الحصيلة أرض محروقة مزروعة بالجثث: الخرطوم وجوبا تتنازعان "انتصارا" في هجليج والتصعيد يوسع نافذة التدويل الرئيس السوداني يحتفل ب"الانتصار" الخرطوم- رفض الرئيس السوداني عمر حسن البشير التفاوض مع دولة جنوب السودان، بينما أغار طيرانه على منطقة داخل تراب دولة الجنوب، ما ينذر مجدّدا بتوسيع نطاق الحرب التي هدأت بحقل هجليج النفطي وتواصلت في تصريحات كبار مسؤولي الطرفين في محاولة لاستثمارها سياسيا وتسويقها باعتبارها انتصارا. يأتي ذلك فيما بدأ غبار المعركة بين شقّي السودان يتكشّف عن خسائر فادحة للطرفين تشرّع للحديث عن حرب عبثية ليست أكثر من فتح لبؤرة توتر جديدة بالوطن العربي وباب لمزيد التدخّل الأجنبي في شؤونه. وأعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما ان "قتل الابرياء يجب ان يتوقف" في المناطق الحدودية بين السودان وجنوب السودان داعيا الخرطوم وجوبا الى التفاوض لانهاء اعمال العنف. وقال اوباما في خطاب ألقاه في واشنطن "على رئيسي السودان وجنوب السودان ان يتحليا بالشجاعة للتفاوض". وفي سياق قريب دعت واشنطنالخرطوم إلى "وقف عمليات القصف الجوي فورا". وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند في بيان "على السودان ان يوقف فورا عمليات القصف الجوية ونيران المدفعية على جنوب السودان". وأوروبيا نبه الوزير الفرنسي المكلف التعاون هنري دون رانكور في لوكسمبورغ الى ان الاتحاد الاوروبي قد يفرض عقوبات اذا استمرت حكومتا السودان وجنوب السودان المتنازعتان بعدم الوفاء بالتزاماتهما. وقال الوزير الفرنسي على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين "هنا كما في اي مكان اخر، اذا لم تتطور الأمور ايجابيا، ثمة احتمال لفرض عقوبات على من لا يحترمون بنود تجاوز الازمة". وفي بيان تبنوه، دعا وزراء الخارجية الاوروبيون البلدين الى "وقف هجماتهما المتبادلة على اراضي كل منهما فورا". واعتبر الوزراء ان "اللجوء الى القوة لن يحل المشكلات التي تتطلب تسوية بين البلدين"، داعين اياهما الى العودة لطاولة التفاوض. واضاف دو رانكور "على هذين البلدين ان يتفاهما ما دام النفط موجودا في ارض احدهما وما دام هذا النفط يجب ان يمر في اراضي الدولة الاخرى". وميدانيا شنت طائرات حربية سودانية الاثنين غارة على بنتيو كبرى مدن ولاية الوحدة بجنوب السودان وألقت قنابل عدة بالقرب من جسر وسوق ما أسفر عن سقوط قتيلين أحدهما طفل، حسب رواية مراسل لوكالة الانباء الفرنسية. وحرص الرئيس السوداني عمر حسن البشير -الذي تعاني بلاده تبعات اقتصادية ثقيلة بعد انفصال الجنوب وخسارته نسبة كبيرة من موارد النفط- حرص على التسويق لانتصار كبير حين زار حقل هجليج النفطي المستعاد من جيش جنوب السودان مؤكدا أنه لن يتفاوض مع حكومة الجنوب لانها "لا تفهم سوى لغة البنادق والذخيرة". وعلى الأرض بدت الخسائر فادحة للطرفين حيث تعرض حقل النفط الاساسي في منطقة هجليج لأضرار فادحة في المعارك بحسب مراسل لوكالة الانباء الفرنسية. ودمرت الحرائق خزانا ومحركات بينما تدفق النفط على ارض الحقل الذي تديره شركة "غريتر نايل بتروليوم كومباني" "جي ان بي او سي" في المنطقة التي سيطر عليها جيش جنوب السودان في العاشر من نيسان-ابريل قبل ان تستعيد قوات الخرطوم السيطرة عليها. واتهم عبد العظيم حسن المهندس السوداني من "جي ان بي او سي" قوات جنوب السودان بتخريب المنشآت النفطية في هجليج والتي تشكل نصف الانتاج النفطي في الشمال منذ انفصال الجنوب في تموز-يوليو 2011. وقال حسن "لقد دمروا محطة الكهرباء الاساسية التي تزود حقول النفط ومحطة التكرير"، مضيفا ان مخربين "محترفين" دمروا ايضا قاعات التحكم ونظام الامن لمحطة التكرير. وعلى صعيد الخسائر في الأرواح أعلن قائد القوات السودانية في هجليج كمال معروف إن قرابة 1200 جندي جنوب سوداني قتلوا في المواجهات، بينما أكد مراسل وكالة الانباء الفرنسية ان المنطقة كانت الاثنين مليئة بجثث جنود من جنوب السودان. "العرب أونلاين ووكالات".