منذ أن عرف السدنة كلمة مصفوفة ، صار خطابهم السياسي مملوء بالمصفوفات ، التي أخرجت ( خيبات ) مصفوفة استحقاقات نيفاشا ولدت انفصال الجنوب ، ومصفوفة قطاع الشمال جابت الهبوب ، ومصفوفة أبيي أشعلت الحروب ، والكورة عند الشلهوب . الآن تخرج علينا مصفوفة الإصلاح وهي صممت خصيصاً لمكافحة الفساد حسب ما يقول التنابلة ، ولو صدقنا أن الحرامي يمكن أن يصبح قاضي ، لصدقنا حكاية مكافحة الفساد وغيره من الكلام ( الفاضي ) . لا بأس دعونا نقترح لناس المصفوفة بعض الجداول الزمنية ، والخطوات العملية للتخلص من الفساد أولاً يتم تشكيل لجنة عليا من أجل وضع خطة ( مدنكلة ) لهذا الغرض ، علي أن يشمل أمر تأسيسها الإستعانة بمن تراه من الخبراء والمختصين لتحقيق أهدافها المعلنة . تشكل لجنة منبثقة عن اللجنة العليا مهمتها تعريف الفساد من نواحي شرعية ، قياساً علي تجارب الخلافة الإسلامية ، وتعريف الفاسد بناء علي ذلك ، والتفرقة بين الرشوة والرقعة والتسهيلات ، من أجل ( تأصيل) المصطلحات . تشكل لجنة فنية ، للتحضير لمؤتمر قومي ، يدعي إليه التنابلة والفاسدين من كل حدب وصوب ، لزوم نقل الخبرة والتجارب . تنبثق عن اللجنة الفنية مفوضية عليا ، تتأسس بقرار جمهوري للنظر في دوافع الفساد من ناحية فقهية ، ودرء الشبهات عن السدنة والسادنات . يحق للجان المختلفة السفر حول العالم ، ومقابلة أي فاسد ، أو محتال كيما تكون قراراتها منسجمة مع الواقع ، ولها الحق في الحصول علي الوثائق والمنشورات ، ولها مطلق الحصانة فيما يتعلق بسرية المعلومات الواردة لديها . علي وزير المالية توفير كافة مطلوبات اللجان المادية والعينية،ويلزم بنك السودان بتوفير النقد الأجنبي لأغراض السفر وتأثيث المكاتب وشراء السيارات ، وهندام الزوجات . ترفع اللجان تقاريرها الختامية في مدة لا تتجاوز العام من تاريخ تأسيسها،علي أن يكون للجنة العليا الحق في الاعتراض علي أي توصية لا تنسجم مع تطلعات الفاسدين . وستوضع التوصيات في إرشيف القصر الجمهوري ، وسينضم أعضاء لجان مكافحة الفساد لزمرة الفاسدين بعد أن ( يشبعوا) من المال العام، وستعلن حكومة السدنة عن عقد مؤتمر لمكافحة فساد لجان مكافحة الفساد ، وسيعقد المؤتمر الجديد في كاب الجداد ، وستنهمر موائد ( الجداد) علي ناس لبني وسعاد . إنها حكاية الإسلام السياسي والفساد ، منذ عهد حمورابي ونظم الاستبداد، قال الشعب ذات يوم ( حاميها حراميها ) ، ولم يفهم المقولة الغراب النبيه والبطة النبيهة