أديس أبابا - أ ف ب: التقى وزيرا الدفاع في السودان وجنوب السودان اليوم الاثنين لمناقشة مسألة امن الحدود في اعقاب اسابيع من القتال الدموي على طول الحدود المتنازع عليها. وترأس الاجتماع الذي يأتي في اطار المحادثات التي تجري بوساطة الاتحاد الافريقي وزير دفاع جنوب السودان جون كونج ونظيره السوداني عبدالرحيم محمد حسين، وتجري بوساطة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي. وتجري وفود من البلدين محادثات في العاصمة الاثيوبية في اعقاب اشتباكات عنيفة بينهما وقعت الشهر الماضي واوشكت ان تدفع البلدين الى حرب شاملة. ويتوقع ان تجري خلال اجتماع اليوم الاثنين مناقشات حول ترسيم المنطقة الحدودية. وبدأت المحادثات الاسبوع الماضي مع اتهام الجنوب للخرطوم بانتهاك خطة الاتحاد الافريقي التي تدعو الى وقف الاعمال الحربية وسحب القوات من منطقة ابيي المتنازع عليها. وحضر الاجتماع كذلك وزير خارجية جنوب السودان نهيال دينج نهيال، ووزير داخلية السودان ابراهي الوفد المصرية السودان وجنوب السودان يبدآن أول محادثات أمنية منذ الاشتباكات أديس أبابا/الخرطوم (رويترز) - بدأ السودان وجنوب السودان يوم الاثنين أول محادثات مباشرة رفيعة المستوى بشأن أمن الحدود منذ سلسلة اشتباكات حدودية هددت باشعال صراع شامل بين البلدين. ويتنازع الطرفان بشأن رسوم مرور صادرات النفط الجنوبية عبر خطوط أنابيب في الشمال وترسيم الحدود بينهما منذ استقلال جنوب السودان في يوليو تموز. وعاد الجانبان الاسبوع الماضي الى المحادثات بوساطة الاتحاد الافريقي بعد ان هددت الاممالمتحدة بفرض عقوبات اذا فشلا في وقف القتال والتوصل الى اتفاق. وقال وزير خارجية جنوب السودان نيال دنق لرويترز قبل المحادثات في العاصمة الاثيوبية انهم توجهوا الى هناك من اجل المشاركة في اجتماعات تتعلق بالآلية المشتركة السياسية والأمنية التي تقوم أساسا بتحديد المنطقة الحدودية الامنة والمنزوعة السلاح. وقال مسؤولون ان وزيري الدفاع والداخلية من البلدين يشاركون في المفاوضات بالاضافة الى شخصيات عسكرية. ومازالت التوترات شديدة حيث اتهم باقان اموم كبير مفاوضي جنوب السودان الخرطوم بالاحتفاظ ببعض قوات الامن في منطقة حدودية متنازع عليها رغم سحبها معظم قواتها لتمهيد الطريق امام المحادثات. واتهم جنوب السودان الخرطوم أيضا بشن غارات جوية متكررة على اراضيه. وأعلنت جوبا يوم الجمعة انها قدمت شكوى الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة. وتنفي الخرطوم دائما الاتهامات لها بقصف ولايات حدودية في جنوب السودان بعضها منتج للنفط. ويصعب التحقق من مثل هذه الاتهامات نظرا لصعوبة الوصول الى المناطق النائية. وكانت المحادثات قد توقفت بعد ان استولى جنوب السودان على حقل هجليج النفطي الذي يقع في منطقة حدودية متنازع عليها في ابريل نيسان قبل ان ينسحب في وقت لاحق تحت وطأة ضغوط دولية. وانتقد جنوب السودان الخرطوم لاصرارها على إجراء محادثات بشأن الامن قبل القضايا الاخرى. ونفى مسؤولون سودانيون وضع شروط مسبقة. وقال عمر دهب المتحدث باسم وفد الخرطوم انهم يأملون ان يتم تناول هذه القضايا بشكل حقيقي وعمل ومهد السودان الطريق لاستئناف المحادثات يوم الجمعة بعد ان أعلن انسحاب قواته الامنية من منطقة ابيي المتنازع عليها مثلما طالبت به الاممالمتحدة. لكن اموم كبير مفاوضي جنوب السودان قال ان الخرطوم مازالت تحتفظ بنحو كتيبتين من قوات المخابرات الوطنية والامن في حقول نفط أبيى. وقال ان مجلس الامن أكد انسحاب القوات المسلحة من بلدة أبيي وانه تم ايضا سحب قوات الشرطة. واضاف انه يوجد الان ما يصفونها بقوات أمن تابعة للقوات المسلحة السودانية ويتعين سحبها بموجب القرار. ولم يصدر على الفور تعليق من الخرطوم. وابيي التي سيطرت عليها قوات الشمال في العام الماضي من القضايا الشائكة الرئيسية بين البلدين وتوجد فيها اراض خصبة للرعي وبعض احتياطيات النفط. وفي الخرطوم اتهم رئيس الجانب السوداني في الادارة المشتركة لابيي اعضاء قبيلة الدنكا الجنوبية المتحالفة مع جوبا بمحاولة اثارة الفوضى في المنطقة بعد انسحاب الجيش. وقال الخير الفهيم للصحفيين في الخرطوم ان بعض الاستفزازات حدثت ونهبت ممتلكات مواطنين. ودعا الفهيم الذي ينتمي الى قبيلة المسيرية العربية المتحالفة مع الخرطوم قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة الى وقف هذه الاستفزازات. (إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح) من ارون ماشو