة أفريقية منذ عام 2009 ، ومع كل هذا وذاك لا يرى إلآ ما يريد أن يراه -( عشان كده وبكل وقاحة وبجاحة جاي ليطلب تأشيرة دخول لأمريكا التي لا يدخلها إلآ من له أخلاق وضمير ودين ويحترم حقوق الإنسان ) . إن أبناء وأهل وأقارب ضحايا هذا الجنرال المستبد ينصحونه بالتوجه فورا إلى السفارة الهولندية اليوم قبل غد للحصول على تأشيرة دخول للأراضي الهولندية بغرض تسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي ، كما فعل قبل أسبوع فقط من هذا التأريخ نائب الرئيس الكيني المطلوب لدى ذات المحكمة بتهم ارتكاب جرائم فظيعة وبشعة ... وإلآ ، فإن عدالة أهل الضحايا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق ، ستكون أكثر قساوة من عدالة الجنائية الدولية ! والسلام عليكم..