صفقة النفط التي سميت اتفاقاً.. البشير وباقان يعرفون كل شيء.. مبيكي وسيلفا يتحدثون عن أبيي.. ليمان وبان يقفون إلى جانب عرمان.. محمد العمري [email protected] وقع الرئيس البشير وسلفا كير اتفاقات لتعزيز التعاون والتجارة بعد مفاضات استمرت ثلاثة أسابيع وانتهت بتأجيل أهم بندين كانا على طاولة التفاوض وهما مسألة ابيي والحدود بين البلدين وترسيمها.. ويتضح بجلاء ان ماتوصل إليه قادة السودان بدولتيه لم يكن اتفاقا وانما صفقة يتم بموجبها اعادة تصدير نفط الجنوب عبر أراضي الشمال لتجني حكومة البشير حوالى 200 مليون دولار شهرياً كرسوم عبور النفط الجنوبي عبر أراضي وانابين الشمال ..فيما ستجد حكومة سلفاكير نفسها في نعيم لا قبل لها به جراء تدفق اموال ضخمة في جزائنها نتيجة بيع 350-000 برميل يومياً من النفط.. ووقع وزراء دفاع البلدين صفقة موازية لإقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول الحدود المشتركة بين واتفق البلدان على التراجع جيوشها 10km من الحدود وسيتم اتخاذ ترتيبات خاصة لقطاع الاستراتيجية من الأراضي تسمى ميل 14.. وسوف تسمح هذه الصفقة باستئناف صادرات النفط.. وماصدر من تصريحات من الجهات المعنية يؤكد بجلاء أن ماتم الإتفاق عليه بين البشير وسيلفا لم يكن هو المقصد وانه لن يحل مشاكل الدولتين.. ورغم اشادة الأمين العام للامم المتحدة بالبشير وسلفاكير لكنه تأسف على أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على الوضع المستقبلي لمنطقة أبيي المتنازع عليها وهي أس المشاكل والنزاعات الحدودية بين الطرفين..وأعرب بان عن قلقه إزاء الأزمة الإنسانية المستمرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق الدول، التي تأثرت العنف بين الشمال والجنوب وتابع: أحث كلا البلدين على مواصلة جهودها لحل هذه القضية من خلال الحوار وتجنب أي قرارات من جانب واحد من شأنها أن تخاطر بالعودة إلى العنف.. واعترف ثابو مبيكي وسيط الاتحاد الافريقي انه فشل في التوصل الى تسوية للمنازعات على أن تركت دون حل عندما أعلن استقلال الجنوب في يوليو 2011 وقال: ونحن مقتنعون بأن ما حدث يشكل خطوة إلى الأمام بالنسبة للبلدين.. دون ان يخفي رئيس جنوب افريقيا السابق شعوره بالفشل من حسم الامور التي جاءوا من اجلها.. وقال البشير: انها لحظة تاريخية لبناء السلام سنواصل الحديث مع نفس الروح لحل مشاكل أخرى مثل أبيي والحدود المتنازع عليها .. أما سلفاكيرفقد لام البشير لعدم التوصل إلى اتفاق حول أبيي وقال: كان من المؤسف جدا أننا لم نتوصل لاتفاق في شأن ابيي.. حكومتي وأنا قبلنا دون قيد أو شرط اقتراح من وساطة الإتحاد الافريقي لحل الصراع في أبيي لكن لسوء الحظ أخي البشير وحكومته رفضوا الاقتراح تماما.. وكشف باقان أموم أن الاستعدادات قد بدأت بالفعل لاستئناف صادرات النفط وقال: أعتقد أنه بحلول نهاية العام الجاري سوف يتدفق النفط.. وقال برينستون ليمان المبعوث الأميركي الخاص للسودان وجنوب السودان لوكالة رويترز ان الاتحاد الافريقي ينبغي أن يركز الآن على التوسط في اتفاق سلام بين الخرطوم ومتمردي الحركة الشعبية في الشمال الذين يقاتلون في ولايتين على الجانب السوداني من الحدود مع دولة الجنوب وتابع: هذا يجب أن يكون أولوية ..اذا استمروا في القتال سيكون من الصعب تأمين الحدود.. وقال دبلوماسيون ان الاتحاد الافريقي كان اقترح إجراء استفتاء على ما اذا كان سكان أبيي يريدون الانضمام إلى السودان أو جنوب السودان وقال ياسر عرمان رئيس الحركة الشعبية في الشمال في تصريحات نشرتها رويترز: لا شيء قد تحقق..السودان لا يمكن أن يكون به أمن من دون إشراك الحركة الشعبية في الشمال.. كل المسؤليين الذين لهم صلة بالمفاوضات التي انتهت الخميس بدءاً بالأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأمريكي والوسيط الأفريقي وحتى سلفاكير تحدثوا معبرين عن حزنهم لان المفاوضات انتهت دون أن يتوصل الطرفان فيها لأي اتفاق حقيقي.. فيما لم تنقص الصراحة الرئيس البشير الذي تحدث عن روح جيدة إنتهت عليها المفاوضات متمنياً ان تتواصل في مقبل الأايام لتحسم ملفات أبيي ولحدود وهما القضيتان الأساسيتان في جدول المفاوضات منذ يومها الأول.. وكان باقان اموم الأمين العام للحركة الشعبية أكثر المسؤلين وضوحا عندما اعلن أن الاستعدادات بدأت لاستئناف تصدير النفط من جديد دون ان يتحدث عن أي شيء آخر مؤكداً بصراحته المعهودة حاجة الدولتين او بالاصح الحكومتين للمال والذي سيأتي عن طريق البترول الجنوبي.. وبالنظر إلى صفقة النفط التي سميت اتفاقاً ستجد الحكومتين أموالاً ضخمة لتثبين اركان حكمهما دون أن يتوقع أحد توقف التدهور الأقتصادي على الجانبين بحسبان أن أموال النفط هذه تصرفها الحكومتين في أمور خاصة..كما هناك تخوف من أن تعود أخبار الفساد المالي والاختلاسات من الجنوب أما الشمال فلا يتوقع أحد حدوث أي تغيير اقتصادي فيه نظراً لاعوام طويلة شهدت تدفق اموال النفط كله في أيدي حكومة البشير دون ان تشكل فرقاً في حياة الشعب السوداني..