أكد متخصصون فى الشأن السودانى أن المشاريع التى افتتحها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، فى السودان الخميس الماضي، تعتبر مشاريع من إرث العهد السابق؛ لأنها ليست وليدة اللحظة، مؤكدين فى الوقت نفسه أن السودان تمثل المستقبل الاقتصادى لمصر والتى يمكن عن طريق التعاون الاقتصادى معها تحقيق نهضة اقتصادية كبرى لكلا البلدين. وقال الدكتور هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن المشروعات التى افتتحها الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء هى مشرعات قديمة وموروثة من العهد السابق، مشيرًا إلى أن التصريحات التى يطلقها الجانب السودانى بأن النظام السابق كان يطلق الأقوال بأنه سيقيم مشاريع استثمارية بين مصر والسودان ولم يكن يأتى بأفعال على أرض الواقع كلام عارٍ تمامًا عن الصحة؛ لأن هذه المشروعات مثل الطرق التى ستربط البلدين ليست وليدة اللحظة. وأضاف أن البنك الأهلى الذى افتتحه الدكتور قنديل أخذ قرارًا بإنشائه فى السودان فى شهر إبريل 2010 قبل الثورة، مضيفاً أن مشاريع الطرق البرية الثلاثة لربط مصر بالسودان مثل طريق غرب النيل وشرق النيل والطريق الساحلى، أنشأها أيضا العهد البائد وتم فقط وضع البوابات على الحدود بين البلدين عقب الثورة مباشرة. وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين هى علاقات إستراتيجية حيث إن السودان له أهمية كبرى بالنسبة لمصر وأى تطور يحدث فى السودان ينعكس على مصر، مطالبًا البلدين بتحديد ما تم إنجازه فى العهد السابق ودراسة ما ينقصهما للبدء فى تنفيذها فى أقرب فرصة. وأضاف أن إقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين أمر يخضع للإرادة السياسية المشتركة بين البلدين والمصالح المشتركة بينهما، لما له أبعاد إقليمية، معتبرًا تصريح قنديل بإنشاء وزارة دولة لشئون السودان بأنه لا يخرج عن إطار المجاملة السياسية والدبلوماسية فقط، لأنه لم يحدد ميعاد معين أو آلية لتنفيذ ذلك. واستنكر رسلان عدم تعرض رئيس الوزراء لمناقشة ملف مياه النيل مع الجانب السودانى، باعتباره الأساس الذى سيبنى من خلاله التعاون مع السودان فى مجال الزراعة. ورحب الدكتور أسامة عبد الخالق، الخبير الاقتصادى بجامعة الدول العربية، بفكرة إنشاء منطقة تجارة حرة على الطريق الساحلى الذى سيربط بين مصر والسودان؛ باعتبارها منطقة قريبة من البحر الأحمر وحركة التجارة العالمية، ما سيساعد على توفير فرص عمل كبيرة، علاوة على أنها ستحقق نهضة اقتصادية ليس بين البلدين فقط لكن فى الدول والعربية الإفريقية المحيطة، وستكون خطوة تساعد على إقامة السوق العربية المشتركة. وأكد أسامة أحمد، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة بمحافظة أسوان، أن الطرق البرية التى ستربط بين مصر والسودان ستساعد على حرية انتقال الأفراد وتسهيل حركة التجارة ما سيحقق نهضة اقتصادية لكلا البلدين والقضاء على البطالة فى الصعيد.