*قلنا في عمود سابق أن مرسي وانصاره من الاخوان المسلمون في في مصر يريدون أن يستمتعوا بنتاج العصرية والحداثة مع الاحتفاظ بعقلية التخلف وذهنية الماضي ... والاشكالية أنهم أي الأخوان المسلمون في مصر أرادوا أن يلعبوا على فكرة الأزمنة المتعددة التي يعيشها المجتمع المصري باعتبار أن اختلال ميزان التنمية والعدالة مع سيطرة سياسة الانفتاح الاقتصادي قد خلقت طبقات وفئات من الرجرجة الفقيرة ذات التعليم والوعي المتدني أو المنعدم مع الفقر المدقع وهذه هي الطبقا ت التي يسهل ( خمها ) و(لمها) بالخطاب المتخلف مع أن هذه الطبقات والمجموعات هي المستفيد الأول من ثمرات ثورات الحرية والعدالة في مصر وفي كل دول طوق الربيع العربي لو حققت تلك الثورات اهدفها استطاعت أن تصنع مجتمعات ما بعد الثورة وهي المجتمعات التي تتحول فيها ا هداف الثورة وغاياتها الى ايقاع وسلوك سياسي واجتماعي وثقافي ...فلا احديفسد لأنه لا احد فوق القانون ومن يسرق جنيها لو كان وزير او غفير سيحاسب ويعاقب بذات القانون وبذات الطريقة * والمشكلة الكبرى الآن في مصر ان الفريق السيسي وفي مواجهة الاخوان ومحاربتهم يدوس على قيم لا يمكن لأي مجتمع حر و ليبرالي أن يعيش بدونها كحرية الاعلام والتعبير وحرية العقيدة والمعتقد وحق التظاهر السلمي وكافة الحقوق والحريات التي جاءت في الميثاق الدولي لحقوق الانسان لدرجة أن منظمة حماية الصحفيين بواشنطن صنفتها من اكثر الدول التي يعتقل ويموت فيها الصحفيون في عام 2013 ،وكل ذلك يحدث بحجة مكافحة الارهاب والتطرف الديني وهي حجة قد تكون مقبولة ومفهومة لكثير من المصريين ...لكن لو لم ينتبه المصريون خاصة الذين يعيشون ويعون تماما معنى الثورة ومغزاها وهم طبقة واسعة وراسخة في مصر(يتفهمون الحياة العصرية الحديثة ومتطلباتها ) فسيعيش الشعب المصري كله بين ارهابين ..أرهاب الدولة وأرهاب الاخوان المسلمون ...والذراعين الذين يجب أن يسندا الثورة الحقيقية الاولى في مصر أي ثورة خمسة وعشرين يناير التي يصعب اغتيالاها أو اجهاضها وأن كتمت أنفاسها فهما الاعلام والمجتمع المدني اللذان لعبا الدور الأكبر في قيام هذه الثورة واشتعالها ونجاحها ، فالمجتمع المدني بجناحه الحقوقي والانساني يجب الا يترك أي شاردة وواردة انتهاك من قبل الحكومة أو من قبل أي مجموعة الا رصدها وكشفها ،وأثارها كقضية مجتمع (ديمقراطي) ..أما الاعلام فهو الوسيلة التي يجب أن يحدث عبرها ذلك بل هو الذي يجمع الناس (الذين يعيشون في أزمنة مختلفة) ليقارب بين رؤاهم وفهمهم وأفكارهم لبناء الدولة ... *مهما يكن من أمر فأن تلك الثورات في مصر وتونس وليبيا واليمن لن تضيع شعاراتها سدا وستنتصر وتحدث تغييرات مهولة في عقلية ونفسية وحتى وجدان المجتمعات العربية التي صنعتها وعاشتها والتي مازالت تتفرج .....مثلنانحن .... الذين يعيش معظمنا في أزمنة ماقبل التاريخ حيث لا دولة ولا ثورة !