في بعض بلدان العالم المتقدم تعطي الحكومات الفقراء والذين بلا عمل إعانات مادية لحين توفيق الأوضاع . وفي بلدان أخري ( قامت ) بنوك للفقراء كي لا تقوم قيامة الجوعي والمسحوقين . وفي بلدان باطشة ترك أمر تدوير النفايات للفقراء، حيث يعملون ويسكنون داخل أكوام ( الزبالة ) يفرزونها قطعة قطعة من أجل إعادة تصنيعها و تخفيض التكلفة لأصحاب رؤوس الأموال . وفي بلاد تقع بين المدارين ويحكمها العسكر اطلق علي الفقراء لقب ( الشماشة ) وطاردهم العسكر بحجة تعكير صفو البوادي والحضر وإن تسولوا بمعني ( شحدوا ) قالوا لهم أنتم أجانب ورحلوهم إلي سقط لقط . وإن قال الناس أن نسبة الفقر ارتفعت بسبب اهمال الحكومة أو فسادها ، قال السدنة هنالك فرق بين الفقراء والمساكين واخترعوا تعريفاً إسلامياً للفقر مفاده لا يوجد فقير في بلد اسلامي . وإن رأي الناس جيوش الفقراء وهي تأكل من ( الكوش ) قال التنابلة لهم أنتم تحتاجون إلي نظارات ، ولو ذهبوا لكشف النظر والحصول عليها ( أي النظارات ) قيل لهم دي خارج التأمين الصحي . ولو ثار الفقراء علي من جوعوهم تدخل الخبراء الأمريكان وناس جنكيز خان وقالوا للسدنة عاملوهم بمبدأ أشغل أعدائي بأنفسهم ومعناها خليهم يتمطوحوا في البنوك من أجل الحصول علي تمويل أصغر إلي يوم القيامة العصر . ولو أتي الفقراء للعاصمة كيما يعملون في الدرداقات ، فرضت عليهم الأتاوات حتي يسكنوا مقابر شمبات . ولو قال فقير لواحد تنبل انا ما أكلت من أمبارح ، رد عليه ونفسك مسدودة ليه ؟ وكلما انتشر الفقر فاعلم بأن الحرامية قد كثر عددهم ، وأن ثروات البلد في جيوب حفنة من الطفيلية لم تقرأ يوما عن القدمبلية وكلما زاد وعي الفقراء بمن أفقروهم ابتدع الأثرياء المزيد من الحيل لتجهيلهم . وكلما زاد حنق الفقراء علي من نهبوهم زادت اعتمادات الأمن والدفاع المالية خشية من ثورة الجياع . وكلما دعت المعارضة لدعم السلع الضرورية ، زادت ( تحريشات ) صندوق النقد الدولي لوزارة المالية وصدرت الأوامر برفع الأسعار وصفق السدنة لكاتم الأسرار . وكلما تحدث الناس عن تبديد المال العام في الفارغة والمقدودة ، قال الفاسدون الفينا مشهودة . بالمناسبة كلما قيل أعلاه لا علاقة له بالمسلسل الذي سينتجه التلفزيون أصالة عن نفسه ونيابة عن منظمة البر ومنظمة أخري صينية تكافح الفقر . كافحوا الفقر بالمسلسلات ، ولا تسألوا عن اللحمة والبصلات أو الشاي باللقيمات ، حتي تنقلب الطاولة علي الفاسدين والفاسدات من خور عمر وحتي خور أربعات . الميدان