عماد عبد الهادي-الخرطوم يبدو أن ظاهرة عنف مشجعي كرة القدم التي اجتاحت الملاعب العربية لن تستثني السودان رغم التحذيرات المتوالية التي ظل يطلقها المهتمون بالبلاد. وعلى الرغم من إجراءات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) ومحاربته نهج العنف في ميادين كرة القدم في القارة السمراء، فإن ذلك لم يمنع مشجعين سودانيين من السير في ذات الطريق. ومع تعالي الأصوات المنادية بحسم تفلت أولئك المشجعين خوفا من ازدياد الظاهرة، لا تزال الإجراءات الرسمية قاصرة دون وضع حد حقيقي لتناميها. ولا يستبعد مهتمون رياضيون في السودان انتقال عدوى شغب الملاعب من مصر وتونس إلي الملاعب السودانية، خاصة بعد العنف الذي شهدته لقاءات سابقة لفرق المريخ والهلال بجانب الأهلي شندي. ويحذر المهتمون من تنامي ظاهرة العنف بين جمهور الأندية السودانية "خوفا من تطورها لمشكلات أخرى بسبب الهشاشة التي يعاني منها المجتمع السوداني". محفزات الشغب ويشير مراقبون إلى وجود محفزات لممارسة العنف والشغب، محملين الإعلام الرياضي جزءا من المسؤولية "بجانب صمت الحكومة التي لا تزال تنتظر مزيدا من الشغب" بحسب قولهم. رئيس نادي الهلال الأمين البرير اعتبر أن وعيا كبيرا يتمتع به الجمهور الرياضي السوداني مما لا يمكن أن يسمح معه بتكرار تجارب الدول العربية من حوله. ويرى في حديثه للجزيرة نت أن المشجع السوداني لا يقارن بغيره من المشجعين بالمنطقة، مطالبا في الوقت عينه الإعلام الرياضي السوداني بالعمل على تقليل حدة التوتر بين جماهير الأندية الرياضية المتنافسة "خاصة جمهور ناديي المريخ والهلال" أما رئيس نادي المريخ السابق محمد إلياس محجوب فاستبعد تصاعد هذه القضية في السودان "رغم التوتر والشحن الذي بلغ مداه". وحمل إلياس الصحافة الرياضية وإدارات الأندية مسؤولية ما يحدث، معتبراً أن "الإعلام الرياضي السوداني ترك النقد الهادف البناء وتحول لسطحيات الأمور وأصغرها". ودعا في تعليقه للجزيرة نت للاستفادة من درس إقصاء نادي النجم الساحلي التونسي من دوري أبطال أفريقيا. محمد سيد أحمد اتهم الإعلام غير الراشد بقيادة الجمهور إلى التعصب (الجزيرة) اتهامات للإعلام من جانبه استبعد عضو اتحاد الكرة السوداني محمد سيد أحمد إمكانية تكرار أحداث دول أخرى بالسودان "لأننا شعب متسامح". ورأى أن الجمهور السوداني منضبط "لكن هناك تفلتات لن تؤثر على الروح الرياضية المتسامحة بالبلاد". غير أنه جدد اتهام الإعلام الرياضي السوداني بقيادة الجمهور الرياضي إلى التعصب الأعمى، مشيرا إلى ما أسماه بالإعلام "غير الراشد". ولفت في حديث للجزيرة نت إلى وجود خطة أمنية أعدها اتحاد الكرة مع الشرطة لردع أي تفلتات من أي فئة. أما الناقد الرياضي خالد عز الدين فرفض تحميل الإعلام الرياضي مسؤولية تنامي ظاهرة العنف في الملاعب السودانية، واستبعد في الوقت نفسه حدوث عنف كبير في الملاعب السودانية. وأكد للجزيرة نت أن الإعلام "مرآة تعكس ما يدور في الساحة الرياضية وغيرها جيداً كان أم سيئا". وحذر عز الدين من عقوبات دولية ربما يصدرها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم على كافة الأندية التي لا يلتزم جمهورها بالأخلاق الرياضية والتشجيع دون إثارة أي مشكلة.