لم يكن خيارا متاحا نفوري من سفيان قريبي عندما بدأ يتحدث صراخا ويفكر صراخا ويتفاعل مع الآخرين بطريقة إقصاء من لايتفق مع إطروحاته ورشوة من يحسه محايدا بإنحياز خادع ناحية رغباته المجافيه للصواب لكني تدريجيا بدأت أطوّر آليه بديله للتعامل معه وهي التركيز علي نزع الصراخ من جدالاته وقد أتت هذه الطريقه أكلها إذ سرعان ماكانت أحاديثه المنزوعة الدسم تبدو قبيحه خاويه علي عروشها عندما أزيل الصراخ الغوغائي عنها وقد ساهمت معرفتي العميقه بعقلية سفيان التي تحولت مع الزمن إلي مثقاب يجعلني أنفذ إلي ماوراء الحجب المبنيه بمهاره حول أفكاره في جعلي متخصصا في تفتيت جزيئات الصراخ المحيط بافكاره المصابه عادة بضمور مزمن ولكن هذه الهزائم كمايعتبرها سفيان تكومت داخله ككومة قاذروات ضخمه وشكلت حاجزا بيني وبينه بل تكاد تكون حددت كل خياراته فقد جعل من هذا الأمر شغله الشاغل سوي كنت اعرف ذلك أو كنت أمارس غيبوبتي الذاتيه هذا الامرجعله يغير إختياره لدراسته ليكون قريبا من التفوق عليّ وقد كان له ذلك أحيانا رغم أني لم اكن أهتم كثيرا وقبيل إكمال دارستنا الجامعيه سطت جماعته علي السلطه فإستغل هذا الأمر ابشع إستغلال إذ حول حياتي إلي جحيم وتعرضت للكثير من الإعتقالات التي كنت اري بصمات سفيان واضحه عليها ثم إنتقل ليقف حائلا بيني وبين إبتسام إبنة خالتنا التي إرتبطت بي منذ الصغر وكانت دائما تنحاز لتمردي حتي أنها عزفت معي إنشودتي التي أعشقها أنشودة الميل ناحية (العالم التحتاني ) ثم تعاهدنا علي الإلتقاء بشكل بهي وكان يعرف هذا جيدا بل كان له رأي واضح في إبتسام بأنها فتاة لاتصلح لبيت الزوجيه ولكنه وضعها كهدف له نكاية في مشاعري تجاهها وحتي يتذوق طعم إنتصاره الإفتراضي لكن إبتسام قاومته بضراوه وانا أنقل من محبس لآخر فأنشب مخالبه في عالمها البهيج مماادي لتداعيها وخروجها من الصراع ممزقه ثم صنفت كمريضه نفسيه تركت البلاد متسللا بمساعدة بعض رفاق العذابات أكملت دراستي ثم عدت في أول فرصه للعوده دون عنت وإلتقينا في سرادق عزاء يخص العائله حضر في سياره فخيمه ضخمه وبين يديه طاقم للتطبيل عندما رآني جحظت عيناه بدأ وكأنه رأي نهاية مسرحية الزق المنفوخ التي يؤديها ولم يكن في إمكانه إستخدام إساليبه القديمه فقد عدت في معية الفريق الذي أجبرهم علي الجلوس إلي الطاوله والتوقيع علي حلم وليد بدأ حينذاك وكانه في طريقه نحوالتمدد وكالعاده بدأت المبارزه لحشد المؤيدين حاول بطريقته التقليديه التي كانت تنحج أحيانا في إنعاش ذاكرة كبار السن في العائله بأني منحاز للإلحاد وهنا تصديت له بمتعه إفتقدتها كثيرا قائلا - ياحجاج سفيان عايز يقول ليكم أنو هو من سيقيم الدين فيكم بعد ما ملأ أمثالي الارض إلحادا لكن قولوا أنتو الناس ديل حاكمين ليهم اكثر من عشرين سنه شفتوا سفيان ولا أشباهو حاولوا إقامة الدين المتأصل فيكم أصلا ولو محاوله واحده جاده نحن هسه ياسيد سفيان ماقاعدين نتكلم عن واقع إفتراضي ذي زمان نحن قاعدين نتكلم عن واقع إنتو المفروض متحكمين فيهو يعني عليكم تحقيق زعيقكم بدأ لفتره متفاجئا بطريقة الهجوم فقد توقع هجوم شخصي لكنه سرعان ماتمالك نفسه ورد قائلا - اولا أنت ماالزول البتحدث عن الدين ولا عن مصالح الناس ديل لأنك كنت شايل بندقيه وبتقتل في أولادهم هناك في الغابه في إنحياز لأعدائهم يعني أنحياز لمصالحك الشخصيه وللأجانب الدافعين ليكم عشان تحاربوا الدين كان يتحدث بإنفعال . نفس طريقته في الحديث نفس الصراخ يحاول جاهدا دغدغة عواطف المستمعين بشخصنة الأمور وحصر الجدل في مع أو ضد الدين - أولا ياسفيان الناس الأنت قاعد تحاول تخدع فيهم بطريقة الارجوز دي تعبوا منكم وعرفوكم علي حقيقتكم وعرفوا بشكل واضح انتو فعلا بهمكم أمر الدين ولا امر التمكين لتنظيمكم يعني بشكل واضح ياسيد سفيان الناس ديل بقوا واعيين أنو الصراع مابخص الدين بل بخص منو البحكم البلد دي بعدين ياخي اولادهم القلت انا قاعد اقتلهم في الغابه ديل رغم أني ماشلت بندقيه ابدا حسب كلامكم إنتو أنا قاعد أساهم في إرسالهم للجنه ودا عمل خير ياخي ضج الجميع في السرادق بالضحك رغم الحزن الذي جعلهم يتجمعون . سفيان أحس بالخطر المحدق حول تماسك حججه - يعني كلامك دا سخريه من أنو الجهاد افضل الأعمال لله ( عاجلني برد بدا وكانه قنبله موقوته ) لكني كنت شحنت أدواتي لمناجزته جيدا فقلت له - لا ابدا دي سخريه من توظيف الدين لأغراض تنظيميه فرد قائلا – والله نحن بنعرف حاجه واحده بس فايت الحدود ذيك بنواسي وإنت عارف الكلام دا كويس من هذا الرد عرفت أن سفيان وجماعته متواجدين في العراء لقد فقدوا كل دثارهم الغوغائي الذي كان يقيهم حججنا الدامغه لقد نزلوا إلي ملعبنا الخالي من الهوس وهنا هم غريبو الوجه واليد واللسان قلت له- صاح بتواسو فايت الحدود بدليل أني هسي انا قاعد قصادك وبكلمك بالطريقه البتريحني وأصبعي في عين التخين فيكم والله ومره أخري ضج الموجودين بالضحك الذي بدا لي شامتا رد بإنفعال جعله يفقد آخر خيوط تماسكه - عليك اللعنه أنت وامثالك الإنتهازيين الكفره الفاسدين الفاسقين إنتو فاكرين إنكم إنتصرتو في المعركه دي إنتو واهمين المعركه دي يادوب بدت والله إلا نخليكم تعرفوا الأدب كويس واستمر وقت ليس بالقليل في هرطقه جعلته ينزف هيبته وغروره بهدوء أمام الجميع جعلته يظهر علي حقيقته بدأ كوصولي ليس لديه إلا اللهاث وراء منافعه الشخصيه لكني تدخلت حين وصل بالكلام الي - أنتو فاسدين بمفاهيم تناسب فسادكم وأنانيتكم فقاطعته بسرعه - ليه العربيه الراكبها دي إنت وارثها ولاكيف ارتفع الضحك ثم ردد بعض شباب الجيل الثاني من عائلتنا بصوت بدأ خافتا وإرتفع تدريجيا لا للهوس الديني لا للتسلط لا للفساد زاغت عين سفيان قليلا لكنه نهض مسرعا الي خارج السرادق تشيعه صرخات الشامتين ثم جرت مياه كثيره تحت الجسر وتهشمت بعض قناعاتي فأخذت إبتسام التي تماثلت للشفاء بعد عودتي وعدت من حيث أتيت في أنتظار الرقصه الأخيره مع الساخطين .