منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    "قطعة أرض بمدينة دنقلا ومبلغ مالي".. تكريم النابغة إسراء أحمد حيدر الأولى في الشهادة السودانية    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اصبح عبئا على الشعب السودانى والقاره الافريقية نفسها..د. لوكا بيونق " حزب البشير لم يقدم لابيي سوي الموت والخراب وابيي ستعود للجنوب
نشر في سودانيات يوم 24 - 08 - 2011

نسعى لتوسيع مظلة الوساطة وامبيكي لم يعد لديه كروت ضغط على الخرطوم
سنقتص للضحايا في ابيي امام العدالة الدولية
الامريكان وافقوا على دعم التنمية في الجنوب ب500 مليون دولارسنويا
المؤتمر الوطني لم يقدم لابيي سوي الموت والخراب وابيي ستعود للجنوب
ابناء النوبة تجاوزا المشورة الشعبية ويطالبون بحق تقرير المصير.
ابيي تحت رعاية الرئيس سلفا كير ولاخوف عليها
لم اكن موجودا في اديس ابابا لكني التزمت بقرار التنظيم.
ابناء ابيي غير راضين عن سيراتفاق اديس ونسعي للحل الشامل ولانريد عودة الحرب .
د. لوكا بيونق احد القيادات التاريخية لشعب أبيي وجنوب السودان التقيناه في لندن التى يزورها هذه الايام في اطار جولة كبيره لحشد الدعم العالمي تجاه قضايا جنوب السودان التنموية عامة وقضية ابيي خاصة , حدثنا عن نتائج زيارته للولايات المتحدة ووعد الحكومة الامريكية بتقديم 500 مليون دولار للتنمية في الجنوب , وتطرق الى مقابلته مع مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو من اجل فتح تحقيق حول الجرائم التى ارتكبت في ابيي , وتناول الحوار قضايا العملة ونقل البترول عبر انابيب الشمال بالاضافة الى اتفاق اديس ابابا حول ابيي وجهودهم نحو وضع حل شامل للقضية والعديد من المحاور الاخرى فالي مضابط الحوار الذى كشف كثير من المستور في القضايا العالقة ..
حاوره في لندن : عمار عوض
[email protected]
بعد الخبرات الكبيرة التى اكتسبتها من خلال العمل في البنك الدولي وحكومة الجنوب ووزير رئاسة مجلس الوزراء في الخرطوم لماذا اتجهت للعمل الطوعي بدلا عن المساهمة في حكومة جمهورية جنوب السودان بعد أن نالت استقلالها ؟
في الاول اتوجة بالشكر لادارة وصحفين جريدة المصير للدور الكبير الذي يلعبونه في هذه اللحظة التاريخية من حياة شعبنا الذى يحتاج لان يعبر عن نفسه بعيدا عن التهميش الذى مورس ضده والصحافة هى المعبر الاول عن الشعوب لذا انا ادعم بشكل كامل الصحافة الجديده في جنوب السودان لارساء دعائم الديمقراطية والهوية الثقافية لشعبنا .
في مايخص الدور الذي يمكن اقوم به بشكل شخصي , من ناحية التمثيل فى الحكومة الجديده , من المعلوم ان الرئيس سلفا كير تواجهه تحديات كبيرة لتشكيل الحكومة , خاصة وانه وعد بتقليص عدد الوزارات , وتقديم وجوه جديدة للعمل اضافة الى تمثيل المراة فى الحكومة , وهذا بحد ذاته يمكن أن يحد من مساهمة (الزول) في الحكومة , كما انني شعرت بان قضية ابيي محتاجة الى لوبي كبير يعمل بجانب الجهد الحكومي والسياسي ومن خلال المجتمع المدني لاستقطاب الدعم الدولي والاقليمي للوصول للحل النهايئ لهذه القضية وانا بشعر دائما بان قيادات الحركة الشعبية وحكومة الجنوب لديهم الاستعداد الكامل من اجل الوصول للحل النهائي, ونحن كقيادات منطقة ابيي نشعر باننا لم نقم بواجبنا كاملا, وانا اذا واصلت العمل في حكومة الجنوب لن أجد الوقت الكافي لمتابعه هذه القضية , لذا فكرت في استغلال علاقاتي وسمعتي الطيبه بين السياسين في شمال السودان ,وجنوب السودان ,والمجتمع الدولي ايضا ,للقيام بحملة كبيرة من اجل رفع درجة الوعي بخطورة الاوضاع بشكلها الحالي على البلدين, امر اخر ظل يؤرقنى وهو كيف مساعدة مئات الالاف من النازحين جراء الهجوم الاخير على ابيي , ليعيشوا ويعودوا الى ديارهم بكرامة , والعمل على رتق النسيج الاجتماعي بين دينكا نقوك وقبائل المسيرية , وانا دائما بركز على المسيرية لانهم ظلموا بان حملوهم (وش القباحة ) من الخرطوم ,وادخلوهم في صراعات مضره بعلاقاتهم مع جيرانهم دينكا نقوك فمن اهم برامج منظمة كوش ان نعمل على توعية قبائل المسيرية لتنظر لمصلحتها قبل أن تصارع نيابة عن الاخرين .
زرت الولايات المتحدة قبل ايام , هل لك ان تحدثنا عن الغرض من هذه الزيارة ؟
انا ذهبت الى الولايات المتحده لتوسيع الفهم الامريكى تجاه قضايا السودان (جنوب- شمال ) خاصة والان هناك تحديات داخلية اقتصادية تواجه امريكا, لذا نحن ركزنا في منظمة كوش على حث المجتمع الامريكى رغم التحديات التى تواجههم لمواصلة الالتزام تجاه قضايا السلام في السودان , وبالاخص الوضع في ابيي وجنوب كردفان ومستقبل الدولة الجديدة في الجنوب , وكيف يمكن لامريكا تساعد في بناء هذه الدولة , بجانب التنبية للخطورة والصورة القاتمه في شمال السودان تحت قيادة المؤتمر الوطني .
بمن كانت اجتماعتك تحديدا؟؟
التقيت بعشرين من اعضاء الكونقرس الامريكي وهم على مستوى عالى من المسؤلية والتاثير على الحكومة الامريكية كما التقيت السفير ليمان مبعوث الرئيس اوباما للسودان , وعدد كبير جدا من موظفي الخارجية الامريكية والامين العام للامم المتحده بان كي مون ومساعدة لعمليات حفظ السلام الان لوروا ومن مجمل النتائج التى اتوقعها في القريب العاجل تقديم دعم كبير للمساعدات التنموية تصل الى 500 مليون دولار خاصة وان الجنوب ستواجهه موجات نزوح كبير متوقعه من جبال النوبة ودارفور والنيل الازرق لاننى اتوقع ان يتازم الوضع اكثر من ذلك في جانبة الانسانى .
دار حديث حول دعوتك لرفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن الشمال, ماصحة هذا الكلام ؟
ركزت ايضا في موضوع العقوبات الاقتصادية لان العقوبات المفروضة على الشمال بشكلها الحالى يمكن ان توثر على الجنوب وخاصة في مجال الاستثمار في النفط وطلبت من الحكومة الامريكية ان تعيد النظر في هذه العقوبات حتى لاتاثر على الجنوب .
بحكم ان الجنوب سيستخدم انابيب النفط الموجوده في الشمال وبالتالى حكومة الشمال بالضرورة انها ستستفيد من بترول الجنوب وبالتالى العقوبات هذه ستؤثر بالضرورة على الجنوب لذا فنحن محتاجين الى اليه جديده , و كيف يمكن لامريكا ان تعيد النظر في هذه العقوبات , حتى لاتؤثر على الاقتصاد في الجنوب لذا طالبتهم بان يعيدوا النظر في كيفية المحافظة على الهدف الرئيس بمعاقبة حكومة المؤتمر الوطني دون ان يؤثر ذلك على الجنوب والمواطنين في الشمال بابتداع الية جديده لهذه العقوبات, لاننا اذا تركناها بشكلها الحالي ستؤثر على الشركات الصينية والماليزية العاملة في الجنوب, والتي تريد ان تعمل هناك ايضا , ونحن محتاجين تشجع الاستثمار الغربي حتى نوسع من المنافسه في القطاع الخاص بجنوب السودان , واذا استمرت العقوبات على الشمال بشكلها الحالي , سينفر المستثمرين الغربيين من قطاع البترول في جنوب السودان, وكل قيادات الحزبين (الجمهوري – الديمقراطي) متفقين معي حول هذا الحديث , بجانب انهم وعدوا بان الاعتمادات المالية للدعم التنموى لجنوب السودان لن تكون اقل من 500 مليون دولار .
ماهى الاجندة الاخرى التى ناقشتها مع المسؤولين الامريكين.؟؟
نقلت اليهم اوضاع حقوق الانسان والتصفية العرقية الماثلة الان في جنوب كردفان والجرائم التى ارتكبت في ابيي وطالبت الحكومة الامريكية بان تركز اكثر تجاه انتهاكات حقوق الانسان في السودان في دارفور وابيي وجنوب كردفان ,وانا لا اتوقع ان نصل الى حل قريب فى جنوب كردفان, وان الحرب ستتواصل , وعلى ابناء النوبه ان يفهموا ذلك, وهذا يعني أن حكومة السودان لن تسمح بمواصلة العمل الانساني وستستمر في القصف , لذا نحن طالبنا بضرورة العمل من اجل اعلان جنوب كردفان منطقة للحظر الجوي الى جانب الضغط على الحكومة لفتح الممرات الانسانية ,بجانب توفير الدعم الانسانى الكافي لانسان هذه المناطق في ابيي وجنوب كردفان وان يتم اعتماد المنظمات المحلية مثل منظمة كوش والمنظمة الخاصة بشعب جبال النوبه, وهما المنظمتان التان تم اعتمادهم الان للعمل على اغاثة انسان المنطقتين من قبل المنظمات الدولية .
ماذا عن مشكلة ابيى ؟؟
كما ركزت ايضا على قضية ابيي باعتبار انها قضية اساسية وهى التى ساهمت في ظل عدم وجود حل دائم لها لتوتير العلاقة بين الشمال والجنوب مما قاد لان تنعدم الثقة بين الشمال والجنوب في الوقت الحالي لذا نحن محتاجين لحل نهائي لهذه القضية وفى نفس الوقت نحن مستعدين للنظر في مايمكن أن يقدمه الجنوب ليحد من العواقب الاقتصادية التى يتعرض لها اقتصاد شمال السودان جراء فقدان النفط المنتج فى جنوب السودان وكان يستغل فى ميزانية الشمال .
مع إنك طالبت برفع العقوبات عن الخرطوم الى انك دعوت الولايات المتحده لدعم الحركة الشعبية في الشمال من اي الدوافع انطلقت ؟
طالبت الحكومة الامريكية بشده ان تركز تعاملها مع الحركة الشعبية في الشمال , لانهم من القوى الوحيدة التى يمكن ان تعمل تغيير حقيقي في شمال السودان في ظل حكومة المؤتمر الوطنى الحالية في الخرطوم لان دعم الحركة في الشمال يعنى دعم الديمقراطية فى السودان بشكله الحالي وطبعا ركزت ايضا في أن المؤتمر الوطني فقد البوصله واصبح عبء على الشعب السودانى والقاره الافريقية نفسها واصبح خطر على الامن والسلم العالمي وانهم بسلوكهم الحالي لن يستطيعوا ان يخلقوا علاقة طيبه مع الجنوب لذا يجب تغييرهم .
ا وانت الان فى بريطانيا هل التقيت بنافذين في الحكومة ؟
اجتمعت مع الخارجية البريطانية وعدد من اللوردات والبارونه كوكس ومع منظمات المجتمع المدنى ومراكز البحوث وابلغتهم نفس هذه الرسائل , ومن المتوقع ان يدعم البريطانيين الجهود الانسانية بما لايقل عن نصف مليون دولار ,وغدا ساغادر الى بروكسل للقاء مفوضية الاتحاد الاوربي ومسؤل الشؤون الانسانية ووزير التعاون الدولى في بلجيكا وبعدها ساغادر الى هولندا التى تعتبر لديها خصوصية منذ ايام الاتفاقية لاهتماها الكبير بالمناطق الثلاث خاصة واننا نركز حاليا لحشد الدعم الانساني
كثرت التوصيفات حول اجتياح ابيي فمنهم من قال أنها جرائم حرب واخرين وصفوها بانها تطهير عرقي هل تعتقد ان البشير عندما هاجم ابيي كان يريد الاستحواز على نفط ابيي ام كان يستهدف شعب دينكا نقوك وكيف تنظر أنت لماحدث ؟
انت بالطبع استمعت لخطاب الرئيس البشير الذى اعطى من خلاله الضوء الاخضر لاجتياح ابيي, ومن المفارقات ان ابيي كانت تحت رئاسة الجمهورية, وايضا نحن تابعنا تصريحات وزير الدفاع ورئيس هئية اركان الجيش السوداني ,وهم تحدثوا بوضوح انهم يريدون الارض في ابيي من دون دينكا نقوك, ونحن في منظمة كوش والسلطات التقليدية في مجتمع دينكا نقوك رصدنا كل هذه التصريحات والافعال التى تبعتها على الارض ,وبنعتبر إن ما حدث في ابيي هو جرائم ضد الانسانية والتى تتمثل في الاتي انك كدوله هاجمت المنطقة وتسببت في نزوح اكثر من 100 الف انسان , واستحوزت على اراضيهم وحرقت بيوتهم ونهبت ممتلكاتهم وانا شاهدت بام عيني النازحين عندما خرجوا باتجاه واراب, والحالة التي كانوا عليها , وتوفي الكثير من النساء والاطفال وتفرقت السبل ببعض العائلات في طريقهم للهرب ,ولم تجتمع الى الان بعض من هذه العائلات , كل هذا محسوب على قرار البشير باعطاء الضوء الاخضر بالهجوم واى طفل يموت اليوم وكل امراه كبيره في السن توفت فى الطريق محسوبه على البشير , ونحن لدينا رصد كامل للبيوت التى حرقت والمدخرات التى نهبت (مش كدا وبس) نحن لدينا رصد للاسواق التى اقيمت في ابيي والمجلد بشكل مؤقت وكانت تباع فيها الممتلكات التى نهبت من الدينكا, وهم ايضا عملوا على توطين العديد من الاسر التابعه لقبيله المسيرية فى اراضي وبيوت دينكا نقوك وباشراف كامل من الجيش والمؤتمر الوطنى , وكل هذا لوجمعته ستجد انه اكبر من جرائم التطهير العرقي وانما هو جرائم ضد الانسانية التى تعتبر اكبر انواع الجرائم
دار حديث عن اجتماعات طويله دارت بينكم والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية ما حقيقة هذه الاتصالات ؟
انا في الزيارة السابقة لاوربا , التقيت في لاهاى بالمدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو لمده ساعتين , وتحاورنا على الطريقة المثلى لمواجهة الجرائم التى ارتكبت في ابيي وجنوب كردفان, وكيف يمكن لنا ان نوسع في التفويض الممنوح للمحكمة الجنائية ليشمل ابيي وجبال النوبة الى جانب الجرائم التى ارتكبت في دارفور, وسالته عن امكانية فتح قضية جديده , وابلغت من قبل اوكامبو ان هنالك ادله واضحة ودامغه ضد البشير وهارون , وانهم غير محتاجين لفتح لقضية جديده ,خاصة وان المجرمين هم نفسهم المجرمين , واوضح لى اوكامبو إن ما نحتاجه الان هو كيف يمكن أن ندون ونرصد الانتهاكات التى حدثت في ابيي وجبال النوبة, لانها ستساعد المحكمة كثيرا ,لان الادلة التى جمعت بواسطة الاقمار الصناعية كلها تؤكد بشكل دامغ حدوث جرائم ضد الانسانية , ونحن الان في منظمة كوش نعمل على مساعدة المواطنين في مجتمعاتهم المحلية لتدوين ورصد هذه الانتهاكات بشكل قانوني بفيد مسار القضية , وانا على قناعة تامة إن الادله التى قدمناها عن ابيي والتى جمعناها وماذلنا نجمعها في جبال النوبة تؤكد ان نفس الشخصين الذين ارتكبوا الجرائم في دارفور يواصلون جرائمهم الان فى جنوب كردفان .
مضى شهر على اتفاق اديس ابابا والذى قضى بنشر قوات اثويبية في ابيي , كيف تنظر لمحصلة هذا الاتفاق الان, في ظل استمرار معاناة شعب دينكا نقوك ؟
اولا انا لم اكن موجود في اتفاق اديس ابابا بخصوص ابيي , لكننى كنت على اتصال دائم بالمفاوضين من الحركة الشعبية هناك , وانا ابديت رايي الشخصي حول هذه الاتفاقية لكن مع هذا فانا ملتزم براي التنظيم بتاعي , لكن بدون شك هناك الكثير جدا من ابناء ابيي غير راضين عن الاتفاق , لكن بالنظر لوجهة النظر التى قدمها الحزب (الحركة الشعبية ) فإن الخيارات كانت ضيقة جدا , بالاضافة الى أن الالتزام باتفاق السلام الشامل كان مهم جدا للحزب , ورئيس الحركة أمن على جنوبية ابيي وانه لديه الادلة التاريخية والقانونية التى تثبت هذا الكلام , واوضح الرئيس سلفا كير إنه مهما بلغ استفزاز عمر البشير باجتياح ابيي , فانه لن يدخل الحرب مجددا, بل سيسعى بكل السبل لايجاد حل سلمي لقضية ابيي , لان سلفا كير رافض بشكل قاطع ان ينجر السودان وجنوبه الى حرب جديده , وبالرغم من وجود خيارات اخرى بان يتم اعاده تحرير ابيي بواسطة الجيش الشعبي , الا إن الحركة الشعبية من جانبها قالت ان اتفاق اديس ابابا هو اتفاق تمهيدي للوصول الى الحل النهائي لقضية ابيي بحسب وعد الاتحاد الافريقي عبر لجنه أمبيكى لوفد الحركة الشعبية المفاوض.
ماذا بخصوص الادارة التي أقرها الاتفاق ولم تعلن الى الان ؟
موضوع الاداره يتمثل في الاتي :كان هناك اتفاق بان يرشح كل طرف ثلاثة اشخاص على ان يضاف لهم رئيس للاداره من الحركة الشعبية , بجيث يكون ثمثيل الحركة 4 اداريين بينهم الرئيس و3 من المؤتمر الوطنى , وكان هناك اتفاق والتزام من الرئيس البشير بأن يتم اختيار ممثلى حزب المؤتمر الوطني في الادارية من ابناء دينكا نقوك في المؤتمر الوطنى, وتم الاتفاق ايضا على اعطاء منصب رئيس المجلس التشريعي لابيي لعضو من المؤتمر الوطني ونائبه من الحركة الشعبية. ما حدث هو أننا تقدمنا باسماء مرشحينا لهذه المناصب لكن المفاجاة كانت في أن المؤتمر الوطنى تراجع عن الاتفاق وقدم اسماء مرشحيه ولم يكن من بينهم ولا واحد من دينكا نقوك , بل انهم ذهبوا ابعد من ذلك في نقض الاتفاق حيث كان مرشحيهم للادارية جميعهم من خارج ابيي نفسها , لذا فان الحركة قالت بشكل واضح هذا ليس ما اتفقنا عليه في اديس ابابا وابلغنا هذا الراى للرئيس أمبيكى بشكل واضح وقوي .
اتفاق اديس ابابا حول ابيي اشار ايضا لنشر قوات اثيوبية في المنطقة ما الذى جرى بهذا الخصوص؟
الاتفاق كان يقضي بانسحاب الجيش السوداني والجيش الشعبي من أبيي مع وصول القوات الاثيوبية , وانا قمت بزيارة للقوات الاثيوبية قبل 15 يوم , ومن الواضح انهم الان يعانون اشد المعاناه من اجل اعادة الانتشار في ابيي , وايضا علمت انهم لايجدون التعاون الكامل مع الطرف الاخر في الشمال في تسهيلات المرور ونقل القوات التى من المفترض أن تدخل عبر مطارات الشمال بحسب الاتفاق لكنى احسست من حديثهم , انهم لايجدون التعاون والمناخ الصحي لاداء عملهم , والطرفين اتفقوا على دخول القوات الاثيوبية لانها الوحيده التى تمتلك علاقات طيبة مع الشمال والجنوب, لكن المشكله الان وبعد وصول قرابة 1300 جندى الا إن المؤتمر الوطنى رافض لسحب قواته من ابيي مالم يكتمل عدد القوات البالغ 4200 , وانا التقيت بان كي مون ونائبة لعمليات حفظ السلام ألان رووي وطالبتهم بضرورة الضغط على المؤتمر الوطنى لسحب الجيش السودانى من أبيي, بعد بلغت من الامين العام للامم المتحده ونائبة بان 1300 جندى كفيلين باعادة الامن والاستقرار في الوقت الراهن خاصة وان المواطنين الذين نزحوا من ابيي مستعدين للعودة الى قراهم لكن بعد سحب الجيش السوداني , والجيش الشعبي من جانبه قال انه جاهذ للانسحاب من المنطقة متى ما بلغ من الامم المتحده بغض النظر عن عدد الجنود الاثيوبيين الموجود .
والاخطر في الامر كله الاحداث الاخيرة التى وقعت وتوفي جرائها اربعه من القوات الاثيوبية وهي احداث ماسوية جدا وبتقدم ليك دليل عن الطريقة الاجرامية لهولاء الناس الحاكمين في الخرطوم , فهل تصدق إنهم بعد بعد أن زرعوا الالغام لم يبلغوا القوات الاثيوبية بمكانها ومع علمهم إن هذه الدورية في طريقها لحقل الغام ومع هذا لم ينبهوهم وبعد الانفجار ايضا استمروا فى نفس السياسة الاجراميه ورفضوا اعطاء الاذن للمروحية التى كانت تقل 3 من الجنود الجرحى مما ادى لوفاتهم وهذا يؤكد مطالبنا بان تتم ادارة القوات الاممية في ابيي من الجنوب وليس الخرطوم ونحن في نقاشنا الاخير مع الامم المتحده في نيويورك طالبنا بان يتم استقبال وترحيل القوات الاممية الاثيوبية عن طريق الجنوب
كثير من ابناء ابيي يطالبون بحل القضية على النسق الذي يقوم به عبدالعزيز الحلو فى جنوب كردفان ؟ وهل هناك فرق بين قضية أبيي وجبال النوبه من وجهة نظرك ؟
ابيي قضية مختلفة وحلها موجود, فقرار التحكيم رسم حدود أبيي, وسياسيا القضية من الاساس تعني مواطنى دينكا نقوك الذين تم ضمهم الى شمال السودان, واتفاق السلام الكلام تحدث بوضوح إن الاستفتاء سيتم لابناء دينكا نقوك والسودانيين المقيمين فى المنطقة (ركز كويس المقيمين وليس العابرين) وحتى ناس الدرديري الموجودين حاليا في اثناء التفاوض كانوا يعلمون جيدا إن الاتفاقية تتحدث عن المقيمين وشروط الاقامة معروفة , والعرب الرحل ليس لهم حق في الاستفتاء والا لكانت الاتفاقيه تحدثت بوضوح واوردت اسم المسيرية كما اوردت اسم دينكا نقوك ولكنها تحدثت عن السودانيين المقيمين وليس العرب الرحل .
وابناء ابيي معلوم جدا انهم سيختاروا الانضمام الى جنوب السودان , لان الدولة في الشمال لم تقدم لهم سوى الموت والخراب ولايوجد مايشجعهم للانضمام الى الشمال والان المؤتمر الوطنى بعد ان استخدم المسيرية فى حروباته الداخلية فى السابق مع الجنوب يريدون الان أن يدفعوا بالمسيرية لمحاربة دولة باكملها هى جمهورية جنوب السودان .
والان في دستور الجنوب تم النص بوضوح ان ابناء دينكا نقوك لهم كامل حقوق المواطنه مثله مثل اى جنوبي اخر بالاضافة الى أن منطقة أبيي ستكون تابعه لمكتب الرئيس سلفا كير شخصيا بجانب أن حدود الجنوب تم تعريفها في الدستور على انها حدود جنوب السودان في العام 56 بالاضافة الى منطقة ابيي التى تم ضمها لكردفان من بحر الغزال عام 1905 حال ما اختار مواطنيها الانضمام الى الجنوب في الاستفتاء الخاص بابيي .
وبالنسبة لجنوب كردفان ....
التعقيد الحاصل في جنوب كردفان مختلف بشكل كبير عن ابيي ,لان ابناء جبال النوبة ايام التفاوض كانوا غير راضين تماما عن المشورة الشعبية, لان هدفهم الاساسب كان الحصول على حق تقرير المصير, لكنهم قبلوا في نهاية الامر بالمشورة الشعبية من اجل السلام في السودان ,وتحقيق تطلعاتهم عبر النضال السلمي والسياسي , لكن انظر الان ما الذي حدث في جنوب كردفان فنحن لدينا قناعه كبيرة وبشواهد ان هناك تزوير تم للانتخابات , وحتى قبل الانتخابات كانت تصريحات البشير في الميديا واضحة وقال بالنص (نحن كان مافزنا بصناديق الاقتراع حنفوز بصناديق الزخيره) وهذه كانت تصريحات صادمه للجميع ونحن عارفين لماذا قاد البشير المعركة الانتخابية بنفسه في جنوب كردفان..
مقاطعة –لماذا ..؟
لانهم كانوا محتفظين بالمليشيات الجنوبية التابعه للخرطوم في جنوب كردفان من اجل استغلالها في الهجوم على الجنوب وزعزعة الاستقرار هناك لعرقلة قيام الدولة في جوبا قبل يوم 9 يوليو ..
واضف لذلك الاستفزاز الذى قام به قادة الجيش السودانى في المخاطبات التى اقاموها بعد دخولهم ابيي , والالفاظ البغبضة الاستعملوها ونسوا ان غالبية الجيش هم من جبال النوبه , وكانوا يحدثوهم بانهم بعد ان انتهوا من معركة ابيي سيتحولوا لمقاتله ابناء النوبة في الجيش الشعبي ,كل هذه العوامل تضافرت لتجعل المعركة فى جنوب كردفان اكثر شراسة من اي حرب اخري , لان النوبة شعروا بان الحكومة فى الخرطوم تتلاعب بطموحاتهم السياسية , لذا فان الحرب الان تحولت لحرب من اجل امرين اثنين لا ثالث لهم اما الحصول على حق تقرير المصير , او تغيير النظام بشكل كامل في الخرطوم عبر العمل العسكرى والمدني هذا هو الفرق بين جنوب كردفان وابيي .
تحدثت في الندوة قبل قليل عن انعدام الثقة بين الرئيس سلفا كير والرئيس البشير ما تاثير هذا على مستقبل العلاقة بين البلدين ؟
سلفا كير شخص يمتاز بالحكمة , واذا كان ناس المؤتمر الوطنى عندهم تحليل او تقييم للقيادات الجنوبية , مفروض كان يركزوا على (سلفا) لانه شخص لايحب المراوغات السياسية وواضح جدا في تعاملاته , وليس رجل يسعى للحرب , ولديه ايمان قاطع بالعلاقات بين الشمال والجنوب فهو كان الى وقت قريب جدا يصف هذه العلاقة بانهم (تيمان), والهجوم على ابيي مثل صدمة كبيره للرئيس سلفا وجعله يفقد الثقة تماما في الخرطوم, وانظر لحديثة اثناء اعلان نتيجة الاستفتاء فى جوبا تجد انه وصف عمر البشير بانه (بطل السلام في السودان), وانظر لخطابه يوم الاستقلال 9-7 تجد انه تجاهل أن يوصف البشير باي صفه بل انه ارسل رساله قوية وذات مغزى كبير لابناء دارفور وجبال النوبة وابيي , وقال لهم بالحرف لن ننساكم وسنبكى اذا بكيتم وسنتوجع اذا احسستوا بالالم , واهم رساله انه قال اننا يمكن ان نعفي عن الماضي لكننا لن ننسى ماحدث !!!.
كما إن الاستفزاز الكبير الذى حدث للجيش الشعبي ووضعهم في خانة رد الفعل , وعدد كبير من قيادات الجيش الشعبي تاثروا كثيرا من اجتياح ابيي وهذا جعل البشير يفقد قادة الجيش الشعبي بشكل كامل واصبحوا لايطيقون النظر نحو الخرطوم التى غدرت بالمواطنين والجنود الموجودين في ابيي , وانظر لقيادات الحركة الشعبية باقان ونيال دينق ودينق الور, فبعد ان كانوا يعتقدون بضرورة وجود علاقات طيبة مع الشمال تجد انهم جميعا الان فقدوا الثقة في المؤتمر الوطني واقامة علاقات مع حكومته .
كنت من أكثر القيادات نشاطا في لجان التفاوض حول ترتيب القضايا الاقتصادية بين البلدين قبل الانفصال الي اين وصلتم في هذا الملف ؟
نعم كنت مسؤل عن لجنة الاصول والديون ونحن قطعنا شوط كبير في وضع برنامج اقتصادي مشترك بين الشمال والجنوب, وكيف يمكن ان نساعد في رفع الديون عن الشمال , وان نستخدم علاقات الجنوب للحديث مع الدائنين الدوليين لحكومة السودان حتى تعفي عن ديونها , فهل يعقل الان ان اذهب للحديث مع المجتمع الدولى عن الديون بعد كل الذى جرى ؟ بل بالعكس الان انا اتحدث مع المجتمع الدولي عن ضرورة العمل على تغيير النظام في الخرطوم . انظر الى حالي الان بعد ان كنت اوصف من قبل المؤتمر الوطنى باننى شخص عاقل ووسطى وغيرها من الاوصاف الرنانه ودائما عندما اتحدث كنت اصر على ضرورة استمرار العلاقة بين الشمال والجنوب وان لاتؤثر الديون على الشعب السودانى ... الان انا خرجت وصرت اتحدث علنا عن تغيير النظام في الخرطوم وهناك كثيرين غيري صامتين ولكن سياتى اليوم الذي سيتحدثوا فيه وحديثهم سيكون مر المذاق , وناس الخرطوم قفلوا الحدود الان وفقدوا تعاطف شعب الجنوب ايضا, وهم يتحدثون عن انهم سيقفلون خطوط انابيب البترول , وهم ماعارفين انك اذا قفلت الانابيب انت (قفلتها )على نفسك ايضا , فالجنوب لديه بترول ويمكن ان يبيعه داخل الارض ويترك لمن يشتري منه حق التصرف فى نقله بالطريقة المناسبة, والصين نفسها التى بنت خط الانابيب نجد انها بنته من اجل تصدير البترول المنتج في الجنوب, والصين اكبر مشتري فهل يعقل ان تسمح للبشير ان يقفل خط الانابيب .
على اهل المؤتمر الوطنى ترك العنتريات والنظر بواقعية للامور الخلافيه فبالله عليك ماذا يعني ان يكتب وزير النفط في الشمال رسالة لوزير النفط في الجنوب ويطالب ب32 دولار لترحيل البرميل الواحد مع ان سعر البرميل حوالى 100 دولار وهذا يعنى ان المؤتمر الوطنى يريد أن ياخذ ثلث سعر البرميل مقابل الترحيل , يعني الجنوب حيكون نصيبه كم اذا اخصمنا فائدة الشركات وغيرها من منصرفات التشغيل ؟ تشاد الان لديها بترول وتقوم بتصديره عبر الكمرون وطول الخط حوالي 1200 كلم , وسعر ترحيل البرميل بينهم يبلغ 40 سنت !!! هذه التصرفات لاتفيد ويجب عليهم أن يغيروا سياستهم .
موضوع العمله دار حوله لغط كبير هل لك ان توضح لنا ماجرى ؟
الجنوب كدولة وليده مفترض يكون لديها عملة خاصة بها واتفقنا في المفاوضات ان الجنوب سيبداء في طرح عملته الخاصة يوم 5 أغسطس , واتفقنا ايضا على ان يستمر الجنوب في التعامل بالعمله السودانية القديمة شهر ويوليو واغسطس وان يدفع الجنوب دولارات مقابل هذه الدفعيات من العمله القديمه لمقابلة الصرف على المرتبات والموظفين وبقية بنود الميزانية لكن جماعة الخرطوم رفضوا وعملوا اكثر من ذلك بانهم امتنعوا عن ارسال شحنات العملة المعتادة لشهري يونيو ويوليو والغرض الاساسي كان بالنسبة ليهم ان يخلقوا بلبله فى الجنوب لان الموظف عندما لايتسلم راتبه سيحتج ويعمل مظاهرات ضد الحكومة في الجنوب فالحكومة الجديده في الجنوب اضرت في النهاية ان تطرح عملتها الجديده لكى ما تدفع مرتبات الموظفين حتى لايتصاعد السخط لتاخر المرتبات نتيجة لسلوك حكومة الخرطوم التى قامت فورا باعلان عملتها الجديده ايضا والادهى والامر انهم رفضوا ان يتسلموا عملتهم المتداولة فى الجنوب مع اننا كنا متفقين من خلال الورشة المشتركة التى عقدها البنك الدولى للطرفين واتفقنا على ان يشترى الشمال عملته القديمه من الجنوب والتى تقدر بحوالى 1.5 مليار دولار كما اتفقنا ايضا على ان تكون عملة الشمال سارية في الجنوب كعملة اجنبية مثل الدولار وان تستغل لتطوير التجاره بين البلدين , انظر ماذا فعل قراصنة المؤتمر الوطنى اولا اعلنوا عن طرح عملتهم الجديده وثانيا رفضوا ان يستعيدوا عملتهم القديمه من الجنوب , وثالثا رفضوا ان تكون العمله سارية في البلدين اليس هذا سرقة نص النهار ؟ مع العلم ان رفض الخرطوم لاستعادة عملتها القديمه سيخسر الجنوب اكثر من مليار دولار , هذه حرب اقتصادية ستؤثر على البلدين صحيح ان الجنوب لديه ثروات ويمكن ان يستعيد عافيته بعد وقت وجيز لكن الخرطوم ستغرق في الديون اكثر مما هى عليه الان .
تعالت اصوات بين ابناء ابيي بضرورة توسعة مظلة الوساطة التي يراسها امبيكي بعد تعثر تنفيذ اتفاقيات اديس ابابا حول ابيي والقضايا العالقة ؟
بدون شك أن امبيكى عند تعينه كانت هناك توقعات كثيره بانه يمكن ان يحقق الاستقرار هو وفريقه الذي يضم الرئيس النيجيري السابق ابوبكر والرئيس البورندى السابق الجنرال بيوييا وهم فعلا كان لديهم اراء جيده اثناء التفاوض على القضايا العالقة وهى اراء ساعدتنا كثيرا لتقريب وجهات النظر , لكن بصراحة هناك كثير من الاصوات ارتفعت وسط ابناء ابيي وتتحدث بان اتفاقية اديس لم تعد تلبي طموحاتهم ويتحدثوا ايضا بان امبيكى لم يعد يستطيع ان يوجة رسالة قوية للبشير من اجل الالتزام بالاتفاقيات التى يوقعها برعاية من أمبيكى , وقفلوا له الطريق للوصول لحل في قضايا الحدود ونكصوا عن الاتفاق مع الحركة الشعبية في الشمال فلابد من وجود نظرة اشمل واعادة تقييم لدور الوساطة ومن الاشياء التى ناقشتها هنا في لندن ضرورة استمرار الاتحاد الافريقي كوسيط لكنى ابلغتهم ايضا بضرورة دعم الوساطة مثلا باضافة الترويكا الاوربية وهناك دول مهمة جدا مثل هولندا بالاضافة للصين لما لديها من تاثير كبير على الخرطوم خاصة وان الماساة الماثله الان في السودان كبيره جدا ويمكن ان تجر افريقيا كلها الى صراعات وتؤثر على الامن والسلم الدوليين ولابد من توسعه الوساطة كما اننى ابلغت الجميع خلال نقاشاتى بان نركذ جهودنا في الوقت الراهن مع الرئيس ملس زناوى لانه الوحيد القادر على توصيل رسالة القارة الافريقية والمجتمع الدولي للبشير .
بماذا يشعر لوكا بيونق الان ؟
انا شاعر الاحباط لانى كنت على قناعه انو ممكن نصل لعلاقات جيده بين الشمال والجنوب بعد الانفصال واشعر بالحزن لانى لم اكن اريد ان يؤثر الانفصال على المواطن البسيط في شمال السودان وكنت اظن ان المؤتمر الوطني به عقلاء ومفكرين وانهم سيجعلوا من الانفصال بوابة لخلق علاقات اقتصادية متكاملة مع الجنوب ودول المنطقة لكن الذى حدث انهم دخلوا معنا في معركة اقتصادية لامبرر لها مع اننا لدينا ثروات اكثر منهم وحروبهم الاقتصاديه هذه ستؤثر على علاقتهم بجيرانهم وهم اصدقائنا , اتمنى ان يعيدوا النظر في سياستهم هذه من اجل الشعب السودانى الذى نحبه جميعا ونتالم لمايعانية من ضائقة في المعيشة .
ماذا تقول لشعب دينكا نقوك في ختام هذا الحوار ؟
اقول لهم اننا نعمل بكل جهد للوصول الى حل دائم وعادل وشامل ينهي معاناة اهلنا في ابيي واعدهم بان من ارتكبوا الجرائم ضد اهلنا سياتي اليوم الذى نقتص منهم امام العدالة الدولية عاجلا ام اجلا .
*نشر بصحيفة المصير بجنوب السودان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.