زيناوي يعتبر حليفا رئيسيا للغرب في أفريقيا (وكالة الأنباء الأوروبية) تباينت ردود الفعل الدولية حول وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي بين تعبير عن الحزن من جهة وترحيب من جهة أخرى. فقد أشادت كل من واشنطن ولندن بزيناوي، مثمنتين ما قدمه لبلده من "إنجازات" بينما رحبت حركة الشباب الإسلامية بالصومال والجبهة الوطنية لتحرير أوغادين الإثيوبية "المتمردة" برحيله. بعث الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعازيه للسلطات الإثيوبية بوفاة رئيس وزرائها الذي يعتبر حليفا رئيسيا للغرب بأفريقيا. وقال أوباما في بيان إن زيناوي "يستحق الإشادة بما قدمه طوال فترة حكمه لأجل تطور إثيوبيا وخاصة اهتمامه بالفقراء في بلاده". إشادة غربية وأضاف أنه ممتن لرئيس الوزراء الإثيوبي لما قدمه من "خدمات للسلم والأمن في أفريقيا، ودوره في الاتحاد الأفريقي، ودفاعه عن أفريقيا على الساحة الدولية". وحث الرئيس الأميركي الحكومة الإثيوبية على مواصلة دعمها للتنمية والديمقراطية والأمن وحقوق الإنسان والرخاء لمواطنيها. ومن جهته، أشاد رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بزيناوي، ووصفه بأنه "متحدث ملهم باسم أفريقيا". وأضاف "إن إسهامه الشخصي في تطور إثيوبيا وبخاصة في إخراج ملايين الإثيوبيين من دائرة الفقر يضع مثالا يحتذى للمنطقة". وفي نفس السياق، قالت المفوضية الأوروبية إن زيناوي عمل بدأب في مجال الوحدة الأفريقية والتغير المناخي والتنمية، لكنها عبرت عن أملها في أن تحسن إثيوبيا من سجل حقوق الإنسان. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو في بيان "أرجو بشدة أن تدعم إثيوبيا طريق الديمقراطية وأن تعزز حقوق الإنسان ورفاهية شعبها والاستقرار والتكامل بالمنطقة". ومن ناحيته، قال رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينغا إن زيناوي كان "زعيما عظيما" لكنه عبر عن خشيته على الاستقرار في إثيوبيا بعد وفاته. وفي مصر، قرر الرئيس محمد مرسي إيفاد وفد رسمي إلى إثيوبيا للمشاركة في تشييع جنازة زيناوي. وق أعلنت إثيوبيا حدادا عاما لحين عودة جثمان زيناوي، كما تم تعيين هايلي مريام نائب رئيس الوزراء (47 عاما) قائما بأعمال رئيس الوزراء إلى حين انعقاد الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية الإثيوبية، وهي الحزب الحاكم في البلاد، لاختيار خليفة دائم، لكن لم يتحدد موعد بعد لانعقادها. ردود مرحبة وفي المقابل، رحبت حركة الشباب الإسلامية بالصومال والتي واجهت القوات الإثيوبية مرتين في عهد زيناوي، بوفاة رئيس الوزراء الإثيوبي. وقال المتحدث باسم حركة الشباب الشيخ علي محمود راجي لرويترز "لقد قاد الزعماء الأفارقة الذين كانت لهم أصابع في الصومال لعقدين، لكن كل ذلك ذهب سدى". ومن جهتها، قالت الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين الإثيوبية "المتمردة" المحظورة إن وفاة زيناوي قد تمهد لمرحلة جديدة من السلام في البلاد، إلا أنها أكدت استعدادها للقتال من أجل تقرير المصير. وأضافت الجبهة في بيان "قد تمثل وفاة الدكتاتور الإثيوبي مرحلة جديدة للاستقرار والسلام في إثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي بأكملها". وتابعت أنها ستعمل مع أي قوى معارضة "تقدمية متفتحة تكون مستعدة للاعتراف بحق تقرير المصير لكل الأمم والجنسيات". كما وصف موقع "إثيوبيان ريفيو" المعارض على الإنترنت زيناوي بأنه "طاغية مولع بالإبادة" وقال "اليوم يوم فرحة لأغلب الإثيوبيين وكل محبي الحرية في أنحاء العالم". وتقول جماعات دولية لحقوق الإنسان إن زيناوي كان حادا مع المعارضة وقد ألقى القبض على العديد من زعمائها بعد انتخابات متنازع على نتائجها عام 2005، كما اعتقل معارضين وصحفيين بموجب قانون لمكافحة الإرهاب صدر عام 2009.