(reuters_tickers) الخرطوم (رويترز) - تقطعت السبل بالمئات من أبناء جنوب السودان في مطار الخرطوم يوم الاثنين بعد رفض السلطات السماح لهم بالصعود إلى طائرات تقلهم إلى بلادهم في نزاع بشأن وضعهم القانوني. وقالت شابة تجلس بجانب مجموعة من الحقائب والاكياس خارج البوابة الخارجية لمبنى الرحلات الدولية والتي تخضع لحراسة مشددة "لا نعرف ماذا نفعل الآن؟" والوضع القانوني غير الواضح للسودانيين الجنوبيين الذين يعيشون في السودان من بين كثير من القضايا التي لم تحل بين الخصمين السابقين منذ ان استقل الجنوب في يوليو تموز بعد استفتاء أدري بموجب اتفاق سلام. واستبعدت الخرطوم فكرة الجنسية المزدوجة لاكثر من 500 الف جنوبي يعيشون في السودان منذ عقود وبدأت تعاملهم كأجانب يوم الاثنين بعد انتهاء فترة سماح. وحتى يوم الاحد كانت الرحلات الجوية إلى جوبا عاصمة جنوب السودان تتم عبر مبنى الرحلات الداخلية دون الحاجة إلى فحص جوازات السفر. لكن السبل تقطعت الآن بكثيرين بعد أن فشل جنوب السودان في فتح سفارة في الخرطوم تستطيع اصدار جوازات سفر. وفي المطار حاول المئات من الجنوبيين الصعود الى طائراتهم المتجهة الى جوبا في وقت مبكر يوم الاثنين لكن مسؤولي الهجرة رفضوا السماح لهم بالدخول. وقال ضابط بالشرطة السودانية داخل المطار "يحتاجون إلى جوازات سفر للصعود إلى الطائرات." وكان من المقرر ان يوقع رئيسا البلدين اتفاقيات الاسبوع الماضي للسماح للمدنيين بحرية الاقامة لكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير الغى قمة مع نظيره الجنوبي سلفا كير بعد اندلاع قتال عند الحدود. وعلقت شركة الخطوط الجوية السودانية الملوكة للدولة وشركات طيران اخرى محلية رحلاتها الى جوبا في ظل عدم وجود ركاب تقريبا. وقال مسؤول بشركة الخطوط الجوية السودانية "نحن على استعداد لاستئناف الرحلات لكننا ننتظر قرارا سياسيا." ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الخارجية السودانية. واصطف نحو 500 سوداني جنوبي امام مبنى السفارة لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على جوازات سفر او وثائق سفر مؤقتة لانها لم تعمل بعد بكامل طاقتها. وعاد اكثر من 370 الف جنوبي الى وطنهم منذ اكتوبر تشرين الاول 2010. ويستعد عشرات الاف اخرين للسفر وسط شعور بعدم وجود مستقبل لهم في السودان. وقال البشير ان السودان سيتبنى دستورا اسلاميا في حين يقول مسؤولون اخرون ان الدولة بحاجة إلى خفض العمالة الاجنبية لتوفير فرص عمل للتغلب على ازمة اقتصادية. وتحول التوتر إلى اشتباكات مباشرة في مناطق حدودية متنازع عليها الشهر الماضي مما دفع الاممالمتحدة والولايات المتحدة وقوى عالمية اخرى إلى التحذير من احتمال تجدد الحرب الشاملة بين البلدين. وطالب البشير يوم الاثنين جنوب السودان بالكف عن تقديم المساعدات للجماعات المتمردة في السودان قائلا ان الامن مفتاح حل النزاعات. وأضاف انه رغم كل ما حدث فان السودان سيحاول حل المشكلات مع جنوب السودان من خلال المفاوضات عبر الاتحاد الافريقي. ويدور خلاف بين الجانبين حول الرسوم التي يتعين على جنوب السودان دفعها مقابل مرور صادرات النفط عبر السودان. ودفع ذلك جوبا الى وقف انتاجها بالكامل لمنع الخرطوم من مصادرة النفط مقابل ما تصفها برسوم لم تسدد. ويحتاج الجانبين ايضا لترسيم حدودهما التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر وايجاد ترتيبات امنية بشأن مناطقهما الحدودية حيث يتبادلان الاتهامات بدعم متمردين عبر الحدود.