بواسطة هانا ماكنيش (AFP) جوبا (جنوب السودان) (ا ف ب) - اتهم جنوب السودان جارته الشمالية بشن عمليات قصف جديدة الخميس في ولاية الوحدة النفطية الحدودية التابعة له وذلك غداة صدور قرار من مجلس الامن يطلب من الطرفين وقف القتال في غضون 48 ساعة تحت طائلة التعرض لعقوبات. وقال فيليب اقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان ان "طائراتهم القت قنابل، كما اطلقت مدفعياتهم النار مستهدفة قاعدة للجيش الشعبي لتحرير السودان (الجيش الجنوبي) .. وهذا مؤشر على الاستعداد لهجوم بري". وقال اقوير ان طائرات من طراز ميغ القت ست قنابل على موقع للجيش الجنوبي في بلدة بانكواش الحدودية، فيما قصفت مقاتلات ومدفعية بعيدة المدى قاعدة عسكرية في لالوب. واضاف اقوير ان "قوات الجيش الشعبي تستعد للتصدي لهجوم، وهي جاهزة للدفاع عن مواقعها". ولم يتسن التثبت من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وتنفي السلطات السودانية باستمرار شن غارات جوية على جنوب السودان. وتاتي هذه الاتهامات غداة تصويت بالاجماع على قرار لمجلس الامن الدولي يطلب من السودان وجنوب السودان ليس فقط وقف المعارك بل ايضا تسوية خلافاتهما في غضون ثلاثة اشهر. واثر صدور القرار اكد البلدان استعدادهما للسلام. وقال وزير الاعلام في جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين بهذا الصدد "انه قرار جيد لأنه سيعاقب الذين لا يوافقون على القرار وخارطة الطريق التي اعدها الاتحاد الافريقي ... وهذا ما قمنا به من جانبنا". اما المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية العبيد مروح فقال الخميس ان الخرطوم تؤكد "دعواتها الى السلام بين الدولتين" وتعرب عن الامل في ان "ترد حكومة جنوب السودان بصورة ايجابية على القرارات الافريقية وقرارات مجلس الامن". وكان السفير السوداني في الاممالمتحدة دفع الله الحاج علي عثمان اعتبر من جانبه ان من الضروري تسوية النزاع "داخل القارة الافريقية تحت ادارة (ثابو) مبيكي" وسيط الاتحاد الافريقي. بيد ان الارتياب يظل قائما واعتبر سفير السودان في الاممالمتحدة ان القرار "يتجاهل العدوان المستمر الذي يشنه جنوب السودان على السودان"، وذكر بأن من حق السودان صد اي توغل على اراضيه. وفي جوبا، اشار الكولونيل اغوير من جانبه الى ان قوات جنوب السودان عززت دفاعاتها على طول الحدود وما زالت في حالة استنفار. وقال ان "الجيش السوداني يواصل الاستعداد لمهاجمة مواقعنا". وابدى شكوكه ايضا حيال فعالية قرار الاممالمتحدة اذا لم يترافق مع انتشار مراقبين ميدانيا. وقال ان "التمنيات لا تكفي، ويتعين على الاممالمتحدة مراقبة الحدود"، مشيرا الى ان الطيران السوداني يقصف الجنوب منذ سنتين. واضاف "لا اعتقد ان الخرطوم ستتوقف لمجرد اعراب الاممالمتحدة عن املها في ذلك. ونفوا دائما شن عمليات قصف، لكن من يقوم بالقصف؟ ومن دون مراقبين لتحديد المسؤولين، اشك في ان يتوقف ذلك". وازداد التوتر بين البلدين منذ استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو 2011 بسبب خلافات لم تتم تسويتها ومنها ترسيم الحدود المشتركة وتقاسم العائدات النفطية ووضع المناطق المتنازع عليها كمنطقة ابيي. واندلعت معارك غير مسبوقة اواخر اذار/مارس في منطقة هجليج النفطية المتنازع عليها والواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني. وبلغت المعارك ذروتها في 10 نيسان/ابريل عندما استولى جيش جنوب السودان على منطقة هجليج الاستراتيجية بالنسبة للخرطوم التي تستخرج منها نصف انتاجها النفطي منذ ورث جنوب السودان المستقل ثلاثة ارباع الاحتياطات النفطية للسودان قبل الانفصال. ويحمل هذا التوتر على الخوف من امكانية اندلاع حرب مفتوحة بين البلدين اللذين خاضا طوال عقود حربا اهلية مدمرة حتى اتفاق السلام في 2005 الذي انتهى بانفصال الجنوب.